ليس لأني امرأة…

تعتليها رغبة جامحة أن تؤكد لهم أن قراراتها كانت صائبة: أنها تستطيع أن تصبح أما مثالية، أن تبرهن أنها استطاعت العيش بدونه بل التفوق عليه، أن عملها كان اختيارا موفقا، أو أن نظام عيشها صحي… تكثر الرغبات و يتوحد المقصد، تتعدد الأحلام، و الرؤية ثابتة.
إن الذكاء العاطفي الملحوظ عند المرأة يمكنها في وقت وجيز، من تراكم خبرات اجتماعية و اتخاذ قرارات تفاعلية قد يتردد الرجل بشأنها كثيرا. علاقاتها الطويلة، المؤقتة أو المنقطعة تمنحها مع الوقت موضعا مرنا، تستطيع من خلاله الانتقال سريعا إلى مستوى أكثر جدلا، إلا أن الأمر ليس بسهولة هذا الوصف، فالتفاعلات الاجتماعية كيفما كان مجالها، و العلاقات المجتمعية لا تمنح امتياز المرونة و التعلم بشكل مجاني، هناك دائما تضحيات و تنازلات لتقديمها. ستقدم لكم اي امرأة تاريخا عنوانه الصبر دائما و القدرة على التحمل و أنها عانت لتجاوز عدة صعوبات، حتى لو كانت في مقتبل العمر، و قد تستغرب يا سيدي غالبا من هذا متهما اياها بالمبالغة، و التوهم، لكن الأمر لا يتعلق بواقعية ما تحكيه أو درجة صدقه كما وصفته، بل بملكة فطرية تصور لها أن أي حادث بسيط يدخل خانة تراكمات عاطفية و نفسية، و عندما يتعلق الأمر بالرجل فإننا نعشق تقوية هذه الملكة، و تضخيمها.
تختلف درجة استغلال المرأة لهذا الذكاء العاطفي، و حسن توظيفه، عندما تستطيع التحكم بهذه الملكة، و ترشيدها لصالحها، تتحدد معالم مسيرتها عندما تضع تحت يدها كل ما يتسم بالعاطفة، و توجيه فطرتها لمنفعة دائمة. في الوقت نفسه الذي تمتاز بمرونتها، و قابلية التعلم، فهي تحتاج لتأطير و صقل قدراتها و مرجعياتها الفطرية منها و المكتسبة أكثر من الرجل، و ذلك راجع لصعوبة تقبلها للتغيير أو النقد.
قد تبحث عزيزي القارئ بين هذه السطور على نصائح أو توجيهات، كي تتحرر كل امرأة من ثقل هذه الفطرة، سأجيبك أن ما النصيحة الا كلمتين :علم و تميز، علم يرفع من مؤهلاتك المعرفية و يغني دائرة معارفك، و يبعد التأويلات الخاضعة لمنطق العاطفة الغير السليم، و يمنحك رؤية عقلانية وتميز يبرزه حضور قوي و ذكاء عاطفي أكثر من مجرد حضور يجب احترامه لكونك امرأة.
هذا هو السبب الوحيد الذي أرفض من أجله دائما أن يمنحني أحدهم امتيازا أو يقدم لي مجاملة، أو يبدي احتراما، فالاحترام يجب أن يستحق، و المجاملة ما هي إلا رسميات قد تزول فور غيابك. الشهامة تعبر عن المرتبة التي تأخذها التعاملات المجتمعية لدى الرجل لا غير: عندما يسمح لك أحدهم بالجلوس مكانه لأن القطار مكتظ أو يترك لك أحدهم دوره في صف الانتظار، فهذا يجب أن يكون دليلا على مستواه المعاملاتي الخاص به، هو يفعل ذلك إرضاءا لآدابه، وليس لأنك امرأة، لذلك أعتذر دائما عندما يبدي أحدهم شهامته، فأنا أستطيع كذاك تحمل الوقوف لمدة طويلة أو الانتظار لساعات، و الأهم أنني أفضل ذلك، و لا أحب حصول العكس لمجرد كوني امرأة.

مقالات مرتبطة


أن تستحقي ذلك هو العمل الأهم و الأصعب ، أن توظفي ذكاءك العاطفي جيدا يستغرق ذلك وقتا، و يستهلك تجارب لكن ان كنت تبحثين عن التميز، بعيدا عن الإيجابيات الطبيعية و المكتسبة فطريا لكونك امرأة فذلك أرقى ، بل يجب حسن استغلال هذه الايجابيات في مهارات التعلم و إبراز الذات، و تحمل مصاعب الوصول إلى المعرفة العلمية و الإنسانية، إضافة إلى توظيفها في خلق علاقات اجتماعية مرنة و صلبة في آن واحد، مرنة لأنك المتحكم الأكبر بخيوطها، أسسها و توجيهها نحو الأفضل، و تستطيعين بسهولة توقع تطوراتها و مآلها، و علاقات صلبة لأنك تعلمين جيدا كيفية الفصل بين أنواع الصلات المجتمعية و الإنسانية، و تحددين بموضوعية أهداف كل واحدة، بدل انتظار عنصر المفاجأة و البحث عن مبررات،
تفضلين من خلالها غالبا دور الخاسر الأكبر لمجرد أنك خلقت امراة!
لا شيء يهم أكثر من إنجازاتك، إنما الأعمال بخواتمها، لا شيء أكثر يهم من تميزك و نجاحك، احصلي على نشوة انتصارك، حسي متعة الطريق، جماله، صعوباته، فرحه، و في الأخير حققي أهدافك بتميز، ارضي ذاك الغرور الذي يريد الوصول، ولا يهمه شيء غير ذلك، فلا مجال للتراجع، نظرتك الثاقبة يجب أن تبتعد عن المكان و الزمان و تنوع الشخوص، رحلة العلم هي أول الخلاص للتحرر، اتركيهم يرون في نظرتك رحلة الألف مشوار، رحلة الانفراد في بلوغ التميز، الصبر أجمل ما قد ترتدينه في هذه الرحلة، و العطاء أحلى ما قد تتزيني به، وجودك لن يثبت الا بذلك، منهج الفرح و التفاؤل أروع ما يرافقك، و التواضع أحسن ما يأخذ بيدك، مكتساباتك، هي ما تخلق الفرق ،و تولد وهج الإبداع، و تقوي ملكة التعلم. اعشقيه لما لانهاية، سيهيم بك لما ليس في الحسبان، ابحثي عن التميز، افعلي ذاك ستجدينه، ستطفين به غضب، ستهزمين به ضعف، ستتميزي بتميزك، ابحثي عنه إنه بداخلك…اعملي جاهدة،ثابري، و تميزي…فما الرحلة إلا عمل و علم، ما الرحلة إلا تميز…

1xbet casino siteleri bahis siteleri