عناصر القوة في الحياة، أما آن للإنسان أن يأخذ بها؟

يتضح جليا أو منطقيا أن العنوان أعلاه غير صحيح أو ليس في محله، ولا يمكن تطبيقه على أرضية الواقع بل ولا يمكن تصديق، لأن للحياة عناصر قوة يمكن الأخذ بها في ظل هذه الصعوبات التي نعيش فيها، أو عكس ما نعرفه أو كنا نعرفه من قبل، وخاصة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ويرجع ذلك إلى ما نعيشه من صعوبة في الحياة ومرارة في المعيشة، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى الدينية بتحريم أضعاف ما يتم تحليله والتشدد أكثر مما يتم الانفتاح عليه وكره الأشياء أكثر من حبها، وينعكس ذلك تلقائيا على حياتنا، فنراها صعبة قاسية لا ترحم أبدا، بل وتحمي الأقوى فقط دون غيره، فتتبادر بذلك إلى أذهاننا مجموعة من الاسئلة وهي كالتالي: هل حقيقة أن للحياة عناصر قوة؟ وأين تتجلى؟ وما مظاهر قوتها؟

تتعدد مفاهيم الحياة بتعدد معانيها ودلالاتها، فهي تدل على مجمل الأحداث والوقائع التي تجري على أرض الواقع بين الكائنات الحية منذ لحظة ميلاد الإنسان حتى وفاته هذا من جهة، ومن جهة أخرى تقتصر بعض التعريفات للحياة على إمكانية التكاثر والإنجاب مع إجراء عدد كبير من التعديلات التكييفية على حياة الإنسان، كما يمكن تعريفها -أي الحياة- بمجموعة من المصطلحات على رأسها التوازن، والتنظيم، والتكاثر، والنمو، والتكيف، والتلاؤم، وغيرها من المصطلحات، ولعل ما ينبغي ذكره هنا هو ما قاله العالم الفرنسي “كلود برنار” عن الحياة: “أنه من الممكن وصف الحياة، ولكن ليس من الممكن تعريفها”، فإذا أخذنا هذا المثال بجدية وبتفكير عميق وتأمل فسنجد حقيقة أنه ليس هناك تعريف دقيق للحياة.

ومما لاشك فيه أن في الحياة صعوبات وعقبات وحواجز تواجه الإنسان في جميع مراحل حياته، فهناك من يواجهها ويتغلب عليها وهناك من يستسلم ويخضع لها فيلجأ إلى اختلاق الأعذار وإرجاع الأسباب إلى أشياء أخرى، لكن لو تأملنا وتدبرنا في هذه الحياة لوجدنا فيها عناصر قوة لا تعد ولا تحصى ولعل أبرزها ما يلي: تتجلى مظاهر القوة في الحياة على مجموعة من العناصر الذاتية والاجتماعية خاصة على مستوى الإدراك، بحيث يعتبر من العناصر التي يمكن للإنسان أن يدرك من خلالها مقومات الحياة المحيطة به، كما أن هناك مجموعة من الأشياء التي يمكن تفكيكها وتحويلها إلى عناصر دعم وقوة، وهي إدراك التحديات التي قد تواجه الإنسان في حياته النفسية التي يمر بها، ثم إدراك كافة التغيرات التي قد يقابلها المرء في حياته فيجبر على التعامل معها رغما عنه.

عنصر الإصرار: قد تواجهك مجموعة من العراقيل والمشاكل والمنعرجات الحاسمة التي يتحتم عليك مواجهتها والتصدي لها، بكافة الاشكال مع الإصرار في ذلك والاستمرار على تحمل تلك المشاكل التي قد يقع بها، أملا في أنها ستزيدك قوة وصلابة وتساعدك أكثر للوصول إلى تحقيق أهدافك وأحلامك.

عنصر الإيمان: الإيمان هنا لا نعني به الإسلام أو المسيحية أو أي ديانة أخرى، بل نعني الإيمان بنفسك بقدراتك، وطموحاتك وأهدافك أقصد هنا الإيمان بالروح، والإيمان بالنجاح، والإيمان بتحقيق المستحيل، والإيمان بالقدرة على التغير، أضف إلى ذلك إيمانك بخالقك ورازقك، ومسبب الأسباب ومحقق الأهداف، فالإيمان هنا هو أمن ويقين واستقرار وطريق إلى تحقيق ما لا يمكن تحقيقه.

عنصر التفاؤل: هو منح الإنسان شعورا بالراحة والطمأنينة والقدرة على تحقيق الأهداف التي كان يطمح إليها في حياته بشغف ومثابرة وعزم وإصرار.

عنصر الحب: يعتبر الحب من أقوى عناصر القوة الذاتية على الإطلاق، بحيث يكون الإنسان في أمس الحاجة إلى توجيه تلك القوة -أي الحب- والشعور بها، فالحب هو السعي نحو تحقيق الهدف دون ملل أو كلل، وللحصول على قوة الحب يجب علينا التسامح وهو الطريق الوحيد للوصول إلى طريق لا يشوبها الكره ولا الحقد، فهذا العنصر لا تشعر فيه بمشكل الوقت عند مواجهة الحياة، وكأن الوقت يطير كشخص منغمس في العبادة يتمنى توقف الوقت.

وختاما إن الحياة بكل مقوماتها تحتوي على كل عناصر القوة، التي تضمن لشعوب الأرض كافة أنواع السلام والرفاهية والحرية والعدالة والحب والإخاء والتفاؤل، ولتحقيق هذا كله ينبغي على الإنسانية أولا أن توحد بين القوة والحق وتطرد كافة أنواع السيطرة والعنف والغطرسة والدكتاتورية.

 

1xbet casino siteleri bahis siteleri