مكانتي أين؟

قبل سنوات ليست بالبعيدة ربما سبع أو ست قبل الآن كنت متعطشة للنقاش، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمرأة ومكانتها في هذا المجتمع؛ فكل من نبس ببنت شفة أكون له بالمرصاد، فها أنا أستشهد باقتباسات كتاب عرب وغرب وحوارات رؤساء دول عظمى ومن يوازيهم مكانة، حيث كان مصدر معلوماتي الكتاب وبعض الحلقات من برامج أجنبية تنشطها نساء حققن ذواتهن بذاك المفهوم الذي كنت أحمله آنذاك.
لكن، رغم تفوقي في بعض الحالات عمن يناقشني لكونه يصمت ولا يعلم الرد ربما لكوني صدمته بعناوين كان يتخيل أنها مقتصرة على المثقفين في نظره المحدود، أو لتعجبه من صغر سني وقصر قامتي وطول لساني، لا أعلم الحقيقة لكني لم أتفوق أبدا عن ذلك الشخص بداخلي ففطرتي تعارض كلماتي فحينها لا أدري كيف، لكن انتقلت إلى المصادر العلمية ارتويت قليلا ورشيت شخصي الداخلي ببعض البحوث، وها أنا من جديد أبحث عمن يجادلني كي أخبره بأن العلم أثبت أن المرأة أقوى في مناعتها من نظيرها الرجل، وأن القوة غير مقتصرة ولا في قبضته. وبأن الأنثى هي الأصل إذ كلا الجنسين يخلقان إناثا وبعد بضعة أشهر في بطن الأم يتحول الجنين ليصبح ذكرا.
أفكار داروينية أو بالأحرى تحليلات داروينية قمت بحفظها ولا أعلم حكمها ولا تفرعاتها إلى أن رزقت بححص ذهبية عند دكتور بالشريعة الإسلامية، ولأول مرة أسمع رجلا خارج إطار عائلتي الصغيرة يتكلم عن المرأة بذاك التقدير وتلك الجمالية. بطبعي في حضرة شخص غريب، لا أتكلم، لكن ذاك اليوم غلب التطبع الطبع. وفي آخر الحصة طرحت أفكاري على ذاك الأستاذ رفقة زميلات كن يشاطرنني نفس الأفكار، لكن سبل البرهان مختلفة. كنت أتوقع ردا رادعا كما يفعل أغلبية الأساتذة، لكن على العكس تماما، ابتسم الأستاذ وقال بالحرف: بنيتي الجواب بين يديك والبرهان أقرب إليك، لكنك اخترت الطريق الشائك وتركت الطريق الممهد. أسبق وأن بحثت في دينك عن مكانة المرأة ومواضع ذكرها وطرق معاملتها؟ كان الصمت سيد الموقف، ابتسم وقال لنا حوار الأسبوع القادم.
كنت في حيرة من أمري، كنت أخاف أن أبحث في الدين وأجد أمرا ونهيا دون تبرير؛ فكلنا أخذنا ديننا من مجتمعنا ومجتمعنا -بدون كذب- ذكوري بحث، فكنت أظن أنني سأجد حكما يحرم عمل المرأة وأنا تلك الفتاة التي لا ترضى بشيء غير التميز، تلك الفتاة التي تحب الحصول على الشيء بجهد وليس بطلب، كنت أهاب أن أجد حكما يفرض على المرأة الزواج وتكميل نصفها الآخر بمجرد البلوغ وأنا تلك الأنثى التي تشعر بالكمال بالقرب من أبيها وإخوانها، كنت أخشى أن أجد عقوبة الرجم لكل من وضعت خطوة خارج باب المنزل فنحن ذاك المجتمع الذي يقول إن للمرأة في الحياة تلاث خرجات، الأولى من رحم الأم والثانية لبيت الزوج والثالثة للقبر.
كنت أخاف أن أجد بأن في الدين محكوم على المرأة الاعتكاف في المطبخ وأنا تلك الفتاة التي تعلمت إصلاح دراجتها قبل إصلاح الغذاء المالح…دوامة من الأفكار وبعدها نقرة على محرك البحث، مكانة المرأة في الإسلام، عناوين كبيرة، مقالات طويلة، كتب قديمة، أفكار عميقة والبحث مستمر ومستمر، ولا صوت لمعارض داخلي ولا وقت لنقاش شخص خارجي، فلا مكانة للمرأة أعلى من مكانتها في الدين الإسلامي، ولا قيمة لها تحت شعار غير شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله. الإسلام دين جاء يعلمنا كيف نعيش لا أن يمنعنا من أن نعيش رفقا بالقوارير وصدا للأقاويل فالدين بعيد عن أمثالنا الشعبية وقريب من فطرتنا الأصلية.
1xbet casino siteleri bahis siteleri