في بداية المشوار..

كانا في مقتبل العمر،بدءا مشوار الحياة الزوجية يحلمان بحياة جميلة رومانسية وردية.
فاذا بهم يفاجآن بمولود قادم في أول الطريق..
اختلطت المشاعر بين الفرح والحب لهذا القادم الجديد والخوف من تجربة جديدة غامضة..
تقدمت الاسابيع فاذا بهم لاول مرة يتعرفون عن قرب عن شيء كانا يسمعان عنه فقط _هنا أو هناك_ شيء اسمه الوحم، ظنّا أنها مرحلة تشتهي المراة اشياء معينة في أوقات معينة فاذا هي دوخة وغثيان ووهن ومرض ونفسية متقلبة…
مرت الاشهر الاولى بصعوبة بالغة قل فيها خروجهما سويا قلت اللحظات الجميلة وبقيت فقط ذكرياتها…
انقشعت السحب شيئا فشيئا في الاشهر الموالية وانقضى كابوس “الوحم” وعادت البسمة تغمر الوجوه من جديد.
اقترب موعد الولادة، والخوف والترقب يزداد يوما بعد يوم خوف مشوب بفرح ان يكونا ابا واما لاول مرة.

مقالات مرتبطة


حانت تلك اللحظة الحاسمة واحست الام انها يجب ان تكون في مستوى الموعد تتذكر المخاض والالم تتذكر السيدة مريم تصبر نفسها وتسأل الله القوة والثبات..
خرج المولود للوجود لم تكن ولادة طبيعية لكنها قيصرية عسيرة بغرز غائرة أليمة..
دخل الزوجان مرحلة جديدة من ألم الجرح والارضاع والصراخ وساعات الاستيقاظ اكثر من ساعات النوم..
بدأت الهالات السوداء تظهر وبدء العياء يدب من جديد، فلم يكن لديهما التجربة الكافية للتعامل مع القادم الجديد والمسؤولية الجسيمة الجديدة.
لم تكن مرحلة سهلة كان عليهما ان يفعلا الكثير لتعود الحياة الى سابق عهدها..
كان الحمل مباغتا لم يترك المجال للحياةوالوردية ان تحتل مكانا كبيرا في حياتهما قررا الا يخوضا التجربة من جديد.
مع مرور الشهور الاولى بدا المولود في النمو وبدأت الملامح تظهر ، انه يشبههما لحد كبير بل انه جزء منهما، يتعلقان به يوما بعد يوم بل اصبحا يشعران بالوحدة القاتلة دون صغيرهما…استشعرا بقوة سُمي ”
بدأت اللحظات الجميلة تعود والذكريات تتوالى ولكن بمعية الفرد الجديد في الاسرة..
لقد اثث حياتهما لم يترك مكانا في المنزل الا زرع فيه ضحكاته وصرخاته البريئة.
كلماته الاولى التي نطقها، خطواته التي خطاها حفرت في ذاكرتهما.
مع مضي الايام شعروا بالحنين الى تلك المحنة التي في طياتها منحة، تلك الهِبة التي لونت حياتهما ذلك الامتدادا لوجودها.
فقد أدركا أن مقومات السعادة أعمق بكثير،
لقد تمنوا ان ينجبوا من جديد..

1xbet casino siteleri bahis siteleri