تختبرنا الحياة لتعلمنا الدروس!

المدرسة أهم ركيزة للتعلم على مر التاريخ لما لها من دور تربوي تعليمي كبير على مختلف مستوياتها الابتدائية، والإعدادية والثانوية. لا نستطيع إنكار فضلها في تلقيننا أبجديات التعلم في الآداب، العلوم، التاريخ، الفلسفة…لكن، تأبى مدرسة الحياة إلا أن تعلمنا دروسا أخرى أكثر أهمية.

مما تعلمته شخصيا، تقبل الفشل واعتباره جزءا من مسار أي إنسان وحق طبيعي لا يجب الخجل منه، بل التعلم منه لتصحيح أخطائي وتحديد أو تغيير مساري. كما تعلمت -ولا زلت- اكتساب المرونة في التعامل مع الآخر والتفاعل مع الأحداث وأن صحتي الجسدية، والنفسية والعقلية يجب أن تكون أولويتي، لما لها من تأثير كبير على تفكيري وقراراتي ومزاجي وسلوكي.

“في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك، أما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس!”

درس آخر لا يقل أهمية عما سبق، وهو الاستمرارية والمثابرة. يميل الإنسان بطبعه إلى اليأس والاحباط عند عدم رؤية نتائج واضحة وفورية لمجهوداته، خاصة أننا نعيش في عصر سريع للغاية. فالأحرى بنا أن نعطي أهدافنا الوقت والمساحة الكافية للتجلي والاستمرار رغم وجود عوائق وصعوبات.

حيث يجب علينا أن نعي وعيا تاما أن لكل شيء ثمن، فلكي تهديك الحياة النجاح، يجب أن تدفع الثمن من طلب وعلم، سهر، عمل، صبر، فشل، بحث متواصل… لكي تحصل على جسد ممشوق يجب أن تلتزم بأكل صحي ومتوازن وممارسة الرياضة…لكي تشفى من مرضك يجب أن تتجرع مرارة الدواء، ولكي تكتسب مناعة ضد السلبية والإحباط يجب أن تخالط الإيجابيين والممتنين.

الحياة ما هي إلا النجاح في دروس يجب أن تعاش حتى تفهم.

هيلين كيلر

لطالما تعلمنا في المدرسة ضرورة أن نحصل على أعلى النقط وأعلى الرتب لكي ننجح سواء في الجانب التعليمي الأكاديمي أو الجانب المهني، لكن الحياة لها دور آخر في أن نعي أن التميز أهم من النجاح؛ فقد ينجح الكثير في أن يحقق هدفه بأن يدخل مجال التعليم، لكن ما يميز أحدهم عن الآخر هو طريقة تأدية العمل ومدى تفانيه وتحمله المسؤولية فيما يقدمه والشعور الذي يتركه في تلاميذه فيتذكرونه به. كما هو الحال عند الذهاب إلى طبيب يجعلك تتذكره دائما بحسن المعاملة والإنصات والأمان الذي أحسسته عندما هدأ من روعك، فتميز عن غيره من الأطباء.

إن التميز هو ما يجعلنا مختلفين ولا نشبه أحدا غيرنا، وهو ما يدفعنا إلى إضفاء لمستنا الخاصة في كل شيء نفعله، عوض الاكتفاء بنسخ أسلوب ومهارة الغير. لذلك، لا يجب علينا أن ننساق وراء تحقيق أحلام ورغبات الآخرين، أبا كان، أما، أستاذا أو صديقا… لأن هذا من شأنه أن يفقدنا القدرة على التفكير بشكل صحيح والسعي وراء أضغات أحلام مزيفة لا تمت لنا بصلة، كذوات وشخصيات لها قدرات ومواهب مختلفة ومميزة عن غيرها. وبهذا تفوز الحياة دائما كأعظم مدرسة، دروسها لا تنتهي إلا بانتهائنا.

1xbet casino siteleri bahis siteleri