كيف ننسى؟

ما السبب في تعرضنا لخيبات أمل كثيرة سوى أنفسنا؟ كثيرا ما نضع تركيزنا على الآخرين وننتظر منهم أن يمنحونا السعادة، نعتمد عليهم في الكثير من أمور حياتنا؛ أن يجدوا لنا عملا أو منزلا لنستأجره، أن يجدوا حلا لمشاكلنا، لكن هذا ما يعود بالضرر علينا، لذا، من المهم أن نعتمد على أنفسنا ونتحمل مسؤوليتنا، لا توجد مشكلة في طلب المساعدة، ففي النهاية نحن بشر ولا بد أن نتعب ونحتاج لشخص يساعدنا في بعض الأمور، بل المشكلة في كيفية طلبها ومتى؟ لكن، يبنغي لهذه المساعدة أن تكون في حدود معقولة؛ إذ لا يملك الجميع وقتا لذلك فلكل حياته الخاصة.

تخيل لو أن شخصا دائما ما يطلب منك مساعدة أو خدمة، لفعل أو إيجاد شيء له، ستتعب وتقول له آسف لن أستطيع مساعدتك أكثر، لأن لك أعمالك وحياتك الخاصة، هذا بالضبط ما يحدث مع الآخرين؛ تجد أشخاصا محطمين ومكسورين لا يستطيعون التقدم في حياتهم، نتيجة ارتباطهم الشديد بشخص أو أشخاص آخرين، كانوا يعتمدون عليهم في الكثير من الأمور، لكن شاءت الأقدار ألا تكون لعلاقتهم نهاية سعيدة، ها هم على حالهم يقولون ككل مرة: سـيمر شهر وأنساه، يمر الشهر ولا زالوا على حالهم، تمر السنة ولا زالوا يشعرون بنفس الحزن والألم، إذا كنت منهم فهذا أمر عادي أو بعابرة أخرى، هذا دليل على أنك لا تفعل شـيئا في الحاضر، وأن لك فراغا كبيرا في حياتك، لم يكن لك هدف لأن كل شيء كان مرتبطا بذلك الشخص، وعندما رحل لم يظل لحياتك معنى وهذا سبب عدم استطاعتك نسيانه.

ليست هذه نهاية الأمر؛ إذ لا بد من وجود طريقة لذلك لكي تملأ ذلك الفراغ الذي خلَّفه، وأظن أن الحل ظهر لك؛ املأ الفراغ، لا تترك وقتا فارغا في يومك، ولا تسمح لعقلك اللاواعي بأن يفكر في الماضي؛ هذا ما يميز طبيعتنا البيولوجية، عندما نجلس بدون فعل شيء يعود بنا عقلنا اللاواعي بشكل لا إرادي إلى اللحظات الجميلة التي مرت ويعيد إلينا كل تلك الذكريات.

من هذه الطرق؛ وضع أهداف في الحياة والتركيز عليها، وملء الوقت قدر المستطاع، والعمل على تطوير النفس في هواية نحبها، وتعلم أشياء جديدة، بالإضافة إلى قراءة الكتب وخوض مغامرات جديدة والتعرف على أصدقاء جدد، والاشتراك في نادٍ رياضي، وابتداء دروس تعلم لغة نحبها وفعل أشياء مجنونة، والاهتمام بأنفسنا من خلال تغيير طريقة لباسنا.

عندما نضع تركيزنا على عمل ما، نشغل دماغنا ويصبح اهتمامنا مسخرا له، لن نفكر في الأشياء التي مرت، بل سيكون كل تركيزنا في تلك اللحظة على ذلك العمل.

ختاما، إن استغلال وقتنا كما يجب والانغماس في الأهداف التي رسمناها، لن يعطي فرصة لعقلنا اللاواعي بأن يجعلنا دائمي التفكير في الماضي، فالحياة ليست طويلة لحد أن نضيع وقتنا في التفكير بأشخاص ونحزن على فقدانهم.

1xbet casino siteleri bahis siteleri