الأفلام الإباحية (من سلسلة و”محياي” الجزء الأول)

و هو يفعل ذلك يعتقد أنه لا يؤذي أحداً ولا يعرف أنه هو نفسه الضحية.
لا يعرف أنه ينحدر إلى طريق الإدمان. إدمانٌ ليس كباقي الأنواع من الإدمان لأنه متوفر للجميع و لا قيود عليه… و لأنه يترك أثرا لا يمكن محوه من أدمغة المصابين.
هذا الأمر منتشر بشكل كبير ولكن لا يوجد من يتحدث عنه.

في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي للدكتورة “ميري آن لايدن” قررت أن إدمان الأفلام الإباحية أخطر مهدد للصحة النفسية وأنه أخطر من إدمان الكوكايين.

أصبحت الأفلام الإباحية الوسيلة الأساسية لنشر وتعليم الثقافة الجنسية في بلادنا، نظرا لعدم وجود خطة واضحة لنشر الثقافة الجنسية الصحيحة؛ مما أدى إلى وجود ثقافة مبنية على أسس خاطئة، بل و منحرفة.
هناك دائرة مغلقة للإدمان…وألْف المعصية تتكرر دورياً بحسب شدة هذا الإدمان؛ فيأتي التبرير، ومن ثم الندم ، ومن ثم التوقف ومن بعدها السقوط والعودة مرة أخرى بسبب حافز معين.
إن تتبعنا مسارات البحث في محرك البحث غوغل نجد أن أكثر البحث يكون عن مفردات جنسية : 116 ألف بحث عن الجنس من الأطفال والمراهقين كل يوم.

كل ثانية واحدة يقوم 30 الف شخص بتصفح مواقع إباحية، كل نصف ساعة يتم تصوير فيلم إباحي بالولايات المتحدة الأمريكية وهي تنتج 89٪؜ من المواقع الإباحية على الإنترنت. وتقدر صناعة الأفلام الإباحية اليوم بأكثر من 100 بليون دولار.
وفي المملكة العربية السعودية 50 مليون بحث عن مفردات جنسية، بل وشاذة شهرياً؛ أي ما يزيد عن مليون ونصف بحث يومياً.

70% من ملفات المراهقين هي مواد إباحية، هنا مركز المحاكمة و كابح الرغبة لدى الإنسان. تحفيز مركز الرغبة بالإدمان البصري يؤدي إلى إنهاك الناصية و تخريبه، فتضعف المحاكمة لديه وإدراكه للعواقب. ثم يصبح عنده ما يسمى بمتلازمة الفص الأمامي؛ وهي  الإندفاع دون النظر إلى عواقب الأفعال، التركيز على فعل معين وتكراره بصورة وسواسية، الهشاشة العاطفية وتقلبات المزاج.
أثناء الجماع بين الزوجين يفرز هرمونين وظيفتهما تعزيز الثقة والتقارب العاطفي لدى الزوجين. غياب هاذين الهرمونين عند الإستمناء المصاحب لمشاهدة الأفلام الإباحية يؤدي إلى إنفصام الجنس عن الحب وإنعدام العواطف الضرورية لإنجاح الزواج. و تصبح لذة مشاهدة الأفلام أكبر من تلك الناتجة عن الجماع؛ و هذا يؤدي إلى الوحدة والإحباط، فطلاق وتفكك.

كان لماليزيا تجربة مميزة تعكس مدى يقظة الدولة تجاه الآثار السلبية و الكارثية للإدمان الإباحي. فقامت بتدريس مواد عن الثقافة الجنسية في الإسلام وتضمينها لمناهج دراسية موجودة فعلاً مثل اللغات، الأحياء والتربية البدنية. بل وقامت بتشجيع الشباب على الزواج في سن المراهقة وذلك بتقديم حوافز مادية وتسهيل تمليك البيت، بل وتخصيص مرتبات شهرية للزوجين.
إن مخاطر الإباحية تتطلب منا تحركاً جاداً وفاعلاً لمواجهتها، ونرى أن نبدأ بخطواتٍ أولى على الطريق :
• التوعية العلمية والطبية وإظهار مخاطر الإدمان الإباحي الصحية.
• تشجيع الزواج في سن مبكر وفق أطر جديدة ومبتكرة تناسب الأوضاع الإجتماعية لكل دولة.
• تضمين مادة الثقافة الجنسية في الإسلام ضمن المقرارات الدراسية إما منفردة أو مضمنة بين ثنايا المواد الأخرى.
• صناعة إعلام هادف وبناء مضاد للإعلام الإباحي ومنافس له.
• إحتواء طاقات وعقول الشباب عبر الأنشطة الرياضية والثقافية الفاعلة وعدم ترك مساحة للفراغ الوقتي أو الذهني.

إلى كل مدمن : (( إن إنتصارك على الإدمان هو أهم إنتصار في حياتك؛ هو أن تنظر في المرآة فترى إنساناً منتصراً حراً متزناً بكل معنى الكلمة. أما إذا نظرت في المرآة فرأيت نفساً هزيلة ضعيفة منهزمة، عبدة لأهوائها و شهواتها ومدمنة عليها ؛ فأنى لهذه النفس أن تنتصر في الحياة. إن النصر الحقيقي لا بد أن يبدأ من الداخل …لابد أن بيدأ من النفس … و “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.)).

وليد فتيحي

تفريغ : ياسمين طاييس

التدقيق اللغوي : خولة أغبالو

1xbet casino siteleri bahis siteleri