افريقيا تنادي… العالم ينادي

أحياناً أجلس بيني وبين نفسي وأحاول التأمل في حياتنا الحالية… صدقوني نحن نعيش كذبة كبيرة، ليس كلنا على الأقل بل أغلبنا على الأكثر… إنها كذبة القرن الواحد والعشرين. ما الجدوى يا ترى من حياة بلا مدارك ولا أهداف، سقف تطلعاتها بيت وسيارة, يعمل فيها الإنسان ثماني ساعات كل يوم, يصبح كالآلة، يتصلب عقله وفكره إلى درجة الجمود…مديون و مكتئب. تلك حياة الموظف والعامل, حياة عبودية جديدة عوضت سلاسل الحديد بأرقام الهوية و دفاتر الحضور. جعلت المدينة حياتنا صارمة ولوثت طبيعتها الإنسانية, لا نتألم لأناس مثلنا يعانون أعالي الجبال من البرد والجوع ولا يهمنا ذاك المريض في أروقة المستشفيات، ولا هؤلاء اليتامى الذين يبحتون عن مأوى ويسألون الناس قوت يومهم.

” إن أروع ما يمكن أن يقوم به الإنسان في هذا العالم هو مساعدة الأخرين , غاية الحياة الإنسانية خدمة الآخرين والتعاطف معهم والرغبة في مساعدتهم.” لكن في الجانب الآخر هناك ظل قاتم يرمي بظلاله على الشباب ويحاصرهم من جميع الجهات, إنه الفراغ المفزع المغرق الذي ينخر أيامهم كلها بين المقاهي والساحات وضيق الأفق… مفزع ما يكمن أن يقوم به الإنسان بضيق الأفق وكثير من الفراغ, النهوض على الساعة الحادية عشر حين يصبح الفطور وجبة غذاء وسط الكسل والتكرار القاتل,ليطرح السؤال نفسه: أهذا ما نصحنا به الخالق وهو من قال عز وجل “هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها…”

إن الغاية من الخلق هي أن تعمر هذه الأرض وتطوفها شبراً شبراً حتى تتعرف عظمة الخالق, لا أن تجلس بين المواقع الإلكترونية والمقاهي, لتبذر عمرك الذي لن يرجع. لكن وسط كل هذه السوداوية هناك جنة في عقلك وعقلي ستخرج إلى العالم, فك قيد يدك ولتجب العالم من شرقه إلى غربه. في إفريقيا وسط جمال ساحر ينسياك كل شيء. دعك من تلك الأفكار السوداوية عن قوم غير متحضرين يعيشون في الغابات فهي ما كانت يوماً هكذا و لن تكون.

مقالات مرتبطة

في روندا مثلا وصل النمو خلال السنوات الأخيرة إلى 7.5 فالمئة إنه الأكبر في العالم ! كيجالي العاصمة أنظف مدن العالم و أكثرها أماناً …. هناك حاجة ماسة للاستثمار والبلاد هناك تعرف حالة نهضة في كل شيء تقريباً. في السنغال حيت التعليم يخطو بالبلاد خطوات إلى الأمام, ديمقراطية ناشئة وأرض مسالمة. هناك حاجة ماسة إلى بنية تحتية قوية والخدمات الأساسية تشهد تطوراً حثيتا.

إخواننا هناك لهم نفس العقيدة وإخوانهم المسيحون متسامحون، يقوم العديد من المغاربة بتجارتهم بأريحة كبيرة. هناك فرص كبيرة لاستغلال الخيرات البلاد فيما ينفع الجميع .. طاقة شمسية, ثروة سمكية، طبيعة خلابة لم يكتشفها الجميع… كما كل حال جل إفريقيا. في جنة إفريقيا تقع جزيزة منفردة, مدغشقر.

مازال يعيش معظم سكانها الفقر مع أن جمالها فاق الأوصاف, حيت يجتمع البحر الهادئ بأشجار النخيل مع رمال ذهبية تشترى مالا. أراض رخيصة على مد النظر تنتظر من يعمرها لأناس مسالمين و ربما مسلمين أيضا. لم يتم استغلال الإمكانيات السياحية للبلاد كما يجب وحدهم الأوروبيون والأمريكيون يعلمون ذلك ويزورون البلاد لاكتشافها واعمارها.

نعم تعاني إفريقيا من مشاكل كثيره وليست نعيماً مطلقا أبدياً لكنها خير عظيم وحرية تكسر حدود الدولة الواحدة. دعك أيضاً منها فالقارة أيضا قد تضيق بحماس الشباب… إن العالم ينادي, فليغمرك الشغف الجارف نحو بناء هذا العالم, تصور معي ملايين الشباب المغاربة يجوبون أنحاء المعمور تجارة و سفراً وتطوعاً من مغاربنا الكبير, إلى أراضي السودان الخصبة إلى القارة اللاتينية حيت بلاد السامبا, بلاد التنانين الصين حيت المصانع, تركيا وماليزيا وإندونيسيا. الهند حيت كل شيء موجود. حرر عقلك وترفع عن كل ما ليس له نفع. واجعل سلاحك العلم والعمل الجاد وهدفك مساعدة نفسك والناس…وتذكر أن العالم ينادي

1xbet casino siteleri bahis siteleri