طريق النجاح يحتاج إلى قائمة!

نظرت يمينا وشمالا، ثم نظرت إلى الأعلى، لعلي أجد فيما حولي طريقا واضحا، أراه، إذا سلكته، أعتبر نفسي ويعتبرني من حولي إنسانا ناجحا، وثم سمعت أنه ولكي تستطيع النجاح، عليك أن تجهز قائمة! فجهزت القائمة الأولى، فقيل لي أنها غير كافية، عليك أن توضح أكثر، ثم وضحت القائمة فقيل لي أنه عليك أن تضع لكل نقطة في قائمتك الأولى، قائمة ثانية وثالثة تحدد فيها المراحل ورابعة تفسر فيها المراحل وخامسة فيها ما فيها من الخطوات ما يجعلك لا تتوه، فوجدت نفسي تائها فيما بين القائمات.

وضعت القائمات جانبا وفكرت، ما النجاح إلا فكرة، ومعاييره متغيرة من شخص لآخر، إني أرفض أن يقال عني ناجحا على حساب معايير أخرى، وفي الوقت ذاته أرفض أن أكون فاشلا تحت أي معيار كان، أنا إنسان يحاول، فلماذا يتم تصنيفي؟ إني أرغب أن أشعر أني ناجح، لمجرد أن استيقظت صباحا ووجدت الطاقة الكافية لأحضر لنفسي كوب قهوة أو شاي، أنا ناجح لأنني أستطيع الالتزام بأوقات مواعيدي، أنا ناجح لأنني اليوم نهضت من فراشي واستطعت أن أستنشق هواء يوم جديد، وأنا والحمد لله في صحة جيدة، أنا ناجح لأنني نهضت اليوم واستطعت أن أفتح عيناي فأرى العالم من حولي، ألا يعد هذا نوعا من أنواع النجاح.

مقالات مرتبطة

ليس على النجاح أن يكون معقدا، وليس علينا أن ننتظر ذاك النجاح المبهر ليحدث حتى نشعر بنوع من السعادة، سعادة الوصول مهمة، لكن ماذا عن سعادة المسير، أيدخل أحد حربا وهو لا يستمتع بالقتال، أحب أن أستمتع بالقتال، أن أفرح بالقتال وأن لا أفقد الأمل وأنا في خضم القتال، فإن فزت حققت النجاح الباهر الذي كنت أبتغيه، وإن تعثرت فلا بأس، الحياة قتالات لا تنتهي.

أو لم يوصينا الدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله بأن لا نقض حياتنا بانتظار أن تنتهي فترة كذا وكذا، ألم يخبرنا أن لا نعيش الحياة على شكل فترات يجب أن تنتهي، فنكتشف أننا بلغنا نهاية العمر ولم ننعم بالحياة يوما واحد… دعونا نستمتع بكل المراحل، نفرح بالمحاولة كما نفرح بالنجاح، نعيش اللحظة كما هي، بكل ما فيها ونعتبر وجودنا في حد ذاته نجاحا يستحق أن نشعر بالسعادة من أجل.