عندما تتحول الأهداف إلى سراب…

مع اقتراب نهاية السنة يبدأ التخطيط والتحضير للعام الجديد، وبذلك يبدأ معظمنا في كتابة أهداف للعام الجديد التي تختلف من شخص لآخر؛ فمنا من يريد إنقاص الوزن وآخر يريد بداية الاستيقاظ المبكر إلى ما غير ذلك من الأهداف الجميلة؛ إذ تجد أغلبنا يقتني أروع المفكرات لتدوين هذه الأهداف بخط عريض وبحماس كبير، ما إن يبدأ شهر يناير حتى تجد كل من حدد هدفا ينغمس فيه محاولا تحقيقه، إذ يبدأ صاحب إنقاص الوزن بالتردد إلى صالات الرياضة بانتظام، كما تجد أن صاحب هدف الاستيقاظ الباكر قد ضبط منبهه على الساعة الخامسة، ويستمر كل شخص في بذل الجهد للوصول إلى شهر ديسمبر وهو منتصر وبالغ للقمة.    
لكن المفاجأة أن هناك من يفتر وسط الطريق فيعود أدراجه إلى سالف عهده، فتحديد سبب هذا الفتور يحيلنا إلى التأمل في الطريقة التي نحدد بها أهدافنا؛ فمثلا من هدفه العودة للوزن المثالي تجده حدد معدلا أسبوعيا شبه مستحيل التحقيق وغير عقلاني، فحين نسي هذا الشخص أن يفكر ألف مرة قبل تحديد هذا المعدل كما نسي البحث وسؤال المختصين، فالأهداف ما يجب أن توضع إلا لتحسين من حالنا وليس لإثقال كاهلنا.

كم هو جميل أن نضع أهدافا لكل سنة وعدم ترك الأيام تسير في اتجاه المجهول والأجمل هو الالتزام بـ:

مقالات مرتبطة
  • القاعدة الأولى: وهي مرحلة التعرف على أنفسنا وطاقاتنا قبل بدء أي تخطيط، لأنه أحيانا تكون أهدافنا ما هي إلا أهداف أشخاص آخرين قمنا بنسخها بغير وعي.
    وبذلك، قد تجد من قرأ منشورا لقارئ متمرس استطاع قراءة مائة كتاب خلال سنة قد هرع لمذكرته ودَوَّن هدف قراءة مائة كتاب خلال سنة، متناسيا أنه قد فشل في إكمال كتاب واحد خلال مدة شهر عدة مرات، وأنه لم يكتسب بعد عادة القراءة بانتظام، فالأولى أن يحدد هذا الشخص وقتا محددا للقراءة بعد ذلك الانتقال لهدف قراءة كتاب في الشهر فأسبوع وبذلك رفع معدل القراءة اليومي إذ يمكن الوصول إلى معدل جيد سنويا، فان كان شخص آخر يقرا مئة فلا نخجل في دخول عالم القراء بمعدل يناسبنا والمقصود هنا هو التدرج.
  • القاعدة الثانية وهي الابتعاد عن المقارنة بالآخرين خلال مرحلة تحديد الأهداف وكذا خلال مرحلة تحقيقها، لكن مقارنة أنفسنا بأنفسنا وبين ما كنا عليه أمس وما أصبحنا عليه اليوم، لأنك عندما تقارن نفسك بالآخرين ستحس دائما بالنقص، لذلك، لا تقارن نفسك بهم لكن لاحظ إنجازاتهم وتعلم منها واجعلها مصدر إلهامك وليس سبب إحباطك.
  • القاعدة الثالثة وهي الصبر والتأني في الوصول وتجنب الرغبة في الحصول على النتائج بسرعة.
  • القاعدة الرابعة وهي تشجيع أنفسنا بعد القيام بالخطى الصغيرة، لأن بهذه الخطى التي تبدو بسيطة نصيب أهدافنا الكبيرة.

كم هو جميل الاستمتاع بالخطوات الصغيرة والأجمل هو فهم أن التغيير شيء تدريجي، وتجنب جلد ذواتنا لكن تقبلها ثم تطويرها لنصبح خير نسخة من أنفسنا، مع استبدال شعور الإحباط في حالة عدم تحقيق الهدف بالأمل أن الغد سيكون أفضل، في انتظار ذلك لا ننسى أنه بالأهداف الصغيرة نغدو كبارا وبالالتزام بها نصبح أبطالا.

1xbet casino siteleri bahis siteleri