من مجرد هواية في فترة الطفولة إلى عمل

819
  • هشام حلوة يعرض اعماله اليدوية في الشارع بطنجة
“كل طفل فنان، المشكلة هي كيف تظل فنانا عندما تكبر.” من أقوال بيكاسو التي اقتبست من أحد لقاءاته الصحفية والتي تعبر بشكل جلي عن الفن وارتباطه بشخصية الطفل المبدعة، والتي يمكن ربطها بضيفنا هشام حلوة الذي صنع من هواية طفولته عملا مدرا للدخل. تنقل عبر المدن ليعرض أعماله الفنية على السياح من الداخل والخارج ليستقر أخيرا في مدينة طنجة لتكون آخر محطاته.
هشام، ابن مدينة مكناس في الثلاثينيات من عمره، حمل شغفه بالرسم والأعمال الإبداعية اليدوية من مرحلة الطفولة إلى الشباب وجعل من شغفه مصدر عيشه، فقد كان ولعه بالأعمال اليدوية بارزا منذ الصغر، وزاوج بين شغفه والدراسة ليختار في النهاية الترحال وكسب معاشه من شغفه.
ما هي الأعمال اليدوية التي تقوم بها ولماذا اخترت الاستقرار في طنجة؟
لقد كنت في البداية أقوم بالرسم وصناعة بعض الأساور ومزاولة فن المنديلا، لكن بعدها اكتشفت فن صناعة DREAM CATCHERS أو صائدة الأحلام، كما أنني لم أختر طنجة ولكنها كانت محطتي الأخيرة في رحلتي عبر مدن المغرب، لقد غادرت المنزل ودخلت الشارع سنة 2004، أي أنني أكملت 17 سنة أجول بين المدن ولكنني أريد الاستقرار بطنجة إلى أن أسافر إلى بلدان أخرى خارج المغرب.
ما هي DREAM CATCHERS أو صائدة الأحلام؟
هي عبارة عن شكل دائري تتشابك فيه الخيوط ويتفرع منه بعض الريش، وهي جزء من ثقافة الهنود الحمر في أمريكا، الذين كانوا يعتقدون أنها تلتقط الأحلام السيئة عبر الخيوط وتحمل الأحلام الجيدة عبر الريش ليعبر بها إلى الشخص المعلقة أمام سرير نومه في الليل. هي أسطورة قديمة تحولت فيما بعد إلى ثقافة شائعة خاصة في البلدان العربية، فقد استخدمت كشكل تعبيري في بعض القضايا مثل القضية الفلسطينية كإحالة على الحلم المرجو.
هل سبق وأثار موضوع الفن تحفظ عائلتك من قبل، خاصة وأنك قررت الخروج من المنزل ومواجهة الشارع في سن مبكر؟
في الحقيقة لا يمكن نكران أنه كان هناك تحفظ في البداية، ولكنه سرعان ما تبدد، يمكنني أن أقول إنه ليس هناك أي تحفظ، هذا أسلوبي في العيش وأنا أعيشه، هم ينظرون إلى هذا من منظور أن الفن لا يمكن أن يؤمن لي موارد العيش، ولكنني أرى بأنني أريد العيش من شغفي أي من الشيء الذي أحب فعله.
هل تلقى أعمالك إقبالا من طرف الجمهور المغربي؟ وهل ترى بأن المجتمع المغربي قد وصل إلى نضج كاف في تقدير الفن والأعمال الفنية؟
في الحقيقة، لا يمكنني أن أقول إلا “الحمد لله” هي لا تلقى إقبالا كبيرا ولكن أيضا ليس بالضعيف، يمكن أن نعتبر المجتمع المغربي قد بدا يتكون له نوع من الوعي بما هو فني ولكنه ليس وعيا مكتملا. أنا آتي كل يوم إلى هذا المكان في الشارع وأعرض أعمالي إلى أن أذهب إلى بلد آخر.
ولكن بحكم تجربتي وسفري في المدن المغربية، هناك فئة تهتم بالفن وهناك فئة لا علاقة لها بالفن، فئة من الناس الذين يعيشون بلا هدف، ليس تعميما ولكن لا يمكن نكران أنه يوجد أشخاص كثر في مجتمعنا لا يعلمون ما هو الفن.