حاجتنا للكلمة الطيبة

إن نفوسنا تترقب كلمة طيبة لعلها ترتقي نحو الأمل ولعلها تسمو نحو باب النجاح. إن الكلمة الطيبة تخرج ممن طاب خلقه وصفا قلبه. وعند التأمل في كتاب ربنا نجد أن هناك إشراقات لاختيار الكلمات، يقول ربنا تبارك وتعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره.

مما نحتاجه في البيت؛ هل تجيد المرأة أن تستقبل زوجها حينما يقدم من عمله بكلمة طيبة، لعلها تخفف عنه هموم العمل وضغوطه ومشكلاته أم أن الزوجة تستقبله بعبارات باردة أو عتاب متكرر في سبب التأخر أو نقاش في قضية أحد الأطفال؟ هل يستطيع الزوج أن يُهدي زوجته كلمة طيبة بعد إعدادها لتلك الوجبة الجميلة أو بعد قيامها بترتيب المنزل؟ إني أتساءل: هل يقوى الزوج على أن يصرح لزوجته بالحب والمودة أم أن الحياء أو عدم القناعة أو عدم التربية على تلك المعاني يمنعانه من ذلك الكمال في الاختيار للكلمات؟ في العمل الوظيفي؛ هل يجيد المدير العام أن يرسل كلمات تحمل الثناء والحب والتقدير للموظف الذي يستحق الإشادة. في المجتمع الدعوي، نتمنى أن يسمع الناس منا الكلمات الطيبة التي تدل على رحمتنا وشفقتنا بهم مهما بلغت ذنوبهم وخطاياهم.

مقالات مرتبطة

إن كلمة هادئة لأخيك أو أختك تحمل في طياتها الحب والتقدير أو الاعتذار سوف تصنع في القلوب ما لا يخطر في بالك من الحب والسلام والصفاء. وأنت مع زملاء الحياة وأصدقاء الزمن، هل تردد بين الفينة والأخرى كلمة طيبة عبر اتصال أو رسالة، أم لعلك ممن غلبت عليه الغفلة فكان مع الزملاء عدواً ثقيلاً وهو لا يشعر، وكان من أولئك الذين لا يفرح أحد بلقائهم وما ذاك إلا بسبب لسانه وكلماته التي تسقط الرجال وتهوي بهم نحو الهاوية.

إن في الجنان منازل لعشاق الكلمات الطيبة، قال ﷺ: «إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها. فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله! فقال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام وبات قائماً والناس نيام.» إن الكلمة الطيبة حروف اجتمعت ثم خرجت، وهي سهلة على من زكت نفسه وطابت سريرته.

إنها صدقة سهلة جداً ونقوى أن نكررها في الساعات وفي الحديث: «والكلمة الطيبة صدقة» جولة في التاريخ: إن الكلمة الصادقة قد تصنع في مستمعها همة عالية وانطلاقاً نحو الكمال، وهذا ما نريده في واقعنا المليء بصور التشاؤم والإحباط والتثبيط، وعندما نتأمل كلمات خديجة رضي الله عنها لما نزل الوحي برسول الله كيف كان لكلامها دور في تثبيت قلب النبي على الوحي: “إنك لتصل الرحم وتعين على الحق وتكسب المعدوم.” فرسالتي هنا: عود لسانك على انتقاء الكلمة الطيبة فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، ولعلك تحذف من قاموسك كلمات التجريح والتثبيط، فوالله إنها لا تزيدنا إلا تأخراً وتراجعاً.

1xbet casino siteleri bahis siteleri