وسائل التواصل الاجتماعي: نعمة أم نقمة؟

في عصرنا هذا اعتدنا سماع كلمة السوشل ميديا ونقصد بها وسائل التواصل الاجتماعي التي تغلغلت في حياتنا حتى أصبحنا نقضي الساعات ونحن نتصفحها، ينتقد الكثيرون استعمالها وهناك في الجانب الآخر من يرى إيجابياتها الكثيرة ويتغاضى عن بعض سلبياتها، بين هذا وذاك سأدكر في هذا المقال ما لاحظته كمستعملة لهذه الوسائل ولكم أن تقرروا إن كانت هذه الأخيرة ذات نفع علينا أو مضرة.

تكمن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في تمكينها للأشخاص من التواصل بينهم، فقديما إذا هاجر الإنسان إلى مكان بعيد، يحب عليه أن ينتظر لسنوات عديدة من أجل لقاء عائلته وأصحابه، تغير الوضع الآن، فهذه الوسائل سهلت الأمر عليه، إذ تراه يتواصل معهم في كل دقيقة ويعرف أخبارهم كأنه يعيش بينهم، إضافة إلى ذلك، مكنت هذه الوسائل الفئات المهمشة من التحدث والدفاع عن نفسها وكذلك أصبح من الممكن مناقشة مواضيع اجتماعية، سياسية واقتصادية من قبل الجميع لا كما كان سابقا يقتصر فعل ذلك على الشخصيات المهمة التي يتم استضافتها في البرامج التلفزية.

من بين الإيجابيات أيضا أنها فضاء يسمح للشباب بمشاركة أفكارهم والتعبير عن آرائهم بكل حرية وأتاحت لأصحاب المشاريع فرصة تسويق منتجاتهم، لكن، لا يمكن أن نتغاضى عن الجانب السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي الذي يتجلى في مقارنة مستعمليها لحياتهم مع حياة مشاعر هذه المنصات مما يؤدي بهم إلى عدم الشعور بالرضا ولا يستطيعون بعد ذلك الاستمتاع بحياتهم.

مقالات مرتبطة

إن ما يثير امتعاضي من هذه الوسائل هو الانتشار الكبير لمن يسمون أنفسهم مدربي التنمية البشرية، من يريدون منك أن تكون إيجابيا طوال الوقت ومن يرون الحياة وردية وتستطيع النجاح فيها عندما تصبح صاحب مشروع وتتخلص من عبودية الوظيفة، أضف إلى هؤلاء من يفقهون في كل شيء، تراهم يحدثونك عن السياسة والطب ويطلقون على أنفسهم لقب “مثقف” ومنهم من أصبح طبيبا نفسيا لمتابعيه وبدأ ينشر معلومات عن كيفية التخلص من الأرق والاكتئاب لأنه مر بفترة حزن يسميها الاكتئاب وهذا يقلل من المعاناة الحقيقية التي يمر بها مريض الاكتئاب فتتضاعف معاناته بسبب الاستهانة بما يمر به. فالاكتئاب مرض حقيقي، والطبيب النفسي فقط من يستطيع مساعدتك على محاولة التخلص منه، في غالب الأحيان يتم ذلك عبر الأدوية لأنه مرض عضوي خطير يمكن أن يودي بحياتك إلى الهاوية، وهؤلاء المؤثرون الذين يحاولون أن يلعبوا دور الطبيب يجعلون الأمر أكثر سوءا بنصائحهم التي لا تمت للمعلومات بصلة.

من مساوئ وسائل التواصل الاجتماعي كذلك الإدمان عليها حيث أصبح الفرد يقضي وقتا أكثر وهو يتصفحها مقارنة مع مشاركته في أنشطة أخرى، وأصبح التواصل يقتصر فقط على هذه الوسائل بدلا من الزيارات العائلية والنزهات بين الأصدقاء.

أخيرا، يتبين لنا أن وسائل التواصل الاجتماعي لها ما يميزها وما يجعلها إضافة جميلة لحياتنا، لكنها يمكن أن تؤثر سلبا علينا، وأظن أن حسن استعمالها والوعي بمساوئها يمكن أن يجعل منها وسيلة تساعدنا على المضي قدما وتحقيق ما نريده.

1xbet casino siteleri bahis siteleri