تحية لأبطال يومنا

تحية لأبطال يومنا، أشخاص أقل ما يمكننا تقديمه لهم كلمات شكر وامتنان؛ إذ لولاهم لكنا نغوص جميعا في بحر المتاعب كغواصين نستيقظ كل صباح ونعايش يوما بأمواج قوية وآخر بأمواج عاتية، وكلما مرت الأيام ازدادت خبرتنا وأصبحنا نجيد الغوص -إلى حد ما-.

نغوص ونغوص، فالوقوف يعني الغرق ولا أحد منا يريد ذلك، لا أحد يريد أن يتوسد الغور ويحملق في الفضاء لكن أغلب الشباب هم كذلك. لا نستطيع لوم شدة الأمواج حتى، فهنا يكمن الفرق بين غطاس جذف بكل قوة خشية الغرق، وآخر استسلم وفقد الأمل في النجاة.

عند مضيق الحياة، يلتقي بحر الحياة وبحر الفراغ أو بالأحرى بحر الموت البطيء، تماما كما تلتقي مياه البحر الأبيض المتوسط مع المحيط الأطلسي عند مضيق جبل طارق. التقاء الماء العذب الخالص مع الماء المالح، والتقاء نمط حافل بمشاغل الحياة مع نمط الحياة الخامل.

نغوص جميعا قرب هذا المضيق ولكن ننقسم لفريقين، كل فريق يعيش حياته بنهج مختلف؛ فريق مكون من أشخاص مثابرين جادين تحملهم أمواج بحر الحياة من عمل إلى آخر، وفريق من أشخاص يجيدون تصنع اللامبالاة، يغوصون بل يغرقون في الفراغ، قذفتهم قوة أمواج بحر الحياة بعيدا إلى الضفة الأخرى، أشخاص شلتهم الأفكار السلبية المميتة، مما جعلهم يمزجون نهارهم بليلهم ويقبعون في الظلام الحالك رغم بزوغ شمس يوم جديد، في انتظار مصادفتهم لأبطال يومهم.

وفي الضفة الأخرى، نجد أبطال الغواصين في بحر الحياة، أبطال ينتمون لمنظمة الدعم الخاص بنا، أقرباء كانوا أم أصدقاء. أشخاص نملك من الحظ أوفره لتواجدهم في حياتنا، هم أيضا غواصون مثلنا، لكنهم المنقذون كذلك. بإدراك منهم أو بدونه تراهم يمدون يد العون كلما اشدت بنا الأمواج طاردة لنا من بحرها إلى الضفة الأخرى.

والآن، بعيدا عن هذه المنظمة، أتذكرون تلك الأستاذة التي تنهال عليك بالواجبات المنزلية؟ وذلك المشغل المستفز الذي يطالب دوما بمضاعفة العمل؟ هم أيضا أبطال يومك. لا يتركون لك الفرصة للتفكير بكل ما هو سلبي أو الغرق في الفراغ، تعمل وتعمل، تغوص وتغوص، ويظل الغوص أفضل بكثير من الغرق.

“ليس الشعور بالكمال هو ما أريده، وإنما الشعور بعدم وجود فراغ في حياتي.”
جوناثان فوير.

عزيزي المحظوظ، هنيئا لك بأبطالك، لكن احذر من أبطال مزيفين لا تقل خطورتهم عن الغرق؛ يمدونك بوصفة سم يومية تشل حركة روحك لتبدو كشخص مجد ذي روح غارقة. لعل سبب غرقك تعلقك بأشخاص غارقين معك. ابدأ بفحص علاقاتك واترك بعضها خلفك وجاذف، جاذف إلى حين وصولك للضفة الأخرى، جاذف حتى تلتقي بأبطالك، جاذف لتحيا الحياة التي تستحقها!

1xbet casino siteleri bahis siteleri