تغيير الموازين
يعيش الغرب منذ سنوات طويلة، صراعات خفية تجلت في انسحاب بريطانيا من تكتل الاتحاد الأوروبي، لأنها عانت من كثرة تقديم مساعدات لرومانيا وبلغاريا وغيرهم من أوروبا الشرقية، ودول إفريقية وأخرى آسيوية، إنها تعاني ضغطا على مستشفياتها لسمعتها الحسنة داخل وخارج الاتحاد، إن الولايات المتحدة الأمريكية ضغطت لتخرجها من التكتل، لإضعاف الدول الغربية التي لم تعد تتبع سياسة إملاءات الأمريكيين، والآن في خضم حرب روسيا – أوكرانيا، لم يكن إجماع حول مسار وقف هذه الحرب، وفرض حظر على روسيا اقتصاديا، لأن اقتصاد دول الاتحاد متناقض ومتفاوت، فألمانيا مثلا تتعامل سرا مع روسيا بفعل الغاز والطاقة، أما فرنسا فلها المستعمرات رغم استقلالها لا زالت التبعية لها رغم أن مستعمراتها لم تعد كما كانت بقرة حلوب، شرخ كبير سيكون انهيارا لتكتل تتضارب فيه المصالح، وكما يقال ما خفي كان أعظم، وما قدمته قطر صادم وما تدافع عنه الشعوب هو القومية وتقارب شعوبها وساستها ليكونوا وحدة تحقق نهضة في كل الميادين.
عدا ذلك (التكتل والاتحاد من المحيط إلى الخليج)، سيحتم على الدول العربية-الإسلامية فتح باب الاستثمارات وتقوية اقتصادها رغم إكراه العولمة والمنافسة الشرسة بين الدول.
ما وقع في قطر يبين العلاقات الوطيدة بين جميع شعوب المحيط إلى الخليج، من محبة وتآخٍ واحترام متبادل بينهم، ووحدتهم والتفافهم حول القضية الفلسطينية يدل على أن الأمة الإسلامية بخير وهي إشارات بشارة، لدلالات فيها الكثير من الرسائل التي ترسخ للوحدة وتقوية الروابط المشتركة، وتعزيزها والسهر على تجذرها كقضية أسمى تحت ما قد يسمى “الأمن القومي”.
لكن تغيير الموازين قائم، لأسباب عدة وهي:
العمل على استثمارات في مناطق العدو الرأسمالي، والتحكم في أعتد الأندية الرياضية العالمية أو التي أصبحت ترعب العالم، وأيضا شراء أسهم عدة شركات في مجالات اقتصادية، بالإضافة إلى شراء أراضٍ خصبة في دول أمريكا الجنوبية، وقيامهم بفرض سلطتهم وقيمتهم، في دهاليز الأمم المتحدة، وغيرها.
ففي توحيد الدول العربية الإسلامية ضربة موجعة لهم، لأنهم يعرفون جيدا أن الدين الإسلامي دين منتشر في كل مكان رغم محاربته، لكن يحسب له أنه دين حضارة ورقي، دين احترام وتقدير، بفضله استشفت وانهلت منه باقي الحضارات، ويعلمون يقينا أن استفاقة الحضارة الإسلامية، انتهاء لحضارتهم رغم ما يروجونه لنا كواقع لا يعلى عليه، إنهم يصنعون ونحن نستهلك، هم يكدسون الأرباح في شتى المجالات، ونحن نسير نحو حافة الإفلاس على غرار القرنين الخامس عشر والسادس عشر، في ظل المذهب الميركانتيلي الذي يقوم على تجميع وتكديس المعادن الثمينة، لأنها كانت أساس قوة الدول.