الحياة بين الوهم والحقيقية

يعبرون، ويقلقون، ويفرحون، ويحزنون، ويحبون، ويتعارفون، ويحلمون، ويغيرون، ويحللون، ويناقشون، ويحرمون، ويبيحون، وينتقدون، وينتفضون ويحتجون… فقط في الفاسبوك فتبقى أحاسيسهم، ومشاعرهم، وأحلامهم وتطلعاتهم حبيسة هذا الفضاء الأزرق الوهمي. نعيش اليوم تحت تأثير العالم الافتراضي، نعيش داخل متاهة لا شيء فيها واقعي، يتغنون بالحرية كلما سنحت لهم الفرصة بذلك وهم يجهلون أنهم سجناء هواتف يقال عنها ذكية كيف لا هي من سيطرت على العقل الذي صنعها !! ويبقى الإنسان كائنا معقدا، مركبا يصعب فهمه، يبحث عن الحرية ويدافع عنها ويجهل أنه هو من اختار زنزانته وأحكم إغلاق القفل وكبل يديه بإرادته. نعيش في وهم وفي حيرة دائمة وفي تناقض كبير، كل واحد منا يتخبط في مشاكله الخاصة. نسعى للخروج من هاته المتاهة ونفعل ما بوسعنا لنعيش الحياة بمعناها الحقيقي، لكننا نجهل ما معناها الحقيقي. نعيش في زمن يشوه كل شيء جميل ويجمل كل الأشياء المشوهة، زمن المظاهر الخداعة، وزمن التظاهر بالفرح بالرضى، والحب، والراحة والاطمئنان، حتى الحزن أصبح موضة فالكل يبحث عن التعاطف الزائف… وهذا ما يخلق ارتباكا وخللا في نفوس الناس لأن الكل يبحث عما هو مادي زائل زائف، فيسقط في بركة من الوحل، في بئر عميق يصعب الخروج منه. زمن فيه الكل يريد أن يشبه الكل، الكل يركض وراء المظهر الخارجي، ويرتدي أقنعة تتناسب مع ما يريد الحصول عليه. الحياة الحقيقية أبسط من كل هذا، لا تستدعي كل هذا التعقيد، الحياة الحقيقية كل شيء فيها حقيقي: الحب والحزن والفرح… حياة الجوهر وليس المظهر. نعيش في عالم يشبه أرضا قاحلة، زمن حتى الحلم أصبح فيه ممنوعا محظورا ومقننا. لكن، يجب التمرد على هذا الواقع وعدم الخضوع له وذلك بالإيمان بأن لكل منا أحلامه، وأهدافه وطموحاته في هذه الحياة فنحن لم نخلق عبثا. كل واحد منا يملك ما يميزه عن الآخرين مما يجعله مختلفا ومميزا ومتميزا. يكفينا فقط التأمل في ذواتنا لفهمها ثم الإيمان بقدراتنا …

مقالات مرتبطة

الطموح لا يولد بالصدفة فهو نتيجة حلم، حلم يكبر معنا منذ الصغر، يصبح جزءا منا، يعيش فينا وبداخلنا، وهو من يعطي معنى لحياتنا … فلا وجود لطموح ولا لإرادة في غياب أحلام نطمح لتحقيقها، لأنني لا أؤمن بالمستحيل فكل ما يخطر ببال الإنسان ويتخيله عقله سيتحقق لا محالة في الواقع . الأحلام تتحقق إذا آمنا بها وآمنا بذواتنا وتشبثنا بها لأنها تنتمي إلينا، ولأنه لا يمكننا التخلي بسهولة عن جزء منا، ومن كياننا . كيف لنا أن نعيش بدون أحلام؟ فبالأحلام يولد الطموح وتقوى الإرادة ويكبر التحدي. ارتباط الحلم دائما بحالة النوم لا يعني عدم القدرة على تحقيقه، لأن إمكانية أو استحالة تحقيقه مرتبطة بالشخص نفسه، هو وحده قادر على تحديد ذلك إما أن يستيقظ وينسى ما يحلم به، أو يستفيق على أمل النوم للحلم من جديد، أو يؤمن بنفسه وبأحلامه ولا يجعلها حبيسة الخيال، يستيقظ بسرعة ويسعى لتحقيقها ويفعل ما بوسعه لترى النور. لا أنكر أننا نعيش في محيط، وفي مجتمع لا يؤمن بالأحلام لأنه يعيش فقط تحت ظل الواقع، لذلك تجد الأحلام حبيسة الخيال مكبلة بأصفاد الواقع خاضعة لقيود المجتمع وإكراهاته، بل أصبحت الأحلام تندثر في الخيال قبل أن ترى النور في الواقع، تذوب وتنصهر حلما تلوى الآخر، عكس المجتمعات الراقية التي تعلم أبناءها أن يحلموا ويؤمنوا بأحلامهم ويرفعوا من سقف توقعاتهم لتحقيقها لأنهم لا يؤمنون بالمستحيل. تختلف أحلامنا باختلاف شخصياتنا لأن منا من يعتبر ضمان دخل قار بالحصول على وظيفة تحفظ ماء الوجه حلما، ويمكن أن يكون حلم شخص آخر أكبر من مجرد وظيفة، لأنه يعتبرها مسألة عادية حتمية بل يحلم بتحقيق الذات وخلق التميز، فالطموح يكبر ويعلو كلما كبرت الأحلام … الأشخاص المتميزون الذين تركوا بصمة في هذا العالم ونقشوا أسماءهم على الصخر ليسوا – كما يعتقد البعض- أشخاصا يمتلكون قدرات خارقة، إنهم بكل بساطة أشخاص آمنوا بأحلامهم وفعلوا ما بوسعهم لتحقيقها، حتى أصبح من كان يعتبر أحلامه “مجرد” أحلام يستحيل تحقيقها يصفق لهم منبهرا بإنجازاتهم ويقف لهم وقفة إجلال واحترام . الكل يتساءل كيف حققوا النجاح؟ ببساطة آمنوا بأحلامهم وضحوا بالغالي والنفيس لتحقيقها . إذا كان النجاح يولد من رحم المعاناة فالأهداف تولد من رحم الأحلام . هي حياتك أنت، حياة واحدة عشها كما يحلو لك وفقا لقناعاتك واختياراتك وتطلعاتك. لا تسمح لأحد بأن يرسم حدودا لأحلامك أو يحبط طموحاتك أو يجعل من مستقبلك انعكاسا لماضيه. يقولون لن تفشل إلا إذا انسحبت، وأنا أقول لن تفشل إلا إذا تخليت عن أحلامك. مجرد أننا نحلم يعني أننا نحيا !!

1xbet casino siteleri bahis siteleri