حتى يغيروا ما بأنفسهم

تعالت الأصوات ..بحت الحناجر ..صرخة هنا وصرخات هناك ..استنكار وتنديد …مشاريع متوقفة وأخرى لم تبدأ بعد ,استغلال للنفوذ,لأملاك الدولة ,للحجر والشجر ,رشاوى وسرقة ونهب ,ضرب وجرح !!
ما الخطب الجلل ؟ ماالذي حصل ؟
كلمة واحدة …الفساد

 

تعددت المستويات وتعددت المواقع وتعددت الأحجام ,لكل فساده الخاص حسب مستواه وموقعه وحجمه في المنظومة التي تجمع السياسي الرفيع والبائع المتجول البسيط والمعلم والطبيب والمقاول واللص ,وأناوأنت!!!…كل هؤلاء في دائرة مترابطة تتعدد حلقاتها وتتنوع ,يأثر بعضها على بعض وينتقل التأثير لمجتمعنا الذي يجمعنا.

مقالات مرتبطة

لكل منا فساده الخاص ,صاحب النفوذ الذي يعيث فسادا بنفوذه ماكان ليستقوي لولا فساد من صوت له لقاء منافع ومآرب قضاها له ,ذلك المواطن الراشي شريك في الجريمة للموظف المرتشي الذي زور له باسم القانون حسب الطلب ,أو مكنه من ماليس له –وظيفة ,مقعد دراسي ,أو حتى قرعة الحج!!- ذلك الممرض الذي يتخطى صفوف المنتظرين ليظفر لصديق أو قريب بموعد مع الطبيب دون الإضطرار للإنتظار…أو ذلك الشرطي الذي قد يكفيك شر تسجيل مخالفة برشوة !! ,كل هذا نستمرئه ببساطة مادمنا مستفيدين منه بطريقة ما …وينقلب بقدرة قادر إلى فساد مادام المستفيد منه شخص آخر غيرنا !!!
قبل أن تعيش دور الضحية وتبدأ بالنحيب والبكاء على “الفساد” تأكد أولا أنك خارج منظومته.. تأكد أولا أنك لا تركن إليه ولو في شكل من أشكاله البسيطة ..تأكد أنك لا تستفيد منه هنا أو هناك لقضاء مآربك الخاصة ..
تأكد أنك بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب !!
أرأيت ؟؟ لكل منا فساده الخاص


من سنن الله في كونه تدافع الحق والباطل وما تعالى الباطل إلا وتبعه الحق يدمغه ولو بعد حين لكن من سنن الله أيضا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
ما بأنفسهم من مادية
ما بأنفسهم من أنانية وحب الذات
ما بأنفسهم من استغلالية
ما بأنفسهم من انتظارية للآخر الذي سيصلح بعصى سحرية كل معوج
بهذا فقط نستطيع تحجيم الفساد لننعم بالعالم الرائع الذي نود أن نعيش فيه ولا نجرؤ على أن نخطو خطوة للمساهمة في خلقه وبناءه
أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ….تقم على أرضكم

 

1xbet casino siteleri bahis siteleri