تجلّيات…من عمق الشّغف!

يرادف جدوى التّعليم هو أن تشرح للآخر ما هو قادر عليه، ويعزّز هذا الترادف التّعلّم بجعل ما سبق ممكناً! إنّ دواعي الإلهام أحياناً تدفعنا إلى قصد الفوضى القابعة في ذواتنا، للبثّ فيها بإحساس مستقطع! من منطلق فكرة موهبة ما، عالقة في هذه الذّات، بينما نحاول ممارستها في لعبة الخيال الشّريد يترجّل ويطلق في النّفس شيئاً محسوساً، يراوده الإلهام عن كثب، ويقطفه التعبير من طوره الخام! ليحوّلها إلى ‘نُوتات’ ذوقية يعزفها الصّمت في لحن بديع، وليروّض الغامض على التّبدّد.

الكتابة هي الوحشة المؤنسة، والظل الدافىء حين تصبح الأشياء حولنا باردة، هي السبيل الذي لا تنقطع مساربه، وهي الكهف الذي لا نحتاج شمعة فيه، هي المتسوّل القنوع من إحساسنا، هي الماء الذي لا يشبه الماء، لكنّه يروي عطشا لا ينطفىء بالماء، هي أقصر حبل إلى أعماقنا، والمكان الأبعد عن زحمة الواقع، هي الجزء المتبقي للحياة لأولئك الذين لم يعثروا في الحياة عن حياة، هي الخلود شبه المغبر بعد الموت، لجثث الكتب، التي لا تألف التحنيط، هي الضوء الممتد من الأمس عبر جدار الحين، ملاحقا نجوم الغد وشمسها، هي لسان التعبير، بأي شكل لخطوات الأقلام وبأي صوت للأبجديات التي تختلف في نغماتها، وتتوحد في مضامين الجمل، هي القسم الأسطوري الهادئ، مُعمّداً بالأنفاس، وتتيح لنا الوصول لمعنى أن تحافظ على شغفك من منظورٍ موهبة متعطّشة للصٌّقل ذات بُعْد تحفيزي مستدام.

وفي اختصار آخر “المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه”. ~ابن سينا~، والتحسين المستمر خير من الكمال المؤجّل، كن على استعداد دائما فشرف تكرار المحاولة يمثّل نسبة مُحفّزة للمُضِي قُدماً، يبقى التحفيز الذاتي والإلهام وجهان بارزان لحكم قيمة التوجيه والتّعلّم؛ فمصدر الإلهام هو مصدر داخلي يعتمد على مبدأ تداعي الأفكار حيث لا يكون الإلهام إلا سلسلة يصنعها الملهم بعقله أولاً من تلك التّأمّلات، وعلى هذا يجب أن تملأ أحلامك بصور أكثر نعومة وجمالا حتى تغذّي أفكارك، إنّنا حينما نفكّر في الأمر فإنّنا نضع أنفسنا بصدد أيّ من الحلول الرّائعة وجهاً لوجه، ويذهب بك شغفك بشيء تحبّه إلى أقاصيك المظلمة فينيرها بنور الجمال لتصل إلى مسامحة نفسك وتركها تسعد شيئاً فشيئاً، فقط تحلّ بفكر إيجابي واثبت عليه.

ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة المعقّدة، وليس بالضّرورة أن تكون الأشياء البسيطة ساذجة، لطالما بقي الانحياز الذّوقي والفنّي الحقيقي هو كيف يستطيع الإنسان أن يقول الشّيء العميق ببساطة! وما بين زَعْم ورأي آخر تحتكم النفس إلى ما يقنعها؛ أنّ ما استتر أجمل مما ظهر، وأنّ ما غاب أروع مما بدا، أنّ ما نتمنّى أحلى مما ننال، وأنّ ما نتخيّل أعظم مما نعيش، وأنّ الغموض أكثر إثارة من الوضوح! من السّهل أن يكون المرء عميقاً، يكفي أن يستسلم لفيض ثغراته الخاصة!

1xbet casino siteleri bahis siteleri