إليكِ يا أنا

لولا طموحك وأحلامك، لولا ضجيج أفكارك، ولولا شغفك، لم أكن ما أنا عليه الآن، وحدك من تستحقين الشكر والتصفيق بحرارةٍ، بدأتِ بتحقيق إنجازاتك في الثمانية أشهر التي مضت، أجدك تجمعين واقعك بين خبايا أحرفك وفي كل مرةٍ، تكررين ذات السؤال: هل سأتوقف إلى هنا؟

في الآونة الأخيرة كنتِ ترمقين الأيام بالساعاتِ والدقائق، لعلكِ تجدين ما يرممك، بدأتِ بتخطي الكثير والكثير، لتطوي تلك الصفحات اللعينة العالقة في ذهنك، لتقومي بطي صفحات الخيبة والفشل، يقودك الإنجاز يوماً بعد يوم كعادتك ..

لا تنتظرين شيئاً من أحد، لم تحتفظي بأشباح الخيبات المتتالية، صديقة لنفسك، مرممة لذاتك، لم تنل الأيام المزرية منكِ، بنيتِ لذاتك عالما منمقا بكل ما فيه، تسيرين على أعتابٍ من الأمل التي يسودها الهدوء العارم، بابتسامتك الدائمة، مرَّ وقتٌ طويل على الماضي، ليأتي حاضر أجل مما أنتِ عليه الآن، تعانقين الواقع والكلام لتنسجي كلام على الأوراق.

راما، هل تظنين أنك قادرة على الوصول؟ كلمات قالتها محطمة آمال حمقاء تظن أنها على حق. آهٍ لو تعرف أنها لم تكن سوى مجرد سلمٍ صعدتِ به بر النجاح.

أنتِ دائماً هكذا، رغم أنك تتمالكين نفسك بصعوبة وتحاولين ادعاء القوة رغم ضعفك، ووجهك الشاحب وأجفانك المنهكة، وتلك الهالات السوداء التي تستوطن أسفل أجفانك، ومقلتاك الذابلة إلا أنكِ جميلة وجمالك يزداد يوماً بعد يوم، وابتسامتك التي هُفيت ها هي تعود لتزين ثغرك من جديد.

إليكِ..لنتحدث عن تلك الأشياء السجينة في داخلك، أفكارك المشتتة، عيناكِ المنهكة، روحك المتعبة، واحتلال تلك الفوضى لكِ، تتعثرين وتنهضين حتى لا تأتي عليكِ تلك اللحظة التي تجثي فيها على ركبتيك من اللامحاولة، تحملين في جسدك قلب مكفهر من التعب، أشعر بكِ لكن لا أجيد النطق معكِ، تحاولين الهرب دائماً، وخط كلماتك المنهكة بأناملك، لتجدي مهرباً من كل ذلك.

راما ..أعلم أنكِ تقدسين ذاتك، أكتب إليك لأعود لقراءة ما خط قلمك، لأنعى وبكل فرحة، كل من استهان بك، وكل من راهن على فشلك، ومن تخلى عنكِ، لم تسمحي للأحباط باعتراء قلبك، الطمأنية دائما تأوي إليك بأن غدا أجمل، لتزهري من جديد، لتصبحي تلك الفتاة التي تبحث عن أنفاس النجاح دائماً، ترافقي كلامك لتصبحي شقيقة له، وليغمر الشغف أشلاءك.

أكتب لك وانا واثقة تماماً بأنك ستصلين إلى أبعد من السماء، أثق بأن أحلامكِ ستنتصب أمامك، وستتكأكأ دموع الفرح في عينيكِ، لأجد كل طرق اللامحاولة مؤصدة، وكلامهم في ذاكرتك لا يمحى.

أسهبت في الكتابة لك وعنك لكن لم أجد بعد أي كلام ينصفك…عديني أن تبقي كما عهدتك، النجاح حليفك، والنصر غايتك، أن تنجحي رغم بشاعة المواقف، أن تبقى الابتسامة على محياك، لتبقى القوة برفقة الكبرياء طوقاً لنجاحك، قاتلي لأجل طموحاتك حتى الممات، لتعلني كل الانتصارات.

أعدك أنك ستصلين وسيطرق اسمك ترانيم أذانهم احتفظي بهذا التاريخ 24-1-2023 لتعودي إليه بعد سنين، وفي النهاية أرتب أوراقي وللمرة العاشرة لأضع عنوانها (إليكِ يا أنا).

1xbet casino siteleri bahis siteleri