كواليس الأشجان

صدق من قال إن المرء يتعلم ويتقن أقسى دروس الحياة إبان فترة حزنه وخذلانه، خلال هذه المدة تتجدد شخصية الإنسان حيث يتغير منظوره للأشياء والمواقف وكذا العلاقات تغييرا جذريا، فعلا الحزن هو شعور مهم في حياتنا فلولاه لما ذقنا طعم الفرحة لأن مرارة الحزن هي قنطرة نعبرها للوصول إلى المتعة الحقيقية.

الغريب في الأمر هو نفورنا من مشاعرنا السلبية وتجنبها والنتيجة للأسف تكون هي بروز شخص مكبوت وأسير لتلك المشاعر الخفية، تخيل أنك ستبقى خالدا دائما على هذه الأرض هل كنت ستعي يوما معنى الحياة؟ إذن الموت هو الآخر يقينا رتابة الأيام والعيش دون هدف وكذلك تشييئ الإنسان، طيب الجوع هو الآخر يمنحك متعة الأكل، الإخفاق والفشل يقدمان لك النجاح والتفوق على طبق من ذهب. إذن كل الأشياء هي ثنائية القطب تحمل بين طياته الجميل والذميم.

الحياة يا عزيزي هي مزيج بين أسود وأبيض، شر وخير، سعادة وكرب، ألم ومتعة، يأس وأمل، تفاؤل وتشاؤم…لكن على الإنسان أن يختبئ من جور الأيام وقبحها داخل الرمادي من كل الأشياء، على كل فرد منا كبح جماحه واستعادة رباطة جأشه في كل مصيبة وابتلاء يصيبه، لماذا علينا تجاهل أحزاننا؟ لماذا لا أعيش تلك الفترة الكئيبة من حياتي أليست جزءا من كياني وشخصيتي؟

مقالات مرتبطة

لماذا علي جعلها حبيسة صدري ألن يكون لذلك أضرار جانبية على صحتي النفسية؟ هل أفني عمري وأدفن وجهي وأنا أنتظر من الزمن أن يطبطب على كتفي ويلملم جروحي، هل نحن حقا خلقنا بهذا الضعف والجبن أمام مشاكلنا أم هو مكتسب؟

أطلق العنان لكل شعور راودك، عشه بحذافيره ثم تخلص منه رغم أنه ساهم في بناء ماهيتك لكنه سيظل إحساسا ساما. الحياة مسار طويل وطريق شاق، تسمح لك أحيانا أن تبلغ فيها ذروة السعادة، وأحيانا أخرى تكون في أوج الاكتئاب وفقدان الثقة. إذن توقف عن جلد ذاتك لأن ذلك لن يزيد إلا الطين بلة، توقف عن العتاب واللوم اللذان لا يسمنان ولا يغنيان من الجوع.

الحقيقة التي يجب أن تبقى راسخة في أذهاننا هي أن فقدان الشغف والذات، غياب العزيمة والإرادة وكذلك السقوط والنهوض ما هي إلا أمور طبيعية لا مفر منها فطوبى لمن وجد التوازن.

1xbet casino siteleri bahis siteleri