المهارات الحياتية والممارسات التربوية الحديثة

تعتبر المهارات الحياتية سلوكيات يجب أن تستخدم بمسؤولية وعلى نحو ملائم في إدارة الشؤون الشخصية، كما أنها مهارات أساسية للعمل بشكل جيد في الحياة اليومية. وتكمن أهمية وجودها في حياة الفرد في قدرته على التكيف مع كافة الظروف والنجاح في نهضة المجتمعات وازدهارها.

نحن أمة اقرأ، بحيث بين لنا ديننا الحنيف الغاية من خلق الإنسان ألا وهي إعمار الأرض وخلافتها، قال الله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}، آيات من الذكر الحكيم تدل على قيمة العلم ودوره في المجتمع، ويقال ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن اهتدى أدلاء.

فالرسول صلى الله عليه وسلم حثنا على إتقان العمل والقيام به على أفضل صورة، فنقص المهارات الحياتية لدى الطلاب يعتبر من المشكلات التي يجب معالجتها؛ بحيث يفشل الكثير في حياتهم الدراسية والشخصية بسبب غياب هذه المهارات لديهم، وهي تشمل العديد من المهارات كـ “مهارة حل المشكلات واتخاذ القرار” و “مهارة الوعي الذاتي والتعاطفي” و “مهارة التفكير الإبداعي والتفكير النقدي” و “مهارة إدارة الانفعالات ومواجهة الضغوط” و “مهارة التواصل مع الآخرين” دون أن ننسى “التصفح في هذا العالم الحديث” سواء في المواقف الشخصية أو المواقف المهنية.

مقالات مرتبطة

وهنا يمكننا طرح إشكالية مركزية وأساسية ألا وهي ما العلاقة بين المهارات الحياتية والممارسات التربوية الحديثة؟ تعد التربية الحديثة مفهوما شاملا يشير إلى الممارسات والنظريات التربوية الحديثة والمعاصرة التي تهدف إلى تطوير عملية التعلم لدى الطلاب وتنمية شخصيتهم، فالتربية الحديثة ترتكز على تلبية احتياجات الطلاب وتطوير قدراتهم ومهاراتهم الفردية وتعزيز التفكير النقدي والإبداع والتعلم الذاتي لديهم.

إذن، فالممارسات التربوية الحديثة تساهم في اندماج المهارات الحياتية في تعلم الطلاب، فالمدرسين يبحثون أكثر وأكثر لتطوير هذه المهارات في طلابهم من خلال أساليب التدريس المبتكرة، بحيث نجد العمل داخل المجموعات كمثال وكذلك الانخراط في مشاريع تعاونية وغير ذلك… هذا ما يسمح للطلاب بتطوير قدرتهم على التواصل وحل المشكلات بشكل مستقل.

ولتلخيص كل ما جاء سابقا، فالمهارات الحياتية تعد مهارات مهمة للغاية في تحقيق النجاح في الحياة، ودمج هذه المهارات في تعليم الشباب سيساهم وبشكل فعال في جعل مسارهم الدراسي مسارا ناجحا مفعم بالكفاح والتقدم، فكلما اكتسب الفرد مهارات جديدة أصبحت لديه القدرة الكافية في تنظيم حياته والتعامل مع شؤونه بحذر ووعي ودقة أكثر، بل وبإمكانيات ربما قد استعملها من قبل لكن بشكل غير معقلن، وهنا يكمن دور المهارات الحياتية فهي تمكن من استعمال الكفاءات والمهارات والمعارف بطرق أجود وأفضل وأحسن وكأنها تقوم بإعادة برمجة للفرد فتنقله من فوضى المعارف والمهارات إلى تنظيم متقن.