المرأة القائدة…الكنز المكنون

 

للمرأة مكانة عظيمة في الأسرة والمجتمع ، ولها دور رسالي نبيل في نهضة الأمة من خلال تربية المجتمع على القيم والمبادئ والفكر المتزن. في غيابها يحدث خلل في التركيبة المجتمعية والإنسانية، فهي أساس التوازن ومحور الحياة.


وبما أنني تحدثت في هذه السلسلة عن الأسرة القيادية في مختلف مراحلها، كان لا بد من وقفة تأمل في هذا الكنز المكنون، لنرى المقومات الأساسية لصقله وجعله أكثر بريقا وإشعاعا حتى يلعب دوره الرسالي الذي خلق من أجله، والذي سيساهم إسهاما كبيرا في تأسيس الأسرة القيادية.
في محاضرة للدكتور طارق السويدان حول موضوع المرأة القيادية، يطرح بعض المواصفات للمرأة القيادية، بناء على دراسات  وإحصائيات وبحوث في مجال القيادة، حيث يقول :

 

تتلخص المميزات القيادية للمرأة في  :

– المشاركة :  الاستشارة في اتخاذ القرار

– التعاطف : التعامل برحمة ولين مع فريقها

– الإبداع : تفوق الرجل بنسبة 25 في المائة

– تفهمها لحاجات النساء

– التفويض وإعطاء الصلاحيات

– المرأة ابعد نظرا من الرجل : تبحث عن المعلومات بشكل كبير، لهذا رؤيتها تكون أصوب

– قدرتها على الاتصال أكبر من الرجل : الحوار الفعال

– أسرع وأعمق في تكوين العلاقات

عندما نتأمل في هذه المميزات ونقارنها مع المواصفات الأساسية للقائد، نجد أن المرأة لها قدرة وقابلية كبيرة للقيادة، ولكن النظرة المجتمعية القاصرة اتجاه المرأة ودورها ، كانت سببا في ابتعاد الكثير من النساء عن القيادة ومجالاتها.

المرأة القائدة شخصية فريدة من نوعها، قوية في قراراتها، حنونة في علاقاتها، متقنة لعملها، صبورة ومبدعة في تحقيق أهدافها، ذكية ومتميزة في تواصلها وتأثيرها في الآخرين.

للمرأة بشكل عام عدة أدوار ومهمات، وعندما تكون هذه المرأة قائدة فمسؤولياتها تتضاعف لأنها ستكون بمثابة الموجه الأساسي لكل المحيطين بها، والساهرة بجانب الرجل على تأسيس الأسرة القيادية ونشر ثقافة القيادة في المجتمع. سننتقل مع المرأة القائدة بين مختلف أدوراها للتحدث عن بعض مميزاتها وأهمية كل دور من أدوارها :

مقالات مرتبطة

أنا وأبي

الضياع ..

المرأة القائدة كابنة :

تربت على تحمل المسؤولية منذ صغرها، تميزت في أخلاقها ومعاملتها، أدخلت البهجة في قلب أبويها بحيائها وتفوقها في حياتها، تعلمت التعبير عن رأيها بكل صدق، شاركت بقراراتها في تسيير شؤون أسرتها، ملأت البيت صفاء بحيويتها ونشاطها. لها مكانة خاصة داخل عائلتها الصغيرة والكبيرة، لأنهم يرون فيها الأمل الكبير للمجتمع والأمة.

المرأة القائدة كزوجة :

كانت لها رؤية واضحة للبيت الذي ستؤسسه مع شريك حياتها، وعندما شاء الله وجمعها بزوجها، بدأت في تحقيق الحلم الذي طالما عاشته في نومها ويقظتها. شعارها التعاون والحوار، فهما السبيلان الأساسيان لتخطي جميع المشاكل التي يمكن أن تواجه بيت الزوجية. شخصيتها القوية وكل المواصفات القيادية التي تتميز بها ساعدوها على التعامل مع الحياة والمحيطين بها بحكمة ونضج.
اختارت أن تعيش حياة متميزة وليست عادية، لهذا قررت أن تبني حياة ناجحة يكون بطلاها هي وزوجها.
المرأة القائدة كأم :

رسمت منهجية التربية مع زوجها قبل قدوم الأبناء، تدربا، درسا، وناقشا أمور التربية القيادية حتى يكونا في مستوى إنتاج قادة فاعلين ومؤثرين في مجتمعهم. هي أم قائدة، بمعنى أنها تؤثر، توجه، تعطي القدوة الصالحة، تربي على الأخلاق الراقية، شغوفة بالعلم والمعرفة، تترك لمسة حنونة وطيبة في قلوب أبنائها. تعلم جيدا أن رسالتها الأولى كأم قائدة هي جعل بيتها مدرسة لتخريج الأشخاص الإيجابيين، المبادرين والمتميزين…لهذا فهي دائمة التعلم والاستشارة وتطوير مهاراتها القيادية.

المرأة القائدة كفرد في المجتمع :

امرأة مبادرة، إيجابية وفاعلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، علمت جيدا مسؤوليتها اتجاه مجتمعها، وعلمت أنها فرد منتج وليس زائد. جعلت من الإتقان شعارا لها في عملها، دراستها، أفكارها، مشاريعها… رسالتها في ذلك المساهمة في نهضة وطنها وأمتها.
واثقة من نفسها، متواضعة، حيية، محسنة، بارعة في ترتيب أولوياتها وأدوارها في الحياة، متعايشة مع جميع الأفكار والمرجعيات المنتشرة في مجتمعها، حيث تبحث عن النقاط المشتركة والإيجابية لدى الآخرين للمساهمة في تنمية وطنها.
عاشقة لوطنها، وعشق الوطن لا يقتصر على الشعارات الجميلة، بل يعني الإنتاج، العمل، الإتقان، التضحية والصبر.

تاريخنا العظيم مليء بالنماذج النسائية القائدة، التي ساهمت في بناء حضارة الأمة الإسلامية، وكان لها الدور الكبير في إنجاب قادة أثروا، أبدعوا، وأسسوا علما نافعا، وأنتجوا فكرا متزنا ساهم في رقي الأمة ونهضتها :

– السيدة خديجة رضي الله عنها تميزت في قيادتها كزوجة، فكانت المعين الحكيم والحنون للرسول صل الله عليه وسلم في أزماته وأصعب ظروفه.
– السيدة عائشة رضي الله عنها تدربت وتربت منذ صغرها على يد الرسول صلى الله عليه وسلم، فتميزت بذكائها ونشاطها، وساهمت مساهمة كبيرة في نقل وتعليم سنن الرسول صل الله عليه وسلم للمسلمين,
– والدة محمد الفاتح، تميزت في قيادتها كأم، فأنجبت وربت قائدا عسكريا عظيما، بتشجيعها وتحفيزها له، تمكن من ترك بصمة خالدة في تاريخ الأمة.

وهناك العديد من النماذج الرائعة لا تسعني السطور لسردها…..

إنهن قائدات عظيمات فخرت الأمة بعملهن، وهناك العديد منهن يعملن في صمت، ينجبن قادة، ويساهمن في إعداد قادة….فأنتن أيتها القائدات الكنز المكنون، ببريقه وإشعاعه وجماله، لا تدعن العقبات تحول دون قيامكن بدوركن الرسالي. وأختم مقالي بهمسة في أذن الرجال، ساهموا في تشجيع وتحفيز بناتكن، زوجاتكن، أمهاتكن وأخواتكن… على التميز والنجاح لأنه استثمار مربح لكم، لوطنكم وأمتكم.

1xbet casino siteleri bahis siteleri