سأبدأ غدا بالعمل على خطة جديدة لأتدارك الهفوات التي مررت منها، سأبدأ بتنظيم وقتي وعملي، ستتغير أولوياتي، سأتوقف عن أكل السكريات، سأقلل من ساعات الأنترنيت، سأبدأ بممارسة الرياضة وسأتبع نظاما غذائيا صحيا، سأهتم أكثر بالجانب العملي والروحي والديني، سأبدأ بتخصيص أوقات للعائلة والأصدقاء، سأبدأ بالاهتمام بصحتي وبشرتي، وسأبدأ بتنمية قدراتي والعمل على تحسين مواطن ضعفي، سأبدأ بالالتزام وتخصيص وقت للقراءة، سأتخلص من العادات السيئة. ستكون سنة للإنجازات العظيمة!
سنة تمضي وسنة تبدأ، والوقت يمضي ونحن في كل سنة جديدة نبدأ بوضع أهداف وخطط لمستقبلنا لأننا نحتاج أن نكون أشخاص جدد. السنة الجديدة وككل سنة سنعيش فيها كأمواج البحر بين مد وجزر، فهي تحمل لنا معها خيرا وشرا، راحة وتعبا، سعادة وشقاء، رخاء وابتلاء، عدلا وظلما، نجاحا ورسوبا؛ وإن كنا ننتظر أن تتغير أقدارنا علينا العمل على ذلك وإخراج قائمة الأهداف والأمنيات المكتوبة في الرف من الخزانة لأرض الواقع واستثمار الأيام والساعات بشكل أفضل، لكي نرى ثمار التغيير في شهر ديسمبر.
كم سنة وأنت تخطط نهاية كل عام وترسم أهداف العام الجديد وتعيد نفس الكلام؟ هل فكرت كم عمل لم تقم به، وكم من حلم تخليت عنه؟ كثرة التسويف والتأجيل مخدر للشعور بالإنجاز؛ فهو ليس سوى شعورك بالخوف من الفشل وخوفك من الخروج من منطقة الراحة والطمأنينة، توقف عن انتظار اللحظة والظروف المثالية للقيام بأول خطوة، بل خذ اللحظة واجعلها مثالية وانطلق خلف طموحاتك عوض انتظار ذلك لأجل غير مسمى. ليس عليك أن تكون رائعا للبدء، ولكن يجب أن تبدأ لكي تكون رائعا، لذا لا تؤخر نفسك أكثر، واعمل حالا فقد حان الوقت للبدء، نعم ومن الآن يمكنك أن تقوم بأول خطوة في عمل أو هدف كنت تؤجله طيلة هذه المدة، حتى وإن كانت تلك الخطوة التي ستقوم بها مجرد شيء بسيط كالتخطيط والبحث! غالبا ما تكون هذه هي أصعب خطوة بالنسبة لنا، المهم أن تنطلق وتستمر عند انطلاقك.
حاول أن تضع تقييما لما حققته خلال السنة الماضية، وحدد الأمور التي استنزفت وقتك وقوتك حتى أبعدتك عن حلمك. كن واقعيا هذه المرة أكثر في وضع أهدافك بحكمة؛ بحيث تكون أهدافا واضحة قابلة للتحقيق فعلا، ومناسبة لقدراتك، ضع كل الاحتمالات الممكنة واستعد للتكيف مع التحديات والظروف القاهرة؛ لأن كل ما يحيط بنا في تغير دائم. تفحص ذاتك جيدا؛ لتعرف ما يمكنك أن تتخلص منه وما يمكنك أن تحتفظ به بصدق لسنواتك المقبلة.
لا تتراجع عند سماع تجارب البعض التي كللت بالفشل، والصعوبات التي مر منها الناجحون حتى وصلوا، خذ منها ما يصلح لك وأكمل مشوارك؛ فالحياة لن تتوقف بتوقفك، ففي كل الأحوال ستمضي لأنها ليست مرهونة بك، قد يكون سبب توقفك عن السير أحيانا هو الخمول والمحيط الذي تعيش فيه بوصفه تقليديا غير متجدد ولا ينجز الكثير؛ وكثرة السلبيات والأشخاص المحبطين حولك، وقد يرجع أحيانا السبب في ذلك لكونك تملك أفكارا متميزة ومختلفة، تخشى نظرة الناس الغريبة لك وسخريتهم منك ومن العمل خارج القوقعة، لذا، تقرر التراجع عنها خوفا من معارك مع التيار وتنسى أن أرض الله واسعة.
لا تسأل نفسك عما يحبه العالم؟ بل اسأل نفسك: ما الذي ينفخ الروح ونسمة الحياة فيها؟ خالف ما هو سائد ولا تدع الآخرين يقللون من شأن حلمك ويؤثرون سلبا، أثبت نفسك لا تقف بعيدا عن حلمك بل تقدم نحوه حتما ستجده بانتظارك.