ماذا لو كان العمر تناقصيا؟!

يحتفل البعض منا بعيد ميلاده مرة كل سنة لتنضاف سنة واحدة الى باقي السنوات التي سبقتها،لكن ماذا لو كنّا نعلم مسبقا عمر كل منا و نحتفل بكل سنة تمر…اكيد ان كلمة “احتفال”سيتغير مفهومها بتغير الشروط التي تبنيها…مرور سنة يعني مزيد من الاقتراب نحو النهاية،نحو الحقيقة،نحو الصمت…
لا شك ان معرفة ما تبقى أفضل من معرفة ما مضى،و خصوصا اذا تعلق الامر بالزمن و الوقت،يقال ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك لكن تغير معادلة التعامل مع الزمن بالاستحضار الدائم لما تبقى سيؤدي لا محالة الى تحكم لا متناهي ليس فقط في الأيام لكن حتى في الدقائق و الثواني.تحكم في الوقت و نضج في تسييره أبرز ما يحول بيننا و بين النجاح و التميز…
لا يستقيم الحديث عن النجاح بمفهومه الشامل و عن الوقت دون ذكر المعرفة باعتبارها معيار التفاضل اليوم….و لعل أفضل انواع المعرفة هي التي تتميز بالتنسيق الزمني لان قيمة اي معلومة في حصريتها و طابعها الاستعجالي فماذا لو تعلق الامر بالوقت و الزمن؟!

 

مقالات مرتبطة

 

لن نتفاجأ في ظل هذه الشروط اذا انقرض مفهوم المفاجآة من قاموسنا اليومي،فلا مكان للاستغراب بالتحضير المسبق المادي و المعنوي لكل ما سيقع.
لكن ألا تحمل المعرفة أحيانا  في طياتها ما قد لا يروقنا؟ بمعرفة العمر لن يعود للرحيل اثر و معنى،لينتقل من طابع الاستثناء الى طابع الاعتيادية و الالفة… لن نتساكن مع الموت فقط بل سنحضر و نخطط له كباقي الأحداث،لتفقد هذه اللحظة قدسيتها و مكانتها…ان المعرفة اذا فاتت حدها تصبح حاجزا امام التواصل و التعبير السليم عن المشاعر التي ستختفي هي الاخرى تدريجيا.و بتمليك الانسان لهذه المعرفة تنميط لحياته و قتل لحيويتها و ابسط تفاصيلها.
يبقى المضحك في الامر ان الانطلاق من فرضية معرفة العمر و التوسع في نتائجها و انعكاساتها أسقطنا في طريقة عيشنا اليوم.بعض منا يدرك ان ما تبقى اقل من ما مضى منهمك في تحقيق ذاته و بناءها و البعض الاخر غارق في احلام الابدية و الخلود غير مدرك لقيمة الثانية التي تمر …يبدو كذلك اننا لم ننتظر معرفة كم سنعيش لنتساكن مع الموت،فمشاهد الحرب و التقتيل و قراءة اخبار الجرائم و الاحداث لم تعد تحرك فينا ساكنا…يقال لا تسالوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم،لكن الواضح ان أحوالنا ساءت دون ان نكلف نفسنا شقاء البحث و التساؤل!
1xbet casino siteleri bahis siteleri