ماذا أنتم بقدركم فاعلون؟

في بعض الحالات و في وضعيات معينة،يكون الانسان مرغما على اتخاد بعض القرارات،ربما حتى كلمتي “اتخاذ” و “قرار” أكبر بكثير مما يحدث،فكل الامر هو تلك اللحظة التي تغلق فيها جميع الأبواب في وجهك، و يظل منفذ وحيد و صغير كنت تتجاهله من قبل، تعتبره من سابع المستحيلات،بل لم يخطر على بالك و لو لمرة وحيدة،لان مجرد التفكير فيه كان ضربا من الخيال…

هكذا تصبح أتفه الاختيارات و احطها منزلة في عينيك هي الملاذ الوحيد للخروج بأقل الخسائر و الأضرار مادية أو معنوية كانت.انه واقع يفرض نفسه عليك،يكبلك و يثقل كاهلك بأوزان ضخمة،ثم يرميك في اكبر البحور و المحيطات و أشدها عمقا،فحتى لو كنت تجيد السباحة،فالموت هو مصيرك لأنك مكبل عاجز تماما عن الحركة سواء الآلية او الفكرية منها.

و لعل أقذر انواع الموت هو الموت البطيئ شيئا فشيئا،تتعذب روحك قبلها مئات المرات،تتمنى في كل ثانية منها ان تنتهي حصة العذاب هاته و تظفر بنعمة الموت؛اي الرحيل ببساطة للتخلص من كل هذه الآلام و المآسي.لكن هذه الأمنية لا زالت صعبة المنال،فالعذاب  مصمم اكثر من قبل على ان ينغص عليك كل هذه اللحظات.تموت الروح، و تموت قبلها كل الأحاسيس،يموت كل نور فيك، كل شعلة أمل،كل بذرة ثقة و تفاؤل أنبتها و راهنت عليها في مرحلة من المراحل….

انتظر قليلا،هاهو شعاع شمس ينكسر على سطح بحر الآلام الغارق فيه انت الآن،على قبرك و مسرح عذابك،شعاع يخبرك ان الحياة مستمرة بدونك في الخارج؛الكل يعيش يومه بكل تفاصيله،يحاول جاهدا الاستمتاع بكل لحظة فيه.حينها،تتضاعف آلامك، فشعور الوحدة و العزلة  ينضاف هو الآخر الى ذلك الخليط العاطفي الفريد من نوعه. تصرخ عندها قائلا:” هل من منجد؟!”،”العون”… لا مجيب،ربما سمعك احدهم لكن صخب الحياة و زخمها منعوه من تلبية النداء و التحرك في اتجاهك.
مقالات مرتبطة

ما عليك الا الاستسلام،انت الان تموت،انت بصدد عيش اكثر فكرة كانت ترهبك و تشكل هاجسا لديك،تعيش اخر لحظاتك و انت التي كنت تظن انك خالدا فيها و ستفعل و تسوي و تخطط و تبرمج.بالك هو الاخر،يشهد صراعا على أشده بين ذكريات من الفرح،اخرى من البؤس؛كلها تمر بسرعة خاطفة تزعزع كيانك،أحلامك ترفرف في بال معكر و مثقل بالإحباطات،فتتضطر للهروب لتسكن بالا اكثر صفاء و تنظيما.
من يمكن ان ينقذك للأسف قد مر بنفس وضعيتك الآن و لم يعد موجودا لتقديم يد العون،لذلك تيقن ان كلمة ” مسعف” لا بد لها ان تحذف من معجم افكارك.ايام تلو الاخرى…فجأة، علقت فكرة واحدة ببالك؛حلم جميل ترى فيه نفسك في الوضعية المثالية التي كنت دائما تتخيلها،برفقة من تحب،سعادة و بهجة تتناثر هنا و هناك،للأسف،هذه كانت ختام افكارك،فكما يقال” ختامها مسك” و هذا مسك مخيلتك،فبمجرد الانتهاء من هذا الخيال الممتع،ستكون قد انتقلت الى  عالم اخر ستكتشفه للتو.
المؤكد انك سترتاح راحة أزلية سرمدية لطالما رغبت فيها.تطفو جثثك فوق السطح،عندها فقط ينتبه الآخرون لغيابك في الآونة الاخيرة،يتذكرونك اخيراً و بقدرة قادر تصبح محبوب الجميع و مفضل الكل.يتحسرون عليك،او ربما على أنفسهم لأنهم واثقون من ان اللحظة التي مررت بها آتية لا مناص منها.تنظر روحك اليهم من الفوق،و تضحك قائلة:” ماذا أنتم بقدركم فاعلون؟!”
1xbet casino siteleri bahis siteleri