رسائل الفن

ظل الفن وسيلة للتعبير عن الذات وما يراودها من أفكار وأحاسيس مرهفة وأحيانا مشاكل، وهذا التعبير قد يكون بأشكال مختلفة، فمن الأشخاص من يعبر عن فنه حركيا(التمثيل،الرقص…) ومنهم من يختار الغناء الذي يندرج ضمن التعبير الصوتي ومنهم من يفضل الفن البصري وهذا النوع من التعبير يعتمد بالأساس على الرسم باعتماد ألوان وأشكال في غاية الدقة بهدف إثارة العين التي بدورها ترسل رسالة إلى الدماغ وبالتالي يعمل على صياغة انطباع لدى متلقي الرسالة.
من هنا يتضح أن الفن رسالة سامية مبنية على مشاعر وأخلاق هدفها معالجة قضايا مجتمع معين أو قضايا عالمية،ويمكن استخلاص كل هذا من مقولة الكاتبة نادين غورديمير:”قد لا توجد أي طريقة أخرى لفهم الإنسان إلا من خلال الفن”والفنان هو حامل تلك الرسالة متفاعلا بها مع من يحيطه باستعمال حواس تواصلية في إرسالها وترسيخها كقيمة تتوارث من جيل إلى آخر، وبالمقابل يستقبل الفنان ملاحظات وانتقادات من مختلف شرائح المجتمع. 

مقالات مرتبطة


فمن المعروف أن الإنسان كائن تواصلي بطبعه، يقدر كل ما هو فني إبداعي ويضع بدوره معايير تجعله يتقبل أو يرفض رسالة الفن، فالمجتمع يرى في الفن المرآة التي تعكس الواقع و البيئة التي يعيش فيها. هنا يمكننا القول أن الفرد يرجو من الفنان عملا فنيا اجتماعيا من الدرجة الاولى يرفع الستار عن المشاكل التي يواجهها الفرد في مجتمعه وذلك بهدف نشر رسالة بسيطة تخترق عقول جميع شرائح المجتمع وتنفتح على مختلف مناحي الحياة وتساهم في إيجاد حلول سريعة وفعالة. إذ يجب على الفنان مراعاة معايير ومقاييس محددة لإرضاء جميع الأعمار ورسم البسمة على محيّاهم ومن بين هذه المعايير سهولة تداول الرسالة الفنية، بمعنى آخر أن تكون القضية المعالجة متداولة و منتشرة في الفئة المستهدفة، وأن يكون العمل تضامني وأخلاقي بامتياز وكل هذا من أجل الاقبال على الفن والابداع والسمو بهما.
في الأخير كل ما يمكن قوله هو أن الفن رسالة باستطاعتها أن تحل وتعالج قضايا متنوعة إذا تم صياغتها بشكل مبسط يحبب الناس في الفن ويحد من النفور منه واعتباره مجرد وسيلة للتسلية. فكما قال بابلو بيكاسو:”الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية”، بحيث أنه يعتبر بمثابة مطهر للروح ومفر من متاعب ومشقات الدنيا.

1xbet casino siteleri bahis siteleri