إحياء ذكرى الشغف

بينما أتصفح صفحة موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، لمحت صفحة معاني وبعض المقالات هنا وهناك… وقع في نفسي أني أريد الكتابة أيضا، هذا النشاط الذي لطالما أحببت ومارست لكن انقطعت عنه منذ سنوات طوال… لا أنكر أني أسفت لوهلة بداخلي عندما تذكرت ما فرطت في هذا الصدد، لكن سرعان ما وقع في نفسي أنه يمكن أن أغير هذا الوضع بالاتكال على الله أولا ثم الأخذ بالسبب ثانيا، فشرعت بعدها مباشرة بكتابة كلمة وراء الأخرى ودافعي الأساسي ذكرى شغفي السابق وأنا أطمع أن يتوهج هذا الشغف مرة أخرى بداخلي لأنه بعد توفيق الله السبب الرئيسي لكتابة الكلمات بفؤادي قبل يدي ولوقوع الكلمة في قلب القارئ قبل عقله.

هذا الموقف الذي لا زلت به الآن جعلني أفكر كيف لإنسان أن يسعى في إحيائه الشغف؟ هذا الشعور الذي يشبه الذكرى، وهل للشعور أن يصبح ذكرى؟ أم أن الإحساس تجاهه يتذبذب بين قوة وضعف، أم أنه يتغير بتغير أولويات الإنسان وظروفه؟ أسئلة كثيرة تنهال على الإنسان إثر محاولته إنعاش شغف في ميدان طال عنه الغياب وغطاه الغبار… لكن هل يستسلم الإنسان؟ لا.

طالما أن الشغف موجود وإن طال الفراق وغاب عنه الإنسان… يحييه الذي يحيي العظام وهي رميم سبحانه، تنعشه الذكرى الجميلة وإصغاء الإنسان لروحه وفؤاده. نحن المسؤولون عن محاولة إحياء ما غيبه عنا الزمن، أو بالأحرى ما غيبناه عن أنفسنا بطريقة أو بأخرى.

وليبحث كل من يقرأ هذا المقال عن ما يختبئ من شغف بين ثنايا قلبه، وغالبا ما سيعود به الزمن لفترة الطفولة وسن الشباب، عن كل مجال أو فعل أو إطار لقي فيه الراحة بقدر ما تعب فيه وأحس أن فيه روحه تتسع مهما كان المكان أو الزمان أو الوسائل المستخدمة في ضيق وطالما وقع سابقا في نفسه أنه لن ينقطع عن ذلك الشغف مهما كانت الظروف، فليتذكر الإنسان ذلك الشيء الذي ما إن يقع في نفسه حتى يحس بأسف على التفريط لبرهة ثم سرعان ما بعدها تتحرك الرغبة في الاسترجاع.

أوجدته أيها القارئ العزيز؟ على الأغلب أكيد وجدته… لكن يبقى شرط واحد وهو أن يكون ما وجدت من شغف صالح لك في أمر الدين والدنيا وحجة لك وليست عليك، لأنه إن لم يكن كذلك فهو مضيعة للوقت ومفسدة للعمر وأنصحك أن تدعه في السبات الذي كان فيه منذ زمن وأن لا توقظه أبدا ولتبحث عن الشغف الحقيقي النافع الذي يدوم معك ما دامت أيامك بإذن الله.

فلنتصالح مع شغفنا النافع ولتكن على يقين أن فيك من الشغف النافع ما تعجب له، وجدته الآن إبان قراءتك لهذا المقال أم أخذ منك البحث عنه مدة أطول، لأنك نسخة فريدة على مر الزمن، روحك متميزة وفؤادك لا يكرره الزمن… فلنحي شغفنا لأنه يحيي جزءا من روحنا، ويبقى منا السعي ومن ربنا السعة.

 

 

 

1xbet casino siteleri bahis siteleri