دعيني أتخيل..

دعيني أتخيل..

حين يصمت حاضرنا و تذبل أوراق أيامنا و تجف سواقي عيوننا، حين نضطرب ولا نعرف الاستقرار على حال، أهرب و أمد يدي لأيام الماضي أقطف منها الذكريات، أشتاق لطفولتي و مهد برائتي،أمتص منها أنفاس الحياة و أقرع طبول الصفاء و أعلو بين الارض و السماء ، اتجمع مع صديقاتي نراقص أنغام الحرية، و في المساء وما إن يلامس جسدي النحيل الحصيرة البالية حتى أغوص في بحر أحلامي الوردي، فأراني ألبس فستانا أبيضا طويلا و أمتطي حصانا أبيضا، يركض بي بين هضبات الجبال الخضراء..
أنظر في مرآة الزمن فتسقط أقنعة الخيال و أرى وجه ظلمة النهار، اتوسل للمرآة قلت دعيني أتخيل حبا يسري في مسارب الروح، ليزداد العالم عشقا بالانسان و يزداد الانسان عشقا في الانسانية، دعيني أتخيل الزمن الجميل فالخيال طيف من الابداع، أما حاضرنا قد فقد الهمة وما عدنا نعرفه ولا يعرفنا.
لا أدري لماذا نحلم باشياء لكنها لا تتحقق؟ لماذا نتمنى دائما المدينة الفاضلة؟ لماذا نعتزم المضي قدما إلى الأمام ثم نتقهقر سريعا إلى الخلف؟ لماذا هذا الشعور الدائم بالضلال الذي ينتابنا وقد كان أجدادنا ملوك الارض بلا منازع. يا أنا..لا تحلم كثيرا لم يعد هناك مكان للأحلام، كم حذرتك من قراءة الكثير من كتب التاريخ و الفلسفة..
أنظر في المرآة ألمح انعكاس الشارع من النافذة، السيارات تجري والمارة يتزاحمون على جانبي الطريق، قلت يا للسخافة.. لا لهم إلا بطونهم.. الحياة ليست تصارعا على لقمة العيش فقط لكن الانسان لا غنى له عن غذاء الروح و العقل.
يفتح أخي المذياع ثم ينصرف فيصلني صوت المذيع يخبر عن أنباء هذه الايام : الحرب ،الارهاب، الاغتيال، الانقلاب، المجاعة..
لقد جن العالم تخريب و إغتصاب و ذبح أطفال و هدم مساجد و قتل علماء دين ، قلت أنظري يا مرآة أهذا هو العالم الذي تريدينني أن أعود إليه؟ هل من الشرف أن يقتل الاطفال و الرضع ؟ وهل من الهمة وحسن الخلق أن تغتصب النساء أمام أعين العالم؟
أين ضمير العالم يا مرآة .. إذن دعيني أتخيل أو أتركيني أستلقي على السرير فأنام لتعرج بي النفس إلى زمان غير زماننا، فهي قادرة على اختراق الأزمان، دعيني أرجوك أتعلم كيف تكون لي حياتان : حياة للآني و حياة للماورائي الايماني و الرباني.
ما هذا المكان؟أين أنا؟ آه.. إنه بيت جميل،لا أدري لمن؟ ما هذه الفخامة؟ ربما هي الجنة! نعم الجنة..
من يتكلم هناك؟ إنها سيدة كأنها تشبه أحدا أعرفه، ماذا تفعل عندها؟ وما بيدها؟ إنه جهاز تتكلم منه، ربما أنه هاتف. We specialised in over 10,000++ adult SEO niches https://www.kingofadultseo.com We take care entire adult SEO marketing.
يجب ان أسألها لأعرف من تكون وماذا أفعل هنا؟ يا سيدة.. يا سيدة.. أتسمحي لي؟ يا سيدة.. ماذا؟! ألا تسمعني ربما هي صماء يجب أن أقترب أكثر لتشاهدني.. السلام عليك سيدتي.. إنها لا تراني أيضا.. أين ؟ أأحلم؟ يا إلهي ماذا أفعل هنا؟ من تلك السيدة؟ أحد يناديها إلهام… إلهام؟؟!! كإسم أختي! ماذا؟ أختي؟!! لا لا هذه السيدة تبدو أكبر سنا من أختي.. أحد يطرق الباب، من؟ إنه موزع جرائد، ربما يحمل أخبارا .. لماذا أقفلتي الباب؟ أتركيني أخرج.. سأنتظر لعلها تفتحه مرة ثانية.

 

يا ترى أي أخبار بالجريدة؟ إنها وضعت الجريدة فوق الطاولة سأقترب لأتصفحها، أين هي الصفحة الرئيسية؟ ربما هنا، ٱه وجدتها.. ما بال الكاتب؟ لعله لم يراجع ما كتب قبل نشر هذا الكلام، “بعد تحرير القدس بدأت الاصلاحات التنموية”. ما هذا الهراء؟ ما هذا أيضا ؟ “عودة قوة الاتحاد المغرب العربي بعد فتح الحدود بين المغرب الاقصى و الجزائر”. لا لا هذا ليس عاديا، لمن هذه الجريدة؟إنها جريدة “منار المستقبل” متى تكونت هذه الجريدة؟ آه. نسيت لم أتصفح تاريخ الاصدار لعله هنا!! ثمانية و ثلاثون و ألفين آآآآآآآآآه ماذا؟؟؟!!!! قلت “منارة المستقبل”، !المستقبل إذن! لا لايمكن هذا مستحيل ماذا بهذه الجريدة أيضا، “ارتفاع معدل القراءة لذى الشباب و الاطفال بالمغرب العربي”، “تدشين اكبر المسارح ودور السينما و المتاحف بسوريا”،”انخفاض معدل الامية لذى معظم الدول العربية”، “العلم التجريبي الحديث و أثره على عقيدة الاسلام ” ،”انتشار المناطق الخضراء بالمدن الكبرى بالجزائر” ،”اشراف الدول على التنمية المستدامة اقصاديا و بشريا “، “تحاول الولايات .. الامريكية…………يآآآآآآآ الهي لم أرى ماذا تحاول امريكا ان تفعل؟ لعل ولاياتها لم تعد متحدة ..آه كنت احلم.. ماهذا إذن؟ لمن هذا الزجاج؟ ماذا حصل؟ تدخل أمي من باب غرفتي و تخبرني أني كسرت المرآة وأنا أتقلب في النوم.
افتح صفحتي على الفيسبوك وأكتب على حائطي :
يا أحباب، افتحوا للمستقبل الابواب.. لا تصدوها، اتركوها مفتحة.. فقد يأتي في كل ساعة، ساعة ليل أو ساعة نهار..فهاجس ذهني لا يكذب، وحلم روحي لا يخيب، و رؤيا خيالي لا تخدع.

1xbet casino siteleri bahis siteleri