كفانا نضالا مزيفا

راودتني الكلمات و العبارات وطاردتني الأحرف منذ أيام وليال, كانت تجلس بجانبي في لحظات الصمت المتهور الذي تأبى معه نفسي إلا التأمل ورفض الإستسلام لقلم تعب الصراخ أمام بشر إمتهنوا الذل وأدمنوه طبقا متكاملا وجعلوا معه النسيان مسكنا لتهاون الكتمان والخذلان الذي نعيشه ..




وهاهو النوم يفارقني .. الثانية ليلا أو ربما صباحا فلم تعد تفرق الليالي عن الصباحيات .. وحدي أظل كما أنا تائهة بيني لا أعرف علتي لأتداوى .. قد أكون أنا علتي .. فهل أرجو الشفاء مني .. من روح كلما أخدت بيدها إلى بر الأمان كلما تدمرت أكثر وسحبتني إلى قاع البحر .. أجبرتني أن أجلس على ناصية ليل صامت أبكي .. أحيانا أتوقف بين كل هذا .. لم البكاء فلا أجدني إلا وأقلب الماضي وأقتات من فتات الجراح التي إنضملت .. جراح لم تعد توجع بقدر ما أصبحت تضحك أو مجرد دكرى تمر محادية لا هي تدميني ولا تحيييني .. فقط طيف لأنا يوما كانت مرمية بأطراف مبثورة لا تستطيع إمساك الحب ولا الركض نحوه .. كنت أخاف البشر وأخاف عليهم .. وجعي علمني أن الألم الذي حاربته لا يجب أن يعيشه غيري .. أن تيهاني ومعاركي الداخلية حروب دامية إقتطعت من روحي قبل أن تجعلني أعرف معني أن أحبني .. أن أحب ألمي وأضيفه أيام قليلة ليرحل .. أن أحب دموعي لأنها تطهرني وتلبسني البياض الذي عشقته .. أن أحب شتاتي ولملمتي لذاتي .. لأنه حين نضيع فقط نصل إلى أروراحنا .. لأنه حين نموت نحيا ولأنه في خضم الألم يكمن الأمل .. وعلمتني أن لا وطن لنا غير ذواتنا فالوطن أضحى أما حنونا لأغنياءه وإمرأة أب تبطش بأبناء زوجها لتدلل فلدات أكبادها ولنصبح  كسندريلا فهل ننتظر العجوز الطيبة بعصاها السحرية لنتغير؟ أو نظل في الغرفة الخلفية ننظف زبالة غيرنا ونطمع في رغيف عجنته أياد هزيلة أتعبها الزمن وداست عليها أرجل الحياة الجائرة ؟ أم ننسى كما ينسى العرب أن عروسهم لازالت تغتصب في اليوم ألفا وهم يقاتلون إخوانهم ؟ أم ربما أنسى وأضع لعنة القلم حتى أعيش تحت سقف غرفتي وليس الزنزانة .. سأعتزل هذه العربدة وأكتب وصفات الطبخ لشهر مبارك كان حري بنا أن نعتزل الناس لمناجاة الروح والخير في عالم أصبح فيه الصدق عملة نادرة والقيم الإنسانية موديلا قديما لبسوا مكانه ثيابا مزركشة بنفس النقوش وكلها رقع .. إنها تمثل واقعنا .. مرقع ممزق  تكسوه الكثير من الألوان يسود عليها أحمر الوطن والجرح ..



مقالات مرتبطة

رمضان تحول من شهر الزهد إلى الشره وإلتهام الأخضر واليابس .. من شهر العبادة إلى العادة وتقاليد لبس البلدي كأنه رمز للتقوى والإيمان .. ترى ما الإيمان ؟ ومن فينا مؤمن حقا ؟ وبم يجب أن نؤمن ؟

إن إختلاف الواقع الرمضاني بين الصباح والمساء هو تجسيد لظاهرة تعاقب الليل والنهار .. فبينما أشعة الشمس لازالت تسلط الضؤ عليهم فهم صائمون عن الأكل والشرب ولكن ليس عن العبث والخوض في أعراض الآخرين والنميمة كي يمر الوقت ويفطروا .. أفواه عابسة ووجوه شاحبة تنافس الأشباح في الفزع .. وبالليل وجوه ترتدي كل المكياج التي لم تستطع وضعه بالنهار وعجوز يعاكس شابة أصغر من بناته .. ” مؤمن ” لا يذهب للمسجد إلا وأخد جرعته اليومية من التفاهة وأغنية شعبية يقطع بها صيامه .. إنه تكريس جميل لفساد مجتمع أبى أن يخلع ثوب الرذيلة حتى في أقدس شهر في السنة .. أبى أن يتبرأ من نفسه المريضة التواقة إلى المشاحنات والشجارات الواهية كذلك المحتضر التواق إلى ترياق الحياة ولم يرضى إلا العيش بقيم متناقضة رمت به إلى دوامة لا متناهية جعلته لا يعرف إلى أين ؟ هو في منطقة بين الإلحاد والعادات والإسلام وكل الأديان .. ولأتساءل أنا بين كل هذا .. متى الخلاص يا أمة إلتبس لها الحرام والحلال .. يا أمة لم تعد تفرق بين الحقيقة والخيال .. يا أمة لم تعي بعد معاني الأشياء .. لذا سأذكركم ببعضها .. فيسبوك ليس ساحة نضال .. شربة الماء ليست نضال .. أن أغنية الحلم العربي ليست نضال .. قمة العالم العربي ليست نضال ..  شارة النصر أو الأربعة ليست نضال .. وأن تغيير صورتك في مواقع التواصل الوهمية ليست نضال .. آه نسيت وحتى إعلانك للتضامن ليس نضال .. تعليقك بجمعة مباركة ليس إيمان .. إرتداءك لجلبابك الفضفاض المشمر للركبة ليس إيمان .. فما دمت لست في الساحة تتلظى بنيران الوطن العدو وتسير في طريق المعرفة والإيمان كي تعرف الخلاص من قيود النضال الوهمية التي أسكتوا بها ظمائرهم المحتضرة كي تموت في صمت .. فأنت لست مناضل .. أنت فقط ضائع وأتمنى لك الخلاص .. لكني سأسألك مجددا متى الخلاص ؟



1xbet casino siteleri bahis siteleri