حتما ستختبرك الحياة

الحياة المتقلبة هي سنة الكون والخلق جميعهم، ومن أساس التوازن فيها الحفاظ على تردد هذه التقلبات، والأهم من ذلك صون ثباتك الانفعالي خصوصا في مرحلة المواجهة.

الحياة تختبرك بقسوة، عند المشاكل المركبة بشكل خاص، تلك التي تأتي تباعا، كأن الواحدة منهم تخجل المرور عندك دون رفيقاتها، هناك عند اللقاء الأول معها مجتمعة تصاغ في مخيلتك قصة تراجيدية مشاهدها تظهر خلالها سقطاتك بشكل مرتب ومحبوك. بعد شعورك المهين هذا ستمر بثلاث مراحل قبل اجتياز اختبار الحياة ذاك بسلام.

أولا: العناق
تظهر في البداية هذه الاختبارات مشابهة لموقف سبق وتجاوزته بسهولة فتستقبله بثقة، وتنظر إليه بنظرة اعتيادية لا شيء فيها يدعو إلى القلق، كظاهرة الرؤية المسبقة، فجأة تجد أن الحل السابق لم يعد صالحا، كقفل كسر مفتاحه المعتاد، بعد ذلك يعانقك اختبار تلو الآخر، حتى تضغط أضلاعك.

ثانيا: المواجهة
تبدأ هذه المرحلة عادة بعدما تسحق بالعناق، ربما هو إعلام من الحياة لك بانتهاء صلاحية حلولك المعتادة، نصيحتي لك كن رحيما بنفسك هذه الفترة، فهنالك يختبر الصبر ولا شيء غيره، مرحلة التجربة والخطأ، غير أن الخطأ هنا مؤدى عنه، والأخطاء العشرة الأولى؛ كالسياط العشرة الأولى بعدها لن تشعر بشيء.

ثالثا: الوقت
هذه المرحلة يرفع لها شعار “السرعة تقتل”، هنا تدرك قيمة الوقت وأنه حتى وإن بلغت الحياة منك الجهد، واستثمرت كل ما رُزقت من الصبر والمال والجهد والخبرة، سيظل الوقت عنصرا فارقا، كأنه الإشارة الرياضية التي تقلب المعادلة من السلب إلى الإيجاب في نهاية البرهنة.

ختاما، وبعد ما ذكرنا من مراحل، سأشير إلى أن قسوة هذه الاختبارات ولينها رهين بوسطك، والمفهوم السائد للخدمات فيه، أسرتك ومحيطك الصغير. ولأن العمر قصير على أن نضيعه ونحن نقضي كل اختبار من اختبارات الحياة في غصة وكسره، كما نوضب عدة للاختبارات الأكاديمية، فلنجرب وضع خطة نستقبل بها اختبارات الحياة، وقد علمنا سابقا بالتجربة أن الفوز في اختبارات الحياة يكسبك أكثر من شهادة وكذا الخسارة فيها تضيع عليك أكثر من ذلك بكثير.

إن كل ما تراه يتيح لك تحمل العناق الساحق، ويخفي ندوب السياط، عقيدة كانت أو عملا أو فكرة.. تلك عدتك في الحياة.

1xbet casino siteleri bahis siteleri