أيتها المرأة.. لا تكوني كائنا مزعجا للرجل ..

لبيبات كنا أوساذجات ..تجمعنا نحن كنساء نقطة مشتركة مع الرجل هي “عسر الفهم”.. و مهما بلغنا
من الذكاء مبالغ مهمة ، سنجدنا في لحظة من اللحظات نطلب من محرك البحث على الانترنيت أن يجيبنا
على تساؤل “كيف نفهم الرجال؟” .. و الحقيقة أن الرجل أيضا يتساءل عن كيفية فهم النساء .. لكنه على
الغالب لن يكلف نفسه عناء البحث عن الإجابة، فهو يعلم أنه لن يستطيع إيجادها .. فالمرأة هي الوحيدة
التي تمتلك سلطة إدارة العلاقة الانسانية معه لو استوعبت بعض الأمور ..
أولا: أنت امرأة وهو رجل .. تتوافقان في كونكما معا من فصيلة البشر .. لكنكما تختلفان كثيرا في
السلوك .. لن أخبرك بأن الأمر طبيعي في تركيبتك كأنثى أو مكتسب من التربية، فتلك نظريات لم
تدحض بعضها البعض بعد .. و لكن الأكيد أننا كمعشر نساء لا نتصرف كما الرجال إطلاقا .. نحن نريد
أن نعود بسرعة للبيت ، أن نشغل الهاتف و نشتكي للرجل من كل ما عشناه طيلة اليوم ، تريد المرأة أن
تخبر شريكها عن المتسول المسكين الذي صعد للحافلة و أشفقت عليه .. عن البذلة التي لاحظت أن أزيد
من ثلاث نساء يرتدين مثلها و عن المرأة التي رأتها من النافذة تتعرض للسرقة ، و عن زميلتها في
العمل التي ستتزوج و تغير مقر عملها ، و عن الحذاء الذي تريد اقتناءه يوم السبت و هي مازالت في
يوم الاثنين .. ثم عندما يشرد الرجل توبخه لأنه لم يعد منتبها لها ..
و عند الانتهاء تسأله: و أنت ؟ ماذا عنك ؟ كيف كان يومك ؟
للرجل هنا إجابتان ، “بخير” أو “ليس بخير” .. ثم سيذكر أسباب ذلك دون التطرق لتفاصيل التفاصيل ..
لنفترض هنا أن الرجل قاطع المرأة و هي في مستهل كلامها عن تفاصيل يومها المبالغ فيها ، فثمت
احتمال لا ثاني له ، أنها ستتذمر و ستخبره بأنه زوج مهمل .. أنه لم يعد يحبها ، و أنه لا يستطيع
تخصيص وقت لها .. ستشتكي منه له دون توقف.. و قد يتوصل الرجل في بعض الأحيان إلى أن صفعة
على وجهها هي التي ستجعلها تتوقف عن النكد .. و قد يتمالك أعصابه ليغلق عليه في غرفة لوحده ريثما
تهدأ ..
الزوجة هنا ستحمل الهاتف و قد تروي لصديقاتها “أجمل نساء الكون” ما حدث فيخبرنها أنه لا يجب
عليها مصالحة زوجها حتى يندم ندما شديدا على فعلته ..
بالنسبة للمرأة هنا “الرجل مذنب لأنه لم يستمع لحديثها رغم تفاهته” .. بالنسبة للرجل هو لا يفهم أصلا
سبب المشكل .. و هنا “الاختلاف” ..

الأمر الثاني: لا تنتظري من الرجل الشرقي خاصة أن يقوم بدور(بابا نويل) .. أن يطرق بابك في ليلة
باردة و يحضر لك هدية جميلة مغلفة بالأحمر .. قد يحدث ذلك في سنة تعارفكما الأولى ، أو مع بعض
الرجال .. لكن أغلب الرجال ليس بإمكانهم الحفاظ على هذه الأمور مدى العمر ..
زوجك على الغالب سينسى تاريخ عيد ميلادك و ذكرى زواجكما و قد ينسى عيد ميلاده أيضا ، قد ينسى
تاريخ تعارفكما و عيد ميلاد أطفالكما .. ينسى هذه الأمور لأنها لا تشكل أهمية قصوى بالنسبة له في
العلاقة .. فلا هدية في ذلك اليوم هي التي ستوطد الحب و لا غيابها هو الذي سيخفف من قوته ..
كان يثيرني حقا تساؤل بعض الفتيات : “لقد أهديت للرجل الذي أحبه هدية في عيد ميلاده لكنه لم
يتذكرني ولو بوردة رغم أنه غني” .. فتكون نصائح أغلب الفتيات لهذه المسكينة تتمحور حول الانسحاب
و إيقاف هذه العلاقة رغم قوتها ، و هي لا تعلم أنه بإمكانها التعبير عن انزعاجها و عتابها للرجل بشكل
واضح دون غموض ، و هو سيعمل جاهدا على تسوية الأوضاع لاحقا .. لكن لا تنتظري منه أن يفهم
الأمر لوحده .. فالرجل يفهم فقط بالخطاب “الصرييح”..

ثالثا: أنت لست فوق الراتب عند الرجل ، فبالنسبة له الاستقرار المادي هو مفتاح الاستقرار الأسري،
كلمات الخبز و الزيتون و الحب لن تجعل عقله يتوقف عن التفكير في المستقبل ، هو لا يريد أن تخبره
المرأة يوما أنها “قبلت به” يوم لم يكن يمتلك شيئا ، لا يريد أن يسمع أنها صبرت و تحملت فقره ، لا
يريد أن يسلب امرأة يحبها من أبسط حقوق الحياة ..
بالنسبة له الرومانسية تبتدئ عندما يمتلئ الجيب .. زوج توقف فجأة عن العمل سيتوقف عن العطاء
العاطفي بصورة أتوماتيكية ، و خاطب تقدم ليديك ثم طرد من عمله قد ينسحب من العلاقة أو يؤجلها إلى
حين أن يستقر .. و رجل يحبك صمتا لن يصارح بمشاعره و هو لا يملك حتى ثمن مكالمة هاتفية
تجمعكما .. فلا تحاولي مواساة الرجل بالحب وهو في وضعية إفلاس ..
رابعا: الرجل طفل كبير ..
وهي حقيقة قد تبدو سخيفة عند التفكير الأول ، فكيف يعقل أن يكون هذا الكائن الذي توقره المرأة وديعا
لهذا الحد ؟ .. لكن التجارب و الأيام تثبت ذلك ، فجام غضبه قد ينطفئ كليا بكلمة حنونة ، و ضغط
الحياة الروتينية قد ينجلي بهدية بسيطة ، سيسعد جدا بأبسط الكلمات و أبسط المواقف .. لكن المشكلة هنا
أن أغلب النساء لا يستطعن لمس هذا الإحساس، فالرجل كائن “فاشل” في التعبير عن عواطفه الصادقة،
و إن اجتهد فإنه لن يضاهي المرأة تعبيرا .. فلا خدوده ستحمر عند سماع كلمة هادئة ، و لن ينط و يقفز
فرحا عند إعدادك لمفاجأة سارة له ،، و لن يخبرك أنه يحبك سبع مرات في اليوم .. فبالنسبة له يكفي أنه
تزوجك و وثق العلاقة معك ليعبر عن حبه ..


لكن هذا السلوك بالنسبة لك كامرأة هو “شح” و بخل في العواطف .. و لربما علينا تقبل فكرة هذا الشح
الجميل ، الذي يخلق الحماس الدائم في العلاقة بين هذين الكائنين ..
النقطة الخامسة و هي أن الرجل يريد دائما أن يتقمص دور المحامي و المحارب ، أن يستشعر أنه
الطرف القوي ذو السلطة ، أنه هو من يحميك، هو من يخاف عليك الخروج ليلا، هو من يخاف عليك
من الآخرين ، هو من يستشار و هو من يؤخذ الإذن منه ، الرجل يكره عبارة “إلى أين أنت ذاهب؟” لأنها تحسسه بأن لك وصاية عليه و أنك ستحدين من حريته بعبارة “متى ستعود؟”.. الرجل تربى و نشأ
في مجتمعات جعلت منه هو الرجل الباسل المقاتل، فلا تحاولي تغيير هذه النقطة التي عاشت في عقله
مائة قرن ، و لا تحاولي أن تكوني مصدر الأمان الدائم ، فقد تعود أن يطوق المرأة بالأمان و يعيش
الحياة بكل صعابها ..

ختاما تجدر الإشارة إلى أنه من وجهة نظري كطالبة سيكولوجيا فمسؤولية خلق التوافق بين الكائنين لا
تلقى على عاتق المرأة ، لكن الواقع يضعنا أمام إكراه لا يشبه الاختيارات المطروحة نظريا ، واقع أن
المرأة هي من يمتلك القدرة على إمساك العلاقة من طرفها السليم و أنها هي القادرة على تحمل هذا
الاختلاف الذي صنعته لنا التربية الفاشلة للرجال ، و أن رجلا لم يتعود أن يقدم هدية لوالديه و يتلقاها
منهما لا يستطيع تقديمها لك في الوقت الذي تريدين ، و أن رجلا تعود أن يجلس فاتحا رجليه بينما الفتاة
مجبرة و مكرهة من أخيها و والدها على الجلوس بضم الساقين لبعضهما ، لن تستطيعي مبارزته و
فرض سلطتك عليه ، و رجل نشأ على قلة الكلام و كثرة العمل لن يتحمل كلامك “التافه” في نظره لأن
الإصغاء صفة لم نتقن بعد تلقينها للجيل الصاعد ، و أن أفظع خطإ ترتكبينه هو محاولتك تغيير الرجل
بسرعة و وضعه في قالب الرجل المثالي الذي تبحثين عنه ، فهو كعجين طين لا تحسن التعامل معه
إلا الأنامل الرقيقة التي تجيد انتقاء المادة الخام، فعجنها ثم تدليكها برفق، ثم تشكيلها بإبداع حتى تصير
آنية خزفية صالحة للاستعمال، فتعريضها “للدفء” الكافي حتى تنضج دون أن تحترق، و أخيرا التمتع
بها مع الحرص الشديد على عدم كسرها كسورا لن تجبر ،لكل هذه الاسباب، أحبي الرجل بوعي تام
بمواطن الاختلاف بينكما ، و لا تكوني كائنا مزعجا له شغله الشاغل هو النكد منذ التعارف الأول إلى
آخر يوم في العلاقة ..

1xbet casino siteleri bahis siteleri