احجز نجمتك

أنت تمر من هنا مرة واحدة لتكون شعلة، لست كرة تتجاذبها الحيطان التي لا تملكها الأرض؛ تمر لتعرفك النجوم، تمر لتهدي الطريق شغفك وتميل نحوه بكل حنو، وتكون صوته، قوته، وجيشه. ليس كرة، يجدر بك أن تختار المغامرة مهما بدت حياة التسليم هادئة، سواء كانت المغامرة دربا أو فكرة أو أسلوبا أو تحديا. فأن تغامر أحيانا يا صديقي يعني أن تعيش بكلك، أن تفصح عن جنونك، أن تكون منصفا للأشياء المنسية.

المغامرة أن تكون كامل الصفاء، صادق الوفاء، أن تبذل نبضاتك كلها في طريق يبدو غامضا وترضى بعبور أماكن لا تقود إلى وصالك ولكنك مؤمن أنك واصل، المغامرة أيضا أن تعيش خيبتك بكل تطلع، لذلك، غامر، لأن الذين لا يبذلون لا يتذوقون كنه الحياة.

كن محبا لشغفك، واسقه بدم المغامر الذي لا يعود أدراجه ولا يتخلف عن وعده. لعلك خلقت لها؛ هبة أودعها الله فيك لترفعك،  ليقترن اسمك بها، لتصنع منها ملامح تضاهيك.

لا تخبرني أنك لا تملك شغفا، أخبرني بدلا عن هذا أنك لم تجالس نفسك كفاية، أخبرني أنك أتعبتها بالبحث عن شخص لا تكونه، أهملت كيانك، ولم تمنحه فرصة المغامرة، لن يتركك الله تعالى دون محطة تنتهي عندها معاركك وتبدأ منها مواساة العالم كله لك.

أعلم أن الحياة تجبرنا أحيانا على تغيير مسارنا، وربما الطريق كله، وقد يكسر بنا الجسر ونحن في المنتصف وقد تغتال أهدافنا في أوج خصوبتها، وقد ترمينا الدنيا بحجارة اليأس مرارا، وقد نعيش أياما تتوالى فيها الخيبات وتتعاقب فيها الضربات من كل زاوية.

مقالات مرتبطة

لست شخصا سودويا لكنني أحب أن أكون مدركا، فالدنيا وجدت لنكافح فيها من أجل أهدافنا ونعارك أنفسنا حتى نصل أو نصل. أؤمن أن بعض المعارك لا تمنح لكل البشر؛ إنما هي سلاح الأقوياء لشد العزائم، قد تقف لتستريح، لكن إياك أن تبقى قابعا في الاستراحة، وإن تتلمذت في صفوف المدارس ألف عام، ما فهمت الدنيا حتى تجربها.

ستقابلك أشياء لن تفهمها، كأن تفتح النافذة فجأة فتجد العالم يمشي عكس التيار، عكس المنتظر أو المحتمل، لكن، لا تفقد الإيمان بأن الله دوما يحيطك بالرحمة. لا تجافي أهدافك، ولو بخطوة قصيرة كل يوم، وإن عرجاء. اعط فرصة كل يوم لحياتك أن تترتب، كن محبا لمبدأ الرحلة؛ فالراحل إلى الأشياء يذهب بكله، بعدته، بنقاوة المشهد في عينيه، بانتباهه للآيات وهي تمر أو هي ساكنة.

اذهب بإرادة المتعة وتحرير الأنفاس وسقي الملاحظة، ستصاحبك بعض الأشياء التي تحبها بقوة في النهاية مهما بدت بعيدة.

الحياة كريمة؛ رغم بخلها وتلاعبها، كريمة مع من يقدر فرصة وجوده. “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى” لن يصلك وعد بهذه الدقة وهذه المعية، ولن يكون عليك فعل شيء أكثر من بذل كل محاولاتك، ستكون راضيا بعدها.

المؤلم في قصة رجل بلغ السبعين من عمره هو أنه جرب كل شيء إلا الشيء الذي يحبه، فظل عالقا بين العشرين والثلاثين، يحاول البحث عن نفسه، لكن دون جدوى. فالذي كان قويا البارحة وطموحا؛ أصبح اليوم طموحا وضعيفا، ومقبلا على قطار الثمانين ولن يكون بإمكانه العودة إلى ديار الأحلام في صباها.

جازف، ولا تترك ساحة المعركة، لا تسمح بأن تستهلك وتصبح بعدها مادة هذه الدنيا المنصهرة. هذا الفجر لك.

1xbet casino siteleri bahis siteleri