6 ساعات من النوم ليست كافية لرواد الأعمال

تظهر الأبحاث أن النوم قد يكون له أهمية لتحقيق النجاح أكثر مما يظنه معظمنا.
كرائد أعمال، يمكن أن تسهر الليالي وتضحي ببعض ساعات النوم، لأن عملك مهم ويستهلك الكثير من الوقت. ولكن المسألة لا تدوم على هذا النحو طبعا. في أعماقك أنت تعرف أنه من الأفضل لذهنك وجسدك أن تحصل على أكثر من بعض السويعات من النوم. ربما ستتفاجأ عندما تكتشف مقدار النوم الذي تحتاجه فعليا؛ فقد اتضح أنه حتى أولئك الذين يحصلون على ست ساعات يوميا لا ينتجون الكثير لتعزيز نجاحهم، فقد يستغرق الأمر أكثر قليلا للحصول على العائد المرجو من الطاقة الذي يوفره فعليا السبات المريح.

مع أن ست لثمان ساعات تم اعتبارها طلقة سحرية للراحة، اقترحت الدراسات العلمية شيئا آخر. من أجل صحة بدنية أفضل، وصفاء ذهني وسعادة عاطفية، يحتاج رواد الأعمال ببساطة لمزيد من النوم كل ليلة، بغض النظر عن مدى شعورهم بأنهم على ما يرام.

لماذا النوم مهم؟
لدى الجمعية الأمريكية لأمراض الصدر أكثر دراسة حصرية متعلقة بالموضوع. تؤكد هذه الدراسة أن النوم ضروري لمساعدة الجسد والذهن على ممارسة وتحمل العمل المضني لرائد الأعمال. هذا يشمل تشكيل الذكريات، وترميم العضلات وإفراز هرمونات مهمة ومساعدة على التحكم في الشهية والنمو. النوم هو عملية ترميمية؛ إذ يساعد الجسد على التعافي من نزلة برد مثلا، وحتى الارتداد من إصابة ما.

أثر قلة النوم
حسب المجلة الدولية لعلم النفس السريري والصحة النفسية، فإنه كلما انتزعت قسطا من النوم من جسدك -حتى ولو كان أقل من ساعة- ارتفعت معه احتمالية الإصابة بمشاكل جسدية، عقلية وعاطفية. يؤدي عدم النوم الكافي عموما إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة، والتعرض للإصابات والحوادث، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والاكتئاب والعديد من الأمراض المزمنة. بالنسبة لرواد الأعمال فمن المهم معرفة أن قلة النوم تؤثر سلبا كذلك على الإنتاجية واليقظة ووقت رد الفعل.

تطابقت هذه النتائج مع نتائج دراسة أخرى نشرت سنة 2019 تم إجرائها على بالغين صينيين، والتي أظهرت أن أولئك الذين ناموا ست ساعات أو أقل أكدوا أنهم غير سعداء في غالب الأحيان. وعلى النقيض من ذلك، فإن أولئك الذين بلغ متوسط ساعات نومهم سبع ساعات أو أكثر، فقد أكدوا على شعورهم بالسعادة والراحة النفسية في أغلب الأحيان. توضح النتائج بشكل عام، كيف يمكن للنوم أن يؤثر على العواطف، والمنظور النفسي والحالة الذهنية للشخص.

أظهرت دراسة نشرت في مجلة التمريض المتقدم في سنة 2017، العلاقة بين النوم والأداء المهني، بحيث إن الباحثين وجدوا أن الممرضات اللواتي كن ينمن ست ساعات أو أقل خلال أيام دوام العمل عانين من ارتفاع معدل الإرهاق الوظيفي أو ما يسمى “burnout”. كما عانت الممرضات ذوات الأداء الضعيف من قلة النوم.

كم عدد ساعات النوم التي نحتاجها؟
بما أن العديد من الأبحاث تؤكد بأن ست ساعات من النوم غير كافية، فكم عدد الساعات التي نحتاجها فعلا؟ أشرفت المؤسسة الوطنية للنوم على دراسة لمدة عامين لتقييم الأمر بشكل أُفضل. شملت الدراسة 18 باحثا وعالما مع ستة من متخصصين في النوم. شملت أيضا ممثلين من مجموعات مثل الجمعية الفيزيولوجية الأمريكية والجمعية الأمريكية للطب النفسي. اكتشفوا كم عدد ساعات النوم التي يحتاجها البالغون من مختلف الأعمار والنتائج ظهرت كالتالي:

  • البالغون الشباب من سن 18 إلى 25 سنة: يحتاجون من 7 إلى 9 ساعات.
  • البالغون من سن 26 إلى 64 سنة: يحتاجون من 7 إلى 9 ساعات.
  • كبار السن من سن 65 فما فوق: يحتاجون من 7 إلى 8 ساعات.

في دراسة أخرى أشرفت عليها مؤسسة RAND الصحية تم تأييد ما سبق. وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات في الليلة، يعانون من خطر الموت المفاجئ أعلى بنسبة 13٪ من أولئك الذين يحصلون على سبع إلى تسع ساعات من النوم.

هل مقدار النوم أو نوعية النوم أو كلاهما؟
مبدئيا لكل رائد أعمال احتياجاته الخاصة من النوم. هنا نتكلم عن نوعية النوم؛ إذ تتركز على مدى نومك. يشمل ذلك القدرة على النوم في غضون 30 دقيقة أو أقل، أي النوم بشكل سليم، أو إذا كنت تستطيع العودة سريعا إلى النوم بعد الاستيقاظ المفاجئ. أما بالنسبة لنوعية النوم غير السليمة فتتركز حول أعراض الأرق؛ مثل عدم القدرة على النوم والبقاء نائما لفترة أطول من اللازم، والتعب والخمول ما بعد النوم غير السليم.

متلازمة النوم القصير
ذكر موقع SleepEducation.org أن القدر المناسب من النوم يختلف من شخص لآخر بسبب اختلافاتهم الوراثية؛ فبينما غالبية الناس يحتاجون ما بين سبع وتسع ساعات، هناك قلة من النائمين القادرين على النوم أقل من ست ساعات كل ليلة مع البقاء في صحة جيدة على المدى الطويل، متجنبين بذلك الأرق وما شابه ذلك من أعراض قلة النوم.

كيفية الحصول على نوم أفضل
إليك ما يمكن أن تقوم به لتحسن من نوعية ومقدار النوم الذي تحتاجه، والذي هو عنصر أساسي للنجاح كرائد أعمال:

  • قم بإقفال جميع الأجهزة الإلكترونية قبل ساعة من النوم على الأقل. وهذا يشمل الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والتلفزيون.
  • قم بتغيير نظامك الغذائي بحيث تقلل من الكافيين وكل أنواع المنشطات، لأنها تعطل إيقاعات الساعة البيولوجية لجسمك ويمنع قدرته على الاستعداد للنوم.
  • استثمر في سرير ووسائد توفر بيئة مريحة، وكذا استقرارا نفسيا ودفئا يحفز على النوم.
    خذ وقتك في ممارسة الرياضة كل يوم. إن التعب الجسدي للجسم يشجع على النوم الضروري لإصلاح العضلات وملء مستويات الطاقة المستنفذة.
  • التزم بجدول زمني، بحيث تذهب إلى السرير وتنهض في نفس الوقت كل يوم. كرجل أعمال، يمكن أن يكون هذا تحديا مع وجود جدول زمني محموم. ومع ذلك، حاول جدولة وقتك وأنت في الطريق أو في الأوقات العصيبة للالتزام بجدول مماثل.
  • استعمل مذكرة للنوم لتتبع نوعية نومك. يمكنك أيضا استخدام جهاز يمكن ارتداؤه يقوم بحساب وقت نومك وجودته.

المصدر: مجلة Entrepreneur
بقلم: جون بويتنوت، صحفي، مستشار ومستثمر في الإعلام الرقمي.

1xbet casino siteleri bahis siteleri