انطلق منذ 17 نونبر 2022 متحف السيرة النبوية والحضارة الإسلامية بالرباط، والذي يعد ثاني متحف بعد متحف المدينة المنورة، يتميز بكونه متحف أعد من 500 عالم ويتوفر على شاشات تفاعلية، وتقنيات حديثة وتصوير تجسيمي والواقع المعزز، يتيح من خلالها وصف طريق الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة والمواقع التي مر منها، حيث إنه يحاكي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ويتيح إمكانية التعرف على زمنه.
فعلا من أفضل الأماكن، ليس لارتباطها بالسنة النبوية فقط، لكن بتقنية غرفة 3D التي تجعلك تزور بيت رسول الله (ص) من الداخل، لقد نجح شعار المعرض تعيش السيرة كأنك معهم بمعلومات قيمة فيه، عمل إبداعي عظيم عن كل ما يتعلق بالنبي وأقاربه ومعارفه ومن حولهم وما يلبس وما يأكل وصفة خَلقه وخلقه وحقوق النساء في ذاك الزمان والإدارة الاقتصادية والسياسية والطبية ومن هم أهل الشورى من النساء والرجال.
إن هذا المولود الجديد بعاصمة المملكة المغربية الشريفة وبدور كبير من المملكة العربية السعودية، سيكون حتما نقطة انطلاق لتصحيح ما يتداوله أعداء الدين حول ما ينسبون إليه من تشدد وعنف وعدم قدرته على مواكبة العصر، ويكفي بالقول إذا كان القرآن هو الدستور الرباني فإن شخصية وسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو قوانينه التنظيمية للحياة المادية والروحية. ومن فهم السنة وعمل بها ساد السلم والسلام عبر العالم الذين طالما خفقت لهما قلوب البشر.
جاء في الآية القرآنية {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة: 40] نصرة للرحمة المهداة ضدا على الكراهية والبغض والإرهاب والحروب وقتل الناس بغير حق، ونظرة الناس بعين الرحمة والأخوة أيا كان مذهبه. يجب على المدارس والجمعيات وكذا كل التنظيمات بكل تلويناتها، أن تنظم زيارات لهذا المعرض. لإعطاء المثل للخلق الكريم الذي جاء به سيد العالمين والثقالين، لعل الله يجعل مخرجا مما تعيشه الإنسانية في زماننا هذا.
عصرنا عصر الصورة وهي في بعض الأحيان أبلغ من البيان، فلا بد من ولوج هذا العالم للتعريف بسيد البشرية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، ستساهم هذه المعارض في تثقيف أفراد الأمة، خاصة الأطفال والشباب والعودة بها للاعتزاز بهويتها وربط حاضرها بماضيها لاستشراف مستقبل المجد والكرامة.
يحق أن يقال متحف رائع بتقنيات حديثة، أنصح الجميع بزيارته وأن يصطحبوا أبناءهم ليعرفوهم على عظمة الإسلام وعلى شخصية خير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، احتضن المعرض عدة أقسام تحاكي زمن رسول الله ﷺ وكأنك تراه..
ختاما، لا أجد الكلمات التي تعبر على أن هذا المعرض المتحف الذي زرته قدم لي الكثير وهي فرصة ذهبية قد لا تتكرر اغتنمتها، وأعتز بذلك، كل الشكر للمملكة العربية السعودية ولمنظمة الإيسيسكو وأيضا للرابطة المحمدية للعلماء ورابطة العالم الإسلامي لتنظيمه في عاصمة الأنوار.
