قصتي مع القرآن: ثلاثة شخصيات وستة روابط

لكل قصة بداية ولكل قصة روابط، بداية وقبل أن أشارككم قصتي مع القرآن أود أن أنبه إلى أنني لست بحافظ للقرآن وإن كانت تلك أمنيتي وأمنية أمي، تلك أمنية اعترتني منذ أن شهدت شريطا في الطفولة لطفل المعجزة، ذلك الطفل الحافظ للقرآن الكريم في سن مبكرة عندها طرحت سؤال على نفسي لماذا لا أكون مثله؟ وقتها اشتعلت رغبة لكن سرعان ما انطفأت.




علاقتي بالقرآن تعرف مد وزجر، إقبال وهجران، كسل يترتب عنه إهمال واحتضان وراءه الحنين، علاقتي بالقرآن مرتبطة بثلاثة أشخاص كانوا بشكل مباشر أو غير مباشر وراء تعلقي بالقرآن الكريم، سهموا في ارتباطي بكلام الله قراءة وحفظ لبعض سوره وأحزابه، هؤلاء الثلاثة شخصيات هم أمي وأبي وزوج ابنة عمتي وكل واحد منهم ربطني برابطين.

مقالات مرتبطة

أنا وأبي

الضياع ..


فأما أمي فقد فتحت عيني عليها وأنا أجدها دائمة القراءة للقرآن في رمضان وفي غير رمضان لا يمكن أن يمر يوم دون أن تحمل مصحفها لتقرأ وردها اليومي، حتى في حقيبتها اليدوية تحمل معها المصحف، فكان هذا المشهد اليومي المتكرر أحد الروابط. أما الرابط الثاني فهي تلك السنة التي ابتدعتها أمي في رمضان حيث نتنافس على ختم القرآن الكريم وكلما أنهى أحدنا ختمت نتحلق بعد الإفطار أو السحور من أجل الدعاء، وبهذا زرعت فينا التنافس على الإقبال على القرآن خاصة في رمضان.
أبي، ذلك الرجل الإستثنائي هكذا أراه، اعتاد مصاحبتي له إلى المسجد منذ الصغر كلما تيسر له وهناك في المسجد وخاصة بعد صلاة المغرب يتجمع المصلون لقراءة الحزب الراتب هناك تعلمت شيء من قواعد القرآن من وقف ومد وكان لتلك اللمة ذوق خاص فكان أبي وراء تعرفي على هذه اللمة، إضافة إلى ذلك يحرص السيد الوالد في كل عطلة صيفية على تسجيلي في الكتاب قصد الاستفادة من برنامج الحفظ الصيفي ومن خلال ذلك تمكنت من حفظ عدد من سور القرآن وشاركت في بعض المسابقات، فبربطي بحلقات القرآن وبرنامج حفظ القرآن الصيفي ساهم الوالد في ربطي بالقرآن الكريم.
أما الشخص الثالث فهو أحد الأقارب زوج ابنة عمتي، هذا الشخص الذي أكن له كل الاحترام كان يحفزنا على حفظ القرآن بجوائز مالية، ففي كل مرة يختار سورة ويجل لمن حفظها نصيب مالي ابتداء من 10 دراهم وصولا إلى 50 درهم ولا أخفيكم الفرحة العارمة أن تمسك 50 درهم في مرحلة الطفولة فكأنها شيء ثمين وكانت كذلك بالفعل، بهذا الفعل كنت أنا ومجموعة من الأقارب والجيران نتنافس على حفظ تلط السور، والأمر الثاني أن قريبنا هذا يتميز بحسن قراءته للقرآن بالطريقة المغربية فكنت أخذ القرآن و أحاول تقليده.




هؤلاء الشخصيات الثلاثة كان لهم الدور الكبير في علاقتي بالقرآن وتلك الروابط الستة: مشهد أمي وهي تقرأ القرآن، المنافسة الرمضانية في ختم القرآن قراءة، حلق القرآن في المسجد بعد صلاة المغرب، حصص الحفظ في الكتاب خلال العطلة الصيفية، مسابقة الحفظ والجوائز المالية ثم محاولة تجويد القرآن بالطريقة المغربية، بتلك الروابط توطدت علاقتي بالقرآن حتى وإن اختلها شيء من الهجران الناجم عن التقصير لكن العلاقة لا تنقطع.
المهم في الأمر وأنا أستحضر هذه الوقائع وأعود بالذاكرة إلى الوراء أجد أن تلك الروابط تشترك في أنها حصلت في مرحلة الطفولة، ثم أن أغلبها كانت نتيجة تصرفات لا أقوال، فمشهد أمي وهي تقرأ وجلوسي إلى جانب أبي في حلق القرآن في المسجد وسماع قريبنا وهو يتلو القرآن بصوته الحسن كلها تصرفات كلها دعوات بالقدوة وبالسلوك. نحن الآن في أمس الحاجة إلى ربط أطفالنا بالقرآن إلى جعلهم يتعلقون به حفظا وقراءة وأفضل وسيلة لذلك هي القدوة، فكونوا قدوة لأطفالنا حتى يقتدوا بكم ويرتبطوا بالقرآن.



1xbet casino siteleri bahis siteleri