ربع قرن من الزمن مع بني البشر

تمر السنين وكل سنة ترسخ فينا قيما جديدة، تتغير أفكارنا حتى أننا في بعض الأحيان نصبح نقيض ذواتنا القديمة، نغير أفكارا لطالما آمنا بها إيمانا مطلقا ونعتنق أخرى كنا نستخف بها، تتوالى التجارب ويزداد فهمنا للحياة وكذا لتعقيداتها، نفهم أننا جزء صغير جدا يكاد يكون مهملا في سيرورة الكون.. لكننا مع ذلك نظل متشبثين بكوننا محور اهتمام الآخرين والعالم، تتغير المعتقدات ونبني الشخصية، تتجدد الاهتمامات ونغير العلاقات. كل هاته الاشياء مررت منها خلال 25 سنة لي على هذه البسيطة، استوعبت بعض العبر ولا زلت في البحث عن أخرى، ومن أهم ما اكتشفت وألخصه لصديقاتي الفتيات مايلي:
 
-حب النفس.
 
أحبي نفسك..فرغم كل شيء ستنكسرين ألف مرة وتخطئين مليون مرة، ستقدرين الأشياء بطريقة خاطئة فتعطين القيمة لأشياء لا تستحقها وتستهينين بالتي تستحق، نعم هذا كله سيحدث لكن لا تجعليه يؤثر على حبك لنفسك، فأنت إنسان أولا وما خلق الإنسان إلا ليخطأ ويتعلم. الأهم أن تتعلمي الدروس وتقفي مرة أخرى على قدميك كطائر الفينيق المنبعث من رماده، وتواجهي الحياة بشجاعة، فهي ليست أبدا رحيمة أو عادلة، بل تسحق الضعفاء سحقا. لا تنتظري من أحد أن يمسح دموعك أو أن يطبطب على كتفك، كوني أنت البلسم والدواء لجراحك، وأنصتي فقط لصوتك الداخلي فهو الوحيد الذي يعلم ماذا تريدين حقا، حتى لو أصمك صداع الآخرين وضجيجهم بالنصائح، اختاري ما تريدين أنت فقط.
 
-الأولويات.
 
حددي أولوياتك، فلكل امرأة أولويات خاصة بها. ليس بالضرورة كل النساء تردن الزواج والإنجاب أو العمل أو الحصول على شيء معين في سن محددة، فلكل منا ظروفه التي تتحكم في أولوياته، فحددي أولوياتك انطلاقا من متغيرات حياتك وليس من خلال مقارنة حياتك مع حياة الأخريات.
 
-اتخاذ القرارات.
 
عندما تكونين سعيدة جدا أو حزينة .. لا تتجرئي أبدا فتتخدي قرارات مصيرية؛ ففي الحالة الأولى يعميك التفاول عن رؤية حقيقة الأمور فتتهورين، وفي الحالة الثانية يتملكك الخوف فيكبح طموحك وتحجمين عن أشياء جميلة كانت ستكون من نصيبك لو أنك تجرأت، كوني حيادية دائما في اتخاذ القرارات المصيرية وفكري بعقلك ولا تتركي للمشاعر الجياشة فرصة للتحكم فيك.
 
-العائلة.
 
اجعلي عائلتك، خاصة أبويك، محورا لحياتك، فأساس الحياة السعيدة علاقة متينة مع الإخوة وعلاقة أمتن مع الأبوين، ذانك الملاكان اللذان أفنيا شبابهما من أجل تربيتك وتعليمك وجعلك امرأة قوية تعلم ما تريد في الحياة، يستحقان كل الشكر والعرفان وأن تفعلي كل شيء لإرضائهما وتوفير الراحة والاطمئنان لهما.

-الحب.
 
مقالات مرتبطة
عند اختيارك لشريك الحياة، اختاري من يحبك كما أنت ولا يسعى لتغييرك إلا للأفضل، من يتقبل زلاتك ويصححها، من يرى فيك الجمال عندما لا ترينه في نفسك، من يقدم لك الدعم عندما تحتاجينه والنصح عندما تختلط عليك الأمور، من يدفع بك للأمام لا من يعيدك للوراء، من يقتسم معك علقم الحياة قبل استمتاعكما بعسلها، ذلك الشخص الذي تطمئنين عند محادثته بعفوية، هو فقط من يستحق أن تهبي له حياتك وعن اقتناع.
 
-الصداقة.
 
اختيار الأصدقاء منذ طفولتنا من المحددات الأساسية لسمات شخصيتنا، فكما هو معروف الصاحب ساحب، ونوعية الأصدقاء الذين نصادقهم يؤثر بشكل كبير على طبائعنا واختياراتنا اللاحقة في الحياة. لا تستهيني أبدا يا عزيزتي بتأثير نوعية صداقاتك على حياتك، فلها دور كبير في تقدمك أو تقهقرك إلى أدنى المستويات ثقافيا، وفكريا ونفسيا، اختاري دائما الصديقة الداعمة الطموحة، التي تدفع بك نحو الأمام ولا ترى في نجاحك تهديدا لها، بل تفرح لفرحك وتحزن لحزنك، اختاري من تضحكين معها على أتفه الأمور وفي نفس الوقت تناقشان أعمق القضايا، تمسكان باليد اليمنى أحمر الشفاه وباليد الأخرى أعمق الكتب، ترقصان، وتغنيان، وتبتهلان وتصليان، تعيشان متع الدنيا ولا تنسيان حظ الآخرة …همكما التفوق على نسختيكما القديمتان وأن تتسلقا سلم الارتقاء الفكري والثقافي.
 
-السعادة.
 
أنت من يخلق السعادة لنفسك فلا تبحثي عنها في الأماكن أو الاشخاص أو الاشياء، السعادة هي إحساس داخلي ننتشي به فيعطينا دافعا للاستمرار في الحياة، فإما أن تقرري أن تكوني سعيدة بعيدا عن كل منغصات الحياة وتقلباتها وتتقبلي نفسك كما أنت، أو أن تعيشي في صراع دائم مع نفسك والآخرين، صراع ليس له نهاية غير تدمير كل جميل فيك، فاختاري السعادة وعيشي حياتك ببساطة.
 
-الروحانيات.
 
كما تهتمين بجمال وجهك وتناسق ملابسك، لا يجب عليك أن تنسي ترتيب روحك وتغذيتها بالتعلق بالله والابتهال له، حافظي دائما على نقاء سريرتك وإيمانك بالخالق وبكل ما جاء به دينك، فسلامة الخارج تبدأ بنقاء وصفاء الداخل.
روحك، تلك الشعلة التي توقد الحياة داخلك، تحتاج منك التفاتة كل حين وتجديدا كل وقت.
 
-المال.
 
اعلمي عزيزتي أن حريتك لن تكون مكتملة دون استقلالك المادي، حينها فقط ستكون لديك القدرة على تحقيق ما تتوقين إليه، فاسعي لامتلاك مورد رزق، ليس بالضرورة وظيفة بساعات دوام لكن قد تكون هواية كالرسم والتطريز وغيرها، والتي من الممكن أن تصبح مورد رزق إذا استغللتها بالشكل المناسب.
 
وفي الأخير اعلمي يا صديقتي أنك نسخة منفردة في هذا العالم، فلا ترضي بأقل من الأفضل في كل شيء، في الدراسة، والعمل والعلاقات.
1xbet casino siteleri bahis siteleri