مدرسة فرانكفورت: الفن وسيلة للتحرر

3٬531

اجترح الفن لنفسه مساحة ليست بالهينة في مؤلفات أبرز فلاسفة مدرسة فرانكفورت، كـ “تيودور أدورنو” و”هربرت ماركيوز” و”والتر بنيامين” الذين رسموا ملمحا عاما للدور النقدي الذي يجب أن يضطلع به العمل الفني في سبيل تحرير الفرد الإنساني من كل أشكال السيطرة والاستبداد التي تقيد وجوده الاجتماعي، وهي السيطرة التي تمارسها المجتمعات الصناعية المعاصرة بواسطة مؤسساتها وأجهزتها التي تسعى إلى تحويل كل شيء إلى أدوات قابلة للاستعمال في عملية الحفاظ على النظام القائم وفي عملية الإنتاج والربح، بما في ذلك الإنسان الذي لم يعد له أي سيادة على رغباته واختياراته ومصيره، بعدما تم تنميطه وتسليعه وإفراغ إنسانيته من معناها وقيمتها، واختزال وجوده في الاستهلاك وامتلاك الأشياء المادية.

ومن ثمة، فقد كان الفن لدى رواد هذه المدرسة نافذة تمكن الفرد من أن يطل على البعد الآخر لتجربته الإنسانية، المتمثل في الخيال الذي يمكنه من رسم عالم مقابل للعالم القائم، عالم يعبر عن المعنى الحقيقي لإنسانيته الذي لا يكون إلا بتحقيق الحرية والعدالة والكرامة، دون تدخل في أفعاله واختياراته ووجوده من طرف إرادات سياسية أو اقتصادية أو غيرها من الإرادات التي تجعل منه وسيلة لتحقيق مصالحها الإيديولوجية.

النظرية النقدية: تعريفها وأعلامها

النظرية النقدية هي كناية عن تلك الحركة الفلسفية الاجتماعية النقدية التي ظهرت في ألمانيا خلال النصف الأول من القرن العشرين، وتحديدا سنة 1923، حينما تم تأسيس “معهد البحوث الاجتماعية- Institut Für Sozialforschung” برئاسة القانوني الشهير “كارل غرونبيرغ (Carl Grünberg (1861-1940″، ليتولى “ماكس هوركهايمر (Max Horkheimer (1895-1973 إدارة المعهد سنة 1931 الذي عرف في عهده نشاطا كبيرا خاصة مع دخول إيريك فروم- (Erich Fromm (1900-1980 وهربرت ماركيوز-(Herbert Marcuse (1898-1979، وبعد صعود النازية في ألمانيا سنة 1933 انتقل المعهد في البداية إلى جنيف ثم انتقل في النهاية إلى نيويورك، وعندما التأم شمل الباحثين هناك في سنة 1934 أطلقوا على معهدهم اسم مدرسة فرانكفورت. وقد دأب مؤرخو الفلسفة الألمانية على تقسيم مراحل تطور النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت إلى ثلاث مراحل أساسية:

  • المرحلة الأولى: شكلت النواة التأسيسية للمدرسة، ويمثلها الرعيل الأول من فلاسفتها، وعلى رأسهم ماكس هوكهايمر و “تيودور أدورنو-Theodor Adorno 1903-1969” وهربرت ماركيوز.
  • المرحلة الثانية: هي التي يمثلها الجيل الثاني للمدرسة، وعلى رأسهم “يورغن هابرماس- Jürgen Habermas ،1929” وكارل أوتوآبل- Karl-Otto Apel ،1922.
  • المرحلة الثالثة: يمثلها اليوم “أكسل هونيث- Axel Honnet 1949 وهو المدير الحالي لمعهد الدراسات الاجتماعية بفرانكفورت.

والنظرية النقدية هي تعبير جاد عن تلك المحاولة التي عبرت عنها أعمال هؤلاء الفلاسفة والمفكرين بدءا بأعمال هوركهايمر ووصولا إلى أعمال أكسل هونيث، في رسم ملامح فلسفة اجتماعية نقدية تأخذ على عاتقها نقد التداعيات الثقافية والفلسفية التي انتهى إليها عصر التنوير، من خلال التوسل ببعض مقومات الثرات الفلسفي الألماني خاصة منه الماركسي وأدوات التحليل النفسي ونتائج بحوث العلوم الإنسانية، من أجل الكشف عن الأسباب الموضوعية التي جعلت العقل التنويري يدخل في أزمة جذرية مع نفسه خلال العصر الحالي، ويؤول إلى عقل أداتي مهيمن ومسيطر، يتلخص همه الوحيد في الربح والإنتاج دون اكتراث بمضمون ما ينتجه أو قمته النظرية.

من العقل التنويري إلى العقل الأداتي

عبرت أعمالهم عن هاجس وحيد يكمن في الاهتمام أساسا بالفرد المغترب عن ذاته ووجوده في ظل المجتمعات الصناعية المعاصرة، بوصفها مجتمعات مسيطرة ومهيمنة، كانت وليدة حضارة غربية ضلت طريقها وانزلقت عن مسارها الصحيح، واندفعت نحو اللاعقل، فكانت النتيجة هي ما عرفته البشرية خلال القرن العشرين من مآسٍ وحروب، كان أبرزها الحرب العالمية الأولى، وظهور الأنظمة السياسية الكليانية التي لا تعترف بالفرد إلا بكونه مواطنا يساهم في حفظ النظام ويحافظ على ثوابته السياسية والإيديولوجية، أو بكونه عنصرا من عناصر الإنتاج الاقتصادي والربح المادي لدى المجتمعات الرأسمالية. وهو ما حذا برواد هذه المدرسة إلى توجيه نقد جذري لمشروع التنوير الذي قامت عليه الحداثة الغربية خلال عصرها الحديث.

كان الهدف المنشود من هذا المشروع هو تكريس مبادئ العقل وقيم الحق والعدالة وتحقيق حرية الإنسان؛ من خلال تخليصه من كل أشكال العبودية والاستبداد التي مورست عليه طوال قرون عديدة خلال العصر الكنسي الوسيط، وتحرير عقله من كل الأوهام والأساطير، غير أن المآل الذي آل إليه هذا المشروع خيب الآمال، فالتطور التاريخي الذي عرفته المجتمعات الأوروبية كشف لمفكري “النظرية النقدية” أن مشروع التنوير الذي دشنه فلاسفة الأنوار خلال القرنين 17 و18 لم يعد مؤهلا لتحقيق المبادئ والقيم الإنسانية التي قامت عليها الحداثة الغربية، كما أن التطور التاريخي السياسي منه والثقافي والاجتماعي الذي عرفته المجتمعات الأوروبية خاصة أفصح عن خيبة أمل كبيرة بخصوص ما كان ينشده الإنسان الأوروبي من وراء هذا التنوير، خاصة وأنه كان المنتظر منه هو تحقيق الحرية والتقدم وتحرير الإنسان من كل أشكال السيطرة والهيمنة التي تقيد وجوده وإرادته وحريته، سواء أكانت سيطرة باسم الدين أو باسم السياسة أو حتى باسم العقل والعلم.

بالتالي، كان السؤال هو: كيف يمكن تفسير أن المشروع الحداثي التنويري الذي بشر بقيم الحرية والعدالة والمساواة وتخليص الإنسان من كل الأساطير والأوهام سرعان ما تحول إلى أسطورة تخفي السيطرة والهيمنة؟ كيف لهذا العقل التنويري أن ينزلق عن مساره الصحيح وينتج لنا القمع والاستبداد والقهر والظلم والوهم، ويجعل الإنسان مجرد شيء قابل للتنميط والتسليع والتشييء بحسب مخططات وأهداف النظام السياسي والاقتصادي الذي ينتمي إليه؟ والجواب عند فلاسفة مدرسة فرانكفورت، وعلى رأسهم هوركهايمر وأدورونو، هو أن هذا المشروع فشل في تحقيق المراد منه حينما تم تحريف العقل عن سكته الصحيحة، فتحول إلى أداة للسيطرة على الطبيعة والإنسان، من أجل تحقيق المنفعة، ومن ثمة صار هذا العقل من منظورهم “عقلا أداتيا” بوصفه يدل على منظومة فكرية وثقافية وعلمية وسياسية واقتصادية قامت على منطق التحكم والسيطرة والإخضاع من أجل تحقيق المنفعة، فالعقل الأداتي هوالعقل الذي يعبر عن توجه عام، سواء في الفلسفة والعلم أو في السياسة والاقتصاد، يسعى إلى بلوغ المنفعة وإنتاج النجاح، من خلال تكميم الواقع، وإخضاع كل الظواهر والوقائع للقوانين الشكلية والقواعد القياسية، وإخضاع الإنسان، ليس عن طريق العنف والقوة فحسب، بل بشكل أكبر عن طريق وسائل الدعاية والإشهار والإعلام التي تسعى إلى ترويضه واختزاله في البعد الاستهلاكي المحض، ليصير الإنسان، كما عبر عن ذلك هربرت ماركيوز، إنسان ذو بعد واحد، أي إنسان ذو بعد استهلاكي يصير معنى حياته وقيمة وجوده متوقفان على امتلاك الأشياء المادية الاستهلاكية.

النظرية النقدية والفن: الفن كمجال لنقد العقل الأداتي

ارتبط الفن لدى مدرسة فرانكفورت بهذا النقد الجذري للعقل الأداتي، كونه سيعني عندهم، ليس وصفا لواقع قائم ونقد له فحسب، بل هو إمكانية تتيح للإنسان التخلص من كل أشكال السيطرة والاستبداد التي تحكمه في ظل المجتمعات المعاصرة، ذلك أن الفن في نظرهم يمثل ذلك الفكر المغاير نوعيا عما هو موجود في الواقع، وأفق تحقيق عالم إنساني أفضل تزول فيه تناقضات الواقع القائم.

أي أن الفن يمثل بعدا مغايرا نوعيا لما هو قائم وسائد في المجتمعات الحالية وللسيطرة السائدة فيها، ولعقلانيتها الأداتية، ولهذا يمكن أن يقوم الفن بدور نقدي، لما يتضمنه الفن من صور خيالية مغايرة لمقتضيات وآليات العقلانية الأداتية، ذلك أن العمل الفني يمكن أن يقوم بدور إيجابي ويسهم في تحقيق حرية الفرد وجعله سيد قراراته واختياراته، لأنه يتيح له أن يرسم عالما مغايرا تختفي فيه العلاقات الاجتماعية التشييئية القائمة، ويحيله على إمكانات جديدة للتجربة الإنسانية، باعتبارها إمكانات تجعله ينفلت من واقعه الآني ويتحرر من سيطرته، فالفن هو الذي يمكن أن ينقل الفرد إلى نظام من الجمال والحرية يستعيد به وجوده فتتحقق له غايته ولا يكون شيئا قابلا للاستعمال والاستخدام في يد العقل الأداتي.

غير أن الفن، من منظور مدرسة فرانكفورت، لن يستطيع القيام بوظيفته النقدية والتحررية هذه ما لم يتجاوز ما هو قائم ويتمكن من تحقيق استقلاله الذاتي، بشكل يجعله مستقلا عن الواقع القائم وعن مؤسساته، وبعيدا عن كل التوظيفات الإيديولوجية التي تجعله مشاركا في عملية السيطرة والهيمنة، مثلما أن الفن لن يستطيع القيام بذلك، إن انحصرت وظيفته في الوصف والتعبير، وصف الوضع القائم والتعبير عنه، بل إن وظيفته تكمن أساسا في الاحتجاج على ما هو سائد وما هو كائن، وفي انتقاد كل المؤسسات القمعية التي تحاول قمع الإنسان والسيطرة على كيانه ووجوده. وبهذا، يمكن للفن أن يحقق دوره النقدي في السمو بالوجود الإنساني نحو الحرية والانعتاق والسعادة.

لكن هذا الدور النقدي والتحرري للفن لم يعد ممكنا في ظل المجتمعات الصناعية المعاصرة، وذلك حينما تحول إلى أداة للدعاية التجارية والاقتصادية والسياسية من قبل أجهزة ومؤسسات السيطرة القائمة في هذه المجتمعات، فقد تم اختزال الفن في كونه ليس إلا وسيلة للتسلية واللهو والترويح عن النفس، كما أنه اختزل فقط في الأغاني والأفلام ذات الطابع التجاري الاستهلاكي المحض، التي يكون الهدف منها إنتاج الربح على حساب مضمون العمل الفني وقيمته، وبالتالي، فقد عملت وسائل الإعلام والاتصال والدعاية، من إذاعة وتلفزيون وسينما وصحافة على تفريغ الفن من وظيفته ومضمونه الحقيقي، وحولته إلى مجرد وسيلة تسلية أو أداة تأثير في الناس والتلاعب بهم، ومجال للاستهلاك لتحقيق المتعة واللذة الذي قد يصل أحيانا إلى استثارة الغرائز الجنسية والعدوانية للأفراد قصد تشكيل إنسان نمطي وفق التوجهات التي ترسمها المؤسسات السياسية والاقتصادية والثقافية القائمة.

وبهذه الكيفية، أصبح الحقل الفني مجرد أداة للتأثير الإيديولوجي على الناس، والترويج للقيم الاستهلاكية والتجارية، مما أفقد الفن أصالته، ليصبح مجرد “شيء” و”وسيلة” لخلق الفرجة وتحقيق المتعة والتسلية في أوقات الفراغ.

هذا هو الوضع الذي آل إليه الفن في ظل المجتمعات الصناعية المعاصرة، سواء منها الاشتراكية أو الرأسمالية، فكلاهما قاما على منطق العقلانية الأداتية التي تعمل على السيطرة على كل شيء، بما فيه الفن، لتحويله إلى أداة خادمة لمشروع هذه المجتمعات وتوجهاتها، ومن بين الوسائل والآليات التي يتم توظيفها للتحكم في الفن وإدماجه في الوضع القائم لخدمة الإيديولوجيا السائدة هو النشر الجماهيري للأعمال الفنية والأدبية والموسيقية، عن طريق تحويلها إلى سلع تباع وتشترى في الأسواق والمحلات والمعارض بشكل مبتذل، حيث يغلب عليها الطابع التجاري والنفعي الذي يبعد الفن عن أصالته وحقيقته ووظيفته الاجتماعية والإنسانية، ويمكن أن نلمس ذلك في القول المشترك لكل من هوركهايمر وأدورنوفي “جدل التنوير”: “أما اليوم فإن الصناعة الثقافية قد تعاملت مع الأعمال الفنية كما لو كانت شعارات سياسية فارضة عليها أسعارا رخيصة ولجمهور عريض: فالأعمال الفنية صارت بمتناول الجميع كالحدائق العامة.”

إن آلية النشر الجماهيري للأعمال الفنية وإتاحتها بشكل واسع، من خلال وسائل الاتصال التي عرفتها المجتمعات المعاصرة، هو ما جعل الفن متاحا لجميع الناس، فالحفل الموسيقي الذي كان يحضره مثلا مجموعة من الناس فقط يمكن اليوم أن يسمعه ويشاهده الملايين عبر شاشات التلفزيون، وعن طريق قنوات فضائية مختلفة.

وهذا الأمر ليس إيجابيا من منظور هوكهايمر وأدورنو، والسبب أن النخبوية التي كان يتمتع بها الفن من قبل- بحيث كانت الطبقة البرجوازية هي الأقدر على شراء أسطوانة موسيقية للاستماع إليها، أو حضور حفل موسيقي في الأوبرا والاستمتاع بالمعزوفات الموسيقية، أو اقتناء لوحة تشكيلية، ولم يكن بمقدور الغالبية العظمى من الناس من ذوي الطبقة الفقيرة القيام بذلك لكون اقتناء العمل الفني يعد أمرا مكلفا ماديا- هي ما حافظ على استقلالية العمل الفني عن الوضع السائد والقائم، وعن ثقافة الجماهير المنمطة والمقولبة إيديولوجيا واجتماعيا، وهذا ما يؤكده كل من هوركهايمر وأدورنو بالقول: “إن إلغاء ثقافة ما كثقافة مميزة لا يعني إدخال الجمهور إلى دائرة يعتقد أنه قد حرم منها سابقا، بل يعني في ظل الظروف الاجتماعية انحطاط الثقافة…فكل من قام في القرنين التاسع عشر والعشرين بصرف جزء من ماله ليرى دراما أو ليستمع لحفلة موسيقية، فهو يولي المشهد قيمة من الاحترام تفوق ما دفعه من أجل ذلك…لقد فرض الفن على البرجوازي بعض الحدود، طالما كان هذا الفن مكلفا ويحتاج لبعض المال، أما الآن فقد انتهى الأمر…إن الأعمال الفنية وبعد أن استحالت تابعا قد صارت دون منزلتها وقد تخلى عنها محبوها السعداء سرا، وفي الوقت نفسه يجعلها البائعون ضمن وسائل الإعلام. أما المستهلكون فيفترض فيهم الاكتفاء بمجرد وجود أشياء تستحق أن تسمع أو أن ترى..” .

هكذا، فإن الفن الحقيقي والأصيل، من منظور مدرسة فرانكفورت، هو الفن الذي ينفلت من التوظيفات الإيديولوجية، ويستقل بذاته عن الواقع القائم وأجهزته ومؤسساته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ليرسم للفرد البشري عالما آخر يكون أقدر على تحقيق آماله وطموحاته وحريته وسعادته.

وما يؤكد عليه فلاسفة هذه المدرسة، أن وظيفة الفن النقدية هذه لم تعد ممكنة في ظل المجتمعات الصناعية المعاصرة التي جعلت من العمل الفني أداة للدعاية والإشهار لتحقيق مآربها الإيديولوجية والسياسية، على الرغم من أن بعض الأعمال الفنية، يحسب لها مفكري المدرسة، أنها استطاعت أن تنفلت من سيطرة هذه المجتمعات، وأن تستقل بذاتها، وتضطلع بالمهمة النقدية الموكولة إليها، وهي الأعمال التي جسدتها الحركات الفنية التي ظهرت في بداية القرن العشرين، كالدادئية والسوريالية والتكعيبية في مجال الرسم، وأعمال المؤلف الموسيقي الألماني “شونبرغ أرنولد- Shonberg Arnold 1874-1951 في مجال الموسيقى، الذي تعبر ألحانه الموسيقية عن احتجاج وسخط على الوضع المأساوي الذي أصبح يعانيه الإنسان المعاصر، على إثر صعود الأنظمة الشمولية، وكذا أعمال الروائي النمساوي “فرانز كافكا -Franz Kafka -1883-1924 في مجال الأدب، الذي تميزت أعماله الروائية بتصوير قلق الإنسان المعاصر ومحاولاته العابثة في البحث عن طريق الخلاص، ثم أعمال الكاتب المسرحي الإيرلندي “بيكيت صموئيل-Beckett Samuel -1906-1989 الذي كان رمزا من رموز مسرح العبث وأحد أكثر الكتاب تأثيرا في عهده.

هذه الأعمال الفنية، شكلت من منظور مدرسة فرانكفورت، وخاصة من منظور أدورنو وماركيوز، نقدا لاذعا للوضع القائم، الذي أصبح عليه الفرد في علاقته بذاته ووجوده، بعدما قيدت المؤسسات القمعية حريته وإرادته، وبالتالي، فقد كانت أعمال هؤلاء متمردة على الواقع القائم ورافضة التصالح معه باعتباره لم تعد له من مشروعية إنسانية وأخلاقية في الوجود.

المصادر والمراجع:

– هوركهايمر، ماكس. أدورنو، تيودور. جدل التنوير، ترجمة جورج كتورة. دار الكتاب الجديدة المتحدة 2006.

– Adorno, Theodor. La théorie esthétique . trad par Marc Jimenez. Les éditions klincksieck . Paris. 1974.

– بومنير كمال، النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت من ماكس هوركهايمر إلى أكسل هونيت. الدار العربية للعلوم ناشرون / منشورات الاختلاف. بيروت، الجزائر. الطبعة 1، 2010.