ماذا لو أصابنا الاكتئاب؟

في أيامي الماضية قدر الله أن أصاب بمرض العصر، الاكتئاب، المرض الذي غير الكثير من مفاهيمي عن الحياة، جعلني أعتزل العالم الخارجي، وأنشأ عالمي الخاص، بين الحزن والكآبة، والطاقة السلبية. جعلني أشعر أنني وصلت إلى النهاية، نهاية كل شيء، نهاية أهدافي وأحلامي التي كنت أحلم بتحقيقها منذ نعومة أظافري. جعلني أشعر أن النوم هو أحسن علاج لكل هذا، إذ كنت كل يوم آوي إلى الفراش على أمل أن يكون كل ما حدث لي مجرد حلم أو ربما مؤقت.

أصبح جزءا من حياتي، جعلني الاكتئاب أغير تماما نظرتي للأمور، من فتاة نشيطة تحب الإبداع، إلى فتاة أصبح الحزن عنوانها، تعيش في دوامة الحزن والكآبة، رغم كل هذا فهو علمني العديد من الأمور التي لولاها لن أفكر يوما ما أن أتقاسم معكم تجربتي.

علمني الاكتئاب أقسى درس في حياتي، علمني التعايش مع ما كنت أسميه الفشل أو ربما أصبح صديقي، أصبح جزءا من حياتي، أتعلم منه ما لم أتعلمه من النجاح، لأول مرة اكتشفت بأن الفشل ليس شيئا كما ظننت. بل كان حكيما، تعلمت منه دروسا كثيرة، علمني أبعادا أعمق للحياة، لقد مكنني من رؤية ما لم أكن اراه، مكنني من رؤية الجانب المظلم من الحياة، وجعلني فخورة بنفسي، بكل ما مر عليا من فشل، وفقدان للأمل، والعثرات التي اعتدت النظر إليها على أنها قدر وقضاء، وأن الله عز وجل جعل لي خيرا فيها.

مقالات مرتبطة

علمني الاكتئاب أن أحب أكثر، أن أتسامح أكثر، فالحياة قصيرة وقد تمر في رمشة عين، وألا أحكم على حياة أي شخص بأنها حياة سيئة، فلكل واحد منا معركته الخاصة، علمني أن أتحدث مع الناس بلغة القلب لا بلغة العقل فقط، معركتي مع الاكتئاب لم تكن سهلة بالفعل فقد كانت قاسية، هذه المعركة التي علمتني أشياء جديدة من دروس وعبر وغيرها، كان الكل من حولي يسألني عن سبب ما حدث لي، كيف حدث؟ ولماذا؟

أما أنا، فقد تعايشت مع كل هذه المأساة، عشت معركتي الخاصة، المعركة التي لا يدري عنها أحد في الواقع، المعركة التي قد يخرج منها شخص آخر، شخص فقد آماله في كل شيء، تألم وتعلم، شخص لا صلة له بالشخص الماضي الذي كنت عليه.

لا أعتبر الاكتئاب مرضا أو عقدة نفسية، على العكس تماما، فقد علمني الجانب المظلم من الحياة، علمني الاكتئاب أن أحب وأن أتصالح مع نفسي أولا، وأحافظ عليها وأتقبلها، وأن أتسامح وألا أحكم على حياة أي شخص.

1xbet casino siteleri bahis siteleri