الوحش الذي يسكنني

أكتب وقد استعمرتني بعض نقاط الوهم ،العديد من التساؤلات الحية لنقطة الصفر من جديد،العديد من السلبيات المرهقة التي تخترق الجمجمة ،وصولا لعقلي الذي اتعبته الاوهام واحاطته سراديبها نحو انحدار قاسٍ،اعتقد ان عقلي ليس بآلة تسير على محرك ضخم ،فعليا حتى الآلات تحتاج الى جهاز تبريد يخفف حرارتها بين الوقت والآخر .




العمل واستمراية التفكير في اشياء سلبية نسبة حدوثها ضئيل جدا ،تصل الى القلب وتبدأ آلة التوتر بالعمل ،كل شيء يربك المعدة ،انذارات خاطئة روح تحترق في الداخل وافكار سلبية لامتناهية ،صرت اخشى الجلوس وحدي دون قلم،بت اخشى الوحدة ،امقتها بعد ان كنت عيشقتها السرية يوما ما ،ربما هي ضغوطات الحياة الوهمية ،تحترق في الزاوية ولا تدع لي مجالا للتنفس ،هكذا ولدت من جديد لأقاوم كل شيء.

مقالات مرتبطة

أنا وأبي

الضياع ..


لكنني لم اظن ابدا ان اخطر شيء سأواجه يوما هو انا ،افكري المخيفة ،الوحش العظيم الذي يختبأ داخل خلايا عقلي يتربع واضعا قدما على أخرى بصورة فخمة متباهية ،كلما حاولت ردعه اوغل باغلاله الحادة جسدي،ووضع على قلبي سيخا من النار ،أربكني وجوده حقا اصبح الظلام قاسيا فجأة ،لحظات ما قبل النوم اصبحت عدوي الاول وفوبيا الظلام تلاحقني حتى اول ساعات النهار الهادئة ،في الحقيقة ليس غياب الشمس هو سبب ظلامي ،ظلام الر وح الراقد في قلبي ،يكتم صوتي ،ويجعلني احترق بهدوؤ بين الرئة والامعاء ،واخرج دخاني الاسود بكل غلاظة بين الحين والاخر،لقد غيرني كثيرا،والقاني من اعلى جبل عال بقوة ،لم اخف يوما بقدر ما كنت تلك اللحظات بالذات ،لقد فكرت في كل شيء حتى انني فكرتُ بالانتحار كذلك ،اريد النجاة من نفسي ،فجاة توقف الزمن عند لحظة ،توقف فعلا.




ظننت انني انتهيت حقا وهذه هي الاخرة ،انقلبت الدائرة وبات الحظ لزاويتي في معركتي ضد نفسي،حين مسكت قلمي للمرة الاولى وكتبت كل ما عندي بصمت ،كتبت لروحي عزاء ورثاء فوجت عرسا لها هناك ،اجشت بالبكاء بصوت عالٍ،عالٍ فقط في روحي ،الآن استطيع الكلام براحة اكثر ،ادركت انني احمل قوة ضخمة غلبت قوة الوحش القاسية ،وفي الفيزياء اذا كانت هناك قوتان متعاكستان في الاتجاه ولحاسب الاتجاه المحصل نطرح مقدارهما والتجاه مع الاكبر ،وهكذا اتخذت مسلكا آخر،لم يمت ذلك الوحش طبعا ظل يراودني ويحاول قتلي ،لكن كل افكاره باتت سطورا لكتاباتي وعناوينا براقا لي لكسر اغلال ذاتي ،نلاشى فجأة وترك البياض لعقلي .
هل هو الربيع اخيرا ؟لقد ازهر متأخرا كثيرا لكنه جاء في النهاية ،بازهار ملونة على جدران قلبي ،واضاء فتحات زمنية لاعبر عما اربد بوقت الالوان الساحر.




1xbet casino siteleri bahis siteleri