متاع الغرور

نعيش في الحياة بين مطبات..مرتفعات ومنخفضات، تارة حلوة وتارة مُرة، بين سعادة نبلغ بها القمم، وتعاسة ننزل بها إلى الحضيض…

حياتنا مختصرة بين نجاح وفرح وتفوق وربح، وبين فشل وقهر وظلم وخسارة، نعيش فنعزف لحنا يجمع بين كل الألوان لنحصل على جمال الصورة حتى لو اختلط الأسود فيها فإنه يُكمل معناها…

نفقد أعز ما نملك وننكسر، ثم نُعوّض بقدوم ضيف جديد فيُكمل ما نقص، وهكذا تُبنى شخصيتنا، فنكتسب الرزانة والحكمة وتقدير أبسط لحظات الحياة..
نمر كلنا من فترات التيه …

أوقات نبحث فيها عن ذواتنا ونكتشف فيها شيئا من أسرار أنفسنا، نختبئ في حضن الصمت لأننا ندُرك أنّ مَا نحاول شرحه لن يُفهم مطلقاً…

نرتكب خلال هاته الفترات الكثير من الأخطاء والحماقات ونسلُك خلالها العديد من الطرق المعوجة.

نريد أن نجد المخرج لوحدنا في صمت ونلمس الحكمة لوحدنا ونقرر مصيرنا لوحدنا.

في مثل هاته الفترات لا نطيق الآراء والنصائح والتوجيهات والإرشادات لهذا الكم الهائل من المحيطين بنا.

نتبع حدسنا ونستفتي قلبنا إلى أن نصل إلى النقطة التي نعجز فيها عن التفكير أو التقدم.

ساعتها نتوق لنسمع من الأحباب ونستلهم من الحكماء..

نشق طريقنا ونحن موقنون أنه سيأتي الفراق، فراق الأحبة، فراق الأحلام، فراق الوقت والشغف وحتى فراق الذات…
لكن متى؟ لا أحد يعلم، ولا أحد يملك تاريخ انتهاء صلاحيته…

هي دنيا، ربما أنت الآن، وربما أنا غدا، وربما كلنا على حين غفلة…

تصدمنا مفاجآت القدر، يصدمنا أكثر رحيل من لم نظنهم يوما سيفارقوننا، ربما ليس لشيء غير أن رحيلهم هو في حد ذاته موت لأجزاء منا تسكن روحهم…

موت الأحبة لا يضرهم في شيء، هم انتقلوا إلى عالم أصفى وأطهر عند مليك مقتدر، عند رحيم كريم، أرواحهم النقية الطاهرة لا تتناسب مع هذا العالم، نحن من يموت أحياء، نحن من يعاني ويتكسر..

إهداء إلى روح الأحبة والأهل والأقارب، إلى كل من لم أنساهم ولن أنساهم ما حييت، من تركوا شرخا عظيما في الروح، إلى كل من هم تحت التراب سبقونا ونحن بهم لاحقون، وإلى كل عزيز وغال فقدته، رحل وأخذ معه قطعة مني لا تعوض، في انتظار اكتمال باقي القطع والاستعداد للرحيل..

“ربنا أفرغ علينا صبرا، وتوفنا مسلمين”…

مقالات مرتبطة
1xbet casino siteleri bahis siteleri