في بعض الحالات و في وضعيات معينة،يكون الانسان مرغما على اتخاد بعض القرارات،ربما حتى كلمتي “اتخاذ” و “قرار” أكبر بكثير مما يحدث،فكل الامر هو تلك اللحظة التي تغلق فيها جميع الأبواب في وجهك، و يظل منفذ وحيد و صغير كنت تتجاهله من قبل، تعتبره من سابع المستحيلات،بل لم يخطر على بالك و لو لمرة وحيدة،لان مجرد التفكير فيه كان ضربا من الخيال…
هكذا تصبح أتفه الاختيارات و احطها منزلة في عينيك هي الملاذ الوحيد للخروج بأقل الخسائر و الأضرار مادية أو معنوية كانت.انه واقع يفرض نفسه عليك،يكبلك و يثقل كاهلك بأوزان ضخمة،ثم يرميك في اكبر البحور و المحيطات و أشدها عمقا،فحتى لو كنت تجيد السباحة،فالموت هو مصيرك لأنك مكبل عاجز تماما عن الحركة سواء الآلية او الفكرية منها.
و لعل أقذر انواع الموت هو الموت البطيئ شيئا فشيئا،تتعذب روحك قبلها مئات المرات،تتمنى في كل ثانية منها ان تنتهي حصة العذاب هاته و تظفر بنعمة الموت؛اي الرحيل ببساطة للتخلص من كل هذه الآلام و المآسي.لكن هذه الأمنية لا زالت صعبة المنال،فالعذاب مصمم اكثر من قبل على ان ينغص عليك كل هذه اللحظات.تموت الروح، و تموت قبلها كل الأحاسيس،يموت كل نور فيك، كل شعلة أمل،كل بذرة ثقة و تفاؤل أنبتها و راهنت عليها في مرحلة من المراحل….