ليتني لم أشد الوصال!

يقول ثائر سبب حزني تعاستي،
يلاحق الزمن محاولا الاقتراب من طيف غريب عنه.

ويتغنى بسحر الأجواء قائلا:

أتعلم يا زمن، ماذا حل بي؟
قد تركت هناك دون أن أحب!
وعدت لهناك حيث أحببت!
لا صداقة بقت، ولا وعود سطرت!

كُلَّما بقي هو شتات، ووحدة كنت فيما مضى أحببتها، والآن أصبحت مكرها لها، ثم عدت لحبها، فالحب الصادق هو وسادة عزلة، ورفقة كلمات تلعب معي سباق الحياة!

اليوم هنا حللت حيث مرتع ذكرياتنا تعاد دون عدل، أنا القضية المستأنفة في علاقة كان عنوانها طبخي، على مدار الأيام،  وطيلة الأمسيات، فأنا الوجبة التي تم التأكيد على حسن طبخها، والوجبة التي لن يتم تكرار طبخها ولو اجتهدوا أكثر، فالطعام قد اختلف والطعم قد ذاق الطعن، وابتعد!

لا أحد هنا يا زمان، أنا وحيد دون كلام، أسير لهامش التخلي، عنفوان مرضي ووحدة خطرة أجادت تشكيل دمي! أشاهد طغاة المكان، في ظل حفلة التخلي والنسيان.

دون ارتياب أخطو الخطوات، دون جهد ولا رثاء، تمت إدانتي بقسوة ذلك اليوم! كطفل فقد لعبته  المفضلة، رفعت جَلسة هذا الإنسان تحت مسمى الضحية وقاموا بالتخلي عنه وتركه وحده يعاني واقع الوحدة في مواقع الظلمة! جادلتهم بصوت طفل صغير يناشد أمه الأمان ولم أجد بعد ذلك أمانا ولا أمنيات، إذ إن قطار الرحلة ذاك لم يسعفني ركوبه فقط  توقف عند طيبتي  وغادر مسرعا!

كنت مجرد عابر أنار لهم درب العبور لقارة أحلامهم، فقط فعل فاعل كان ينتظر زوال الضمير المباغت! برغْم الحب الذي أحببتهم تركوني هناك أجفف أمطار غزيرة سقطت من عيني على نفسي التي سولت لنفسها هذا المصير مع رؤيتها ما رأيت فيما مضى من رأي الآخر، الخطأ الوحيد الذي اقترفته هو الحب!

أحببتهم فوق الحب حبا وطعنوا هذا الحب بذكريات جارحة، كنت مجرد كائن كائنًا لهم، مجرد وشاح لم يتمسك بطرفه أحد!

أمس رأيت القمر يطبطب على النجوم ولم أجد قط من يطبطب علي لأنام! صرت ممتنا لهم لأنني اليوم هنا وحيدًا، راض عن  حياة عنوانها الوصول، السبب الذي جعلني لما أصبحت عليه وما كنت  عليه فقط بسبب “مناشدة الوصال.” وأنا أجيب تلك الذات المنكسرة قلبا وقالبا بوقع رنان تنسيها ما حدث!

قد يأتي اليوم الذي تفخر به بنفسك، وتساعد نفسك بنفسك، وتقول الحمد لله الذي جعلني لنفسي وحيدا تاركا لأصحاب الوقت والزمان معرفتهم، تلك المعرفة التي دفنت نفسك وموهبتك! سيأتي فجر ذلك اليوم، وتعود قويا جدا آنذاك سيقرون بمعرفتك بعد ماذا؟

بعد أن أقفلت باب القبول! فكن لنفسك ما أردت، وصادق من تراه صادقا معك دون امتياز! لا تدع شر الأحداث تزعجك ولا ترهق نفسك في السؤال، فهي حياة تشغل الناس، إلا من أحبك بصدق، كل الذين تركوك هناك تلملم ذاتك وتحاول جمع زجاج فؤادك لم يستحقوا معرفتك!

هم غرباء فقط حين وصولهم، فاجعلهم غرباء مدى الحياة حين تصل! رائحة الأمل تلاحق طيفك يا من حزنت على طيف ذهب، أمسك تلك الرائحة واجعلها هدف حياتك!

هو صوت يريد أن يتكلم، هو جرح تألم لا تدع جرحك طي الكتمان فتنزف ولا تعتد رفقتهم فتفقد!

1xbet casino siteleri bahis siteleri