معنى مفقود

ليتنا عملنا بمقولة الفيلسوف الوجودي “ألبير كامو” حينما قال: “لن تكون سعيدا أبدا إذا واصلت البحث عما تتكون السعادة منه، ولن تعيش حياتك أبدا إذا كنت من الباحثين عن معنى الحياة.”

كنت أستيقظ كل صباح ولا أجد معنى لحياتي، لا أملك عائلة أستعين بها وقت الشدائد ولا أصدقاء أوقات السمر ولا حتى منتقدا يصحح مسار حياتي، فكنت أحس آنذاك بفراغ داخلي عميق. كنت أنظر إلى العديد من الناس وهم يضحكون ويتسامرون مع بعضهم في الشارع، كنت مسكينة تائهة أبحث عن معنى السعادة التي ظنتها مملوكة من قبل مثل هؤلاء الأشخاص فقط وليس باستطاعة من هم مثلي امتلاكها، لكنني ذات يوم وأنا أتصفح الكتاب الشهير “دع القلق وابدأ الحياة” للمؤلف الأمريكي ومطور الدروس المشهورة في تحسين الذات ومدير معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية “ديل كارنيجي” وجدت كم كنت مخطئة في تقديري للسعادة، فهي نابعة من أشياء بسيطة بمقدورها جعل يومنا أكثر جمالا وروعة لأنها نابعة من داخلنا، من ذواتنا ولا أحد يستطيع حرماننا منها.

فعلا بدأت حياتي من تلك اللحظة، فأصبحت صديقة نفسي أساند نفسي وأدعمها، أشجعها وقت الخوف وأصفق لها وقت النجاح فما عادت الوحدة تقتلني ولا كلام الناس يعنيني، تغيرت حياتي بشكل سريع وفجائي حتى أنني خلت نفسي في حلم وأن حياتي الماضية لم أعشها ولم تكن تخصني.

مقالات مرتبطة

أيها القراء الأعزاء وأناملي تطبع هذه الكلمات على جهاز الكمبيوتر ترددت مرات عدة قبل الحديث عن هذا الموضوع أي “السعادة” لأننا نقرأ العديد من المقالات يوميا في العديد من المواقع الإلكترونية وعلى صفحات المجلات في الركن المخصص للمجتمعات وأنماط الحياة، لكننا جميعنا نتصفحها ونمر وننغمس في أحداث يومنا وننسى ما قرأناه فأحسست أنه من المواضيع المستهلكة كتعليم الإنسان كيف يتمتع بطاقة هائلة أو كيف يلاحق الإيجابي ويبتعد عن السلبي سواء أشخاص أو مواقف، لكنني في نهاية المطاف وجدت أنني ملزمة ومن واجبي التعبير عن ما يخالجني وما عشته في يوم من الأيام حتى أظهر أن السعادة هي في حد ذاتها معنى ولا تتطلب الكثير من الجهد للبحث عن معنى داخلها، فنحن جميعنا باستطاعتنا أن نكون سعداء فهي اختيار وقرار.

إذا تمعنا جيدا أعزائي القراء في الابتسامة المرسومة على وجوه البشر على اختلاف أعمارهم أطفالا، شبابا، كهولا وحتى شيوخا نجد أنها تعبر عن مكنونات النفس، عن رضا وقناعة، عن شكر لله على ما وهب وما قد أتى وحسن ظن بالذي سيأتي. عندما نكون مكتئبين أو نمر بضائقة ما ونرى شخصا ضحوكا مستبشرا تنشرح صدورنا وننسى همومنا وأحزاننا.

وخلاصة القول وببساطة فالإنسان لم يخلق ليعرف كنه الحياة لكنه خلق ليعيش فيها بكل حالاتها، فهي جميلة لكنها في نفس الوقت قصيرة إذن فلنعشها الآن كما نريد حتى لا نتحسر عليها غدا قبل فوات الأوان.

1xbet casino siteleri bahis siteleri