صدمة

كل يوم، تمتزج مشاعرنا وتتقاطع مع حياتنا، مثل لوحة فنية متنوعة تتغير فيها الألوان وتتلاقى الأنغام، من اللحظات الهادئة إلى العواصف المتقلبة، من الشعور بالتألق إلى ما هو غير مألوف.

لقد تعرّضت لصدمات عدة في حياتي… ولكنها عادةً ما تكون مشاعر مؤقتة وغالباً ما أنسى إياها بسرعة. اللحظة التي ترسخت في ذهني هي الصدمة التي تعرّضت لها عندما أدركت ضعف وتواضع معرفتي، إنه الشعور الذي بدأت أشعر به عندما انضممت إلى المركز الثقافي. خلال الجلسات، فهمت أن الشهادات بدون مهارات لا قيمة لها؛ قرأت مقالات عن العنف ضد النساء في أماكن العمل؛ اكتشفت كتّابًا عديدين لم أكن أعلم بوجودهم…

كنت أعتقد أن 20 عامًا في نظام التعليم كانت كافية لمعرفة كل شيء، لكن للأسف، كنت مخطئة: الواقع صدمني! الصدمة التي شعرت بها جعلتني أشعر كأن جسدي يشبه كرة من الخيوط المشدودة، وأنه من الصعب إعادة الأمور إلى حالتها الأولية. كنت أقول لنفسي مدى صعوبة إيجاد السلام والهدوء بعد هذه الصدمة التي لا يمكن تفسيرها.

الصدمة هي شعور يشعر به الإنسان، لكنه لا يُرى، تأثيره فوري وغالبًا ما يكون طويل المدى، أو على الأقل كان كذلك في حالتي. لا يكفي الكلام لشرح هذا الشعور الذي تأثرت به جميع أعضائي. حتى شغفي، الذي أحاول دائمًا حمايته والحفاظ عليه، كان مهددًا، وربما اختفى بسبب الصدمة.

كنت أحاول التغلب على الصدمة التي تعرّضت لها اليوم من خلال القراءة والكتابة يوميًا لتعويض كل تلك السنوات التي انحرفت فيها الأمور. ولفهم المزيد، ذهبت للنساء في خريبكة وطرحت عليهن السؤال التالي: ما هي الصدمة التي عشتها في حياتك؟

أجابت السيدة الأولى: “أنا متزوجة منذ 5 سنوات صُدمت عندما تخلّى زوجي عني لثلاث سنوات”.
أجابت السيدة الثانية: “كنت أعيش طفولة غير مستقرة منذ وفاة والديّ، وهذا أدى إلى إحداث اضطراب كامل في حياتي”.
قالت الفتاة الثالثة: “كنت أدرس ليلاً ونهارًا دون توقف، لكن للأسف، صُدمت عندما عرفت أنني حصلت على أقل من 17 كنقطة في الباكالوريا”.

كلمة “صدمة” موجودة في كلام هؤلاء النساء، لكن كل واحدة منهن تشرح شعورها وفقًا لتأثير هذا الشعور على حياتها. إنه شعور يمكن أن يلهمنا أو يتحول إلى مرض بالنسبة لنا. الأمر المدهش بالنسبة لي هو أن جميع هؤلاء الأشخاص يعانون في صمت، يحمل كل شخص منهم أعباءً في حياته دون أن يطلب المساعدة أو يحصل عليها.

يظهر أن الصدمات والتحديات التي نواجهها في حياتنا تلعب دورًا حاسمًا في تشكيلنا وتحديد توجهاتنا. تبقى الصدمات التي نعاني منها في صمت، محملة بالعديد من التأثيرات والتحولات في حياتنا، ولكن تجاربنا تعطينا الفرصة للنمو والتطور. ومن خلال تبادل القصص والتجارب مع الآخرين، نكتشف التشابه والاختلاف في طبيعة تلك التحديات.

1xbet casino siteleri bahis siteleri