الأنثى بين الواقع و المنشود

 

مقالات مرتبطة

أظن أن حال مجتمعاتنا سيكون أفضل لو تخلت الفتاة عن أحلام سندرلا ووضعتها على جنب وآمنت أن يد المساعدة التي تحتاجها هي من ستقدمها لنفسها يوم تثق في قدرتها عل تطوير ذاتها ونفسها…
لكن هذا التغيير العميق في طريقة التفكير والعيش لن يكون بين ليلة وضحاها
بل هو نتاج تربية …تربية الفتاة على أنها كائن كامل ولا ينتظر الاكتمال.
فالمجتمعات العربية للأسف تكرس لمجموعة من المعتقدات الخاطئة التي تتسرب إلى اللاوعي فتصبح الدافع لمجموعة من التصرفات والمواقف التي تتجذر مع مرور الوقت وتتوارث من جيل لجيل …فندخل في حلقة مفرغة سابقتها كلاحقتها.
وهنا أتذكر القولة المأثورة لسيدني فيليبس”إننا نزداد قوة عندما نعلم أن يد العون التي نحتاجها توجد في نهاية ذراعنا”
وعموما أرى أن سلوك الإنسان والمرأة بشكل خاص هو نتاج لمجموعة من العوامل والضغوطات المباشرة والغير مباشرة
فالمرأة ليست الدمية المنشودة التي تروج لها بعض وسائل الإعلام المنحطة…وجب عليها أن تستوفي عدة معايير وإلا فهي خارج المسابقة. ما يدفع بفئة كبيرة من النساء لصرف الكثير من المال على مستحضرات التجميل والزينة بشيء يخرج عن اللازم في غالب الأحيان … كمحاولة للهروب من الواقع و التشبه بنموذج أو نماذج صنعها الإعلام بعناية كبيرة
بهدف التجارة و الربح لا غير …
ستكونين قوية ، ومتميزة ليس لكونك جميلة المظهر فقط؛ فأنت أكثر من شيء لا يصلح إلا لتزيين المكان أو لعمل الإشهار لماركات تجارية…
أبدعي بأفكارك ودعي العلم ينير طريقك ومهما قست الأيام سيكون هناك دائما جانب لم نبصره، فالعين حتما ترى لكن القلب والعقل يبصران
يقول جبران< لا تجعل ثيابك أغلى شيء فيك حتى لا تجد نفسك أرخص ما فيك>
فكل المجد للمرأة الناجحة التي لا تبني نجاحها على تاريخ أجدادها، بل تصنعه خطوة خطوة تشعر به وتخطط له و تشهد لميلاد…
وتبقى القاعدة الأهم أن قيمة الإنسان تنبع من كينونته وإنجازاته و ليس مما يملك..


إن البنية النفسية للمرأة تختلف كثيرا عن الرجل ما يفسر بقدر كبير تباين ردود الفعل بين الجنسين وبين كل هذا وذاك ضعف الشخصية والاعتماد على غيرهم لتحقيق أحلامك الوردية، لا يفسر ولا يعفيك من طرح السؤال لنفسك ، ماذا أنجزت لنفسي ولمحيطي ؟!
لن أطيل في فلسفتي عن المرأة والحب والقوة التي تمتلكها في انتظار الأفضل وأن علبة حظها سيأتي بها أحدهم، في حين أن أحدهم ذاك ربما لا يملكها حتى ليقدمها لنفسه ويفتح باب الحظ في وجهه.
لم يعد هناك معنى، لا لمصباح علاء الدين ولا لبساط الريح و لا للجني الذي يحقق كل الأمنيات …
كلها قصص رافقت الطفولة الجميلة،حيث براءة الأطفال يمكن أن تصدق كل الخرافات راحت و تلاشت كل الروايات وضربت بعرض الحائط هي قصص آنست وستأنس أجيالا في مرحلة من العمر ،فلم التشبث أكثر بخيوط أمل تجهلين أي نوع من الثوب ستنسجه لك وأي شكل ستقيد أنفاسك به وتصنفك مع أخريات في لائحة انتظار وهمية.
المستقبل يصنعه اثنان ؛ ليس طبقا جاهزا يحضره واحد ويستدعي آخر لمشاركته به وبذلك أستطيع أن أجزم أن هذه الفكرة هي نقطة التحول المنشودة.
في وقتنا الحاضر لم يعد للانتظار معنى، لا تنتظري أحدهم ليقدم لك الأجمل بل كوني الأجمل الذي ينتظره غيرك.
فأنت نصف المجتمع وتربين كله ،أنت فقط كائن ليس صعب الفهم بقدر ماهو عميق الثنايا وبسيط النوايا.

1xbet casino siteleri bahis siteleri