غزة هاشم 

إلى غزة هاشم، هل تقرئين كل الكلام الذي كتب ويكتب عنك؟ هل يوماً ستتفرغين للحياة؛ حياة التحرر التي تقدمينها لكل العبيد حولك وأنت معزولة. هل ستنظرين يوماً إلى هذا العالم الذي خانك مراراً، فتبصرين أنواعنا نحن الذين أحببناك بعجز قاتل؟ نحن الذين نبكي في صمودك، ونرفع رايتك عاليا كلما بكيتي.. إلى غزة هاشم وحدك بوصلة هذا العالم نحو الحقيقة؛ أن الوجود أمر ثابت، فطري وأصلي سليم، وأن الاحتلال أمر مفتعل، مكتسب وزائل لأن أصله زائف، لذلك فوجودك صحيح واحتلالهم باطل.

إن هذا التقدم والتحضر اللذان وصل إليهما العالم، والمجلد الكبير للحريات والحقوق، والتفاخر بالتطور التكنولوجي، ليست إلا كذبة كبيرة ومسرحية ممتعة، تلتهي بها العقول عن التفكير بهدوء حول حقيقة تاريخية عظمى، ألا وهي الصهيونية أو بدقة متناهية الاستعمار.. فبين كل عربي وعربي هنالك سوس استعماري مختلف الشكل، المذهب، الجغرافيا واللغة، ولكنه ذو نهج واحد ورؤية واحدة؛ القضاء على كل عربي أو كما يقال كل “بدوي”.

من أوقف هذه المسرحية للحظة سيدرك أن الزمن متوقف عند الصهاينة، متحرك عند الذين يحاولون أن يشاهدوا نهاية رائعة بسلام؛ ليست هنالك نهاية رائعة، فالبداية كانت مفبركة وخادعة. الزحف الهائل للصهاينة نحو كل من يرونه بدوياً لا يستحق أرضه، هي فكرتهم السرمدية، وهي الفكرة الطاغية التي كنا نسمع عنها ونظن أنها مستحيلة، فكرة السيطرة على العالم. اليوم هم سيطروا على العالم حقيقة، وإلا كيف نشاهد في هذا الوقت الراهن كمَّ هذه الجثث ملقاة على أبواب المجمعات الطبية، وأناس تباد باستباحة شديدة للقتل، ونمكث في أماكننا عاجزين. إن سنة 2023 ما هي إلا سنة 1948، نكبة بحقائق مزورة من قبل القتلة تعيد نفسها هي هي، ولكن أمام تقدم فاحش للتكنولوجيا؛ إدعاءات كاذبة، تطهير عرقي، بلدان ليس لرأيها أية قيمة مهما أدانت الحروب، بلدان متواطئة بتنكر، وعربيان انتشر بهما ذاك السوس.

نتساءل اليوم كشهود على هذه المجازر التي تحدث مباشرة أمام أعيننا، كيف أصبح مشروط علينا أن نقبل بالقوة منطقاً بدل العدل؟ من جعل أمريكا تجرب سوط الصهيونية فينا؟ من بايعها مَلكا للعالم؟ إننا الآن في صحوة جغرافية واسعة، ولم يمضي بنا التاريخ لحد النسيان، ولم يقص علينا أحد كيف اختفت عوائل بأكملها من السجلات، واختفى نسلهم إلى الأبد، هذه الإبادة التي استعرض فيها الجيش الإسرائيلي بكل أنواع الإجرام، فقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، ولم يسلم من شرهم لا بشر ولا طير ولا شجر، فهل لعاقل أن يستقوي على جثة، إنهم فعلوا ذلك. إننا حاضرون بكل وعيينا نجمع الأحداث لتاريخ قادم غير مفبرك، ندون بالأقلام أفعالاً وأقوالاً ومشاعر لكل غزاوي وكل صهيوني ومتصهين وكل حاكم عربي سيسأل عن عروبته، ونعرف قصصهم ونميز جيداً الإرهابي الحقيقي؛ ذاك الذي منحوه كل ألقاب العظمة والقوة. إنها غزة وماذا تعرفون عن غزة؟ بداية حكاية كاملة سنرويها لأولادنا وأحفادنا، منذ زحف اليهود إلى فلسطين، إلى تهجير الفلسطنيين منها، ونتمنى أن نقص عليهم فرحة التحرر والعودة.

كان السابع من أكتوبر نقطة تحول مهمة أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة العالم، وأصبحت وجهة للجميع. فمهما حاول الاحتلال فرض سياسته العدوانية، واستغلال مافيا الإعلام للترويج لأكاذيبه المفضوحة، إلا أن غزة أيقظت أجيالاً نسيت وأجيالاً غفلت، وجيلا قادما تشبع وخدر بمصل غربي. هذا الجيل اليوم استيقظ على تاريخ يعيد نفسه، وهذه المرة مهما حاولوا تزويره أمام أعيننا، فإننا أدركنا أن الإرهابي الحقيقي لا يلبس كوفية ويتلثم، بل هو ذاك الذي يظهر بكامل ملامحه، ويدعو للسلام وهو يوجه صاروخا إلى رأس طفل كل همه أن يستيقظ في حضن أمه. إننا نعلم من جُمعت أشلاءه في الأكياس، ومن بَعث الأكياس منها للرجال ومنها للنساء والأطفال، وأن جثثا سُرقت قبل أن تُوضع في الأكياس، ونحفظ جيداً وجوه الذي أقاموا قمة عربية طارئة بعد أربع وثلاثين يوماً للعدوان على شعب محاصر أعزل، هؤلاء لم يراهن حتى الاحتلال على هذا الجبن الكبير والذل المزمن فيهم، لقد كانوا إنجاز الصهاينة الأكبر وحظهم الواهم.

إن التاريخ لا يرحم المغفلين ولا يقبلهم مهما طوَّروا حياتهم إلى حد الوحشية، أو إلى حد التحضر، فهو يعلم كما علمنا اليوم، أن تحضر هذا العالم ليس سوى كذبة مُغلَّفة في ثوب لامع يجذب العقول المخذرة بنفحة غربية؛ إن الكذبة القابلة للتطور تصبح معتقداً، وهذا ما حدث للأمة الإسلامية، انخذعت بمفردات لا تعرف معناها؛ مثلا العولمة لم يخبرونا عن الشق لأساسي في هذا المفهوم، وهو الغاية الحقيقة منه، هل الغاية الانفتاح عن الأمم والشعوب أم التوسع على حساب الأمم والشعوب؟ وأظن أن غاياتهم تتعدد ولكنها تصب في مصلحة واحدة، ألا وهي الاستعمار. مغفل من يظن أن الإنسان لم يولد بغرائز كفرض السيطرة والأنانية، والأهم غريزة الشر..

منذ أن تجرعنا مفاهيمهم كما وضعوها هم، ونحن نصدق صخبهم في كل تقدم يصِلون إليه، فوضعوا لأنفسهم منظمات حقوقية وإنسانية نسبوها للعالم وهي لا تقضي مصالح سواهم، فلولا تسلطهم على الأبرياء في غزة وكل فلسطين لاِستمر تمجيدنا لهم. هم لم يصنفوا أعمالهم الهمجية الغابية في حق الأطفال كعمل إرهابي، واليونيسف منظمتهم، لا ندري ما جنسية الأطفال الذين تحميهم، فهم يحددون الأشخاص والأشياء حسب ما يتماشى مع معاييرهم المزدوجة. الصليب الأحمر يقال أنها منظمة محايدة، واليوم اكتشفنا أن الطرف الحيادي لا فرق بينه وبين المنافق، كلاهما يبحث عن مصالح تغنيه وتضمن سلامته، فأن تكون حياديا يفقدك ماهيتك، ويجعلك عميلا تقضى به الحوائج، وعلمنا الآن لمن كانت تقضى الأمور وبأي منطق كانت تقضى، وما الغرض من منظمة لم تتحرك مساعداتها إلا فور إخلاء سبيل الأسرى لدى المقاومة.

إن رغبة اليهود المطلقة في بناء وإقامة دولة قومية، لا يبرر أفعالهم على شكل ردة فعل بل إنها عقيدة راسخة لديهم، فهم تجرعوا معاناة الاضطهاد دائماً مما جعلهم أكثر تحشدا للتعبير عن وجودهم. أفكارهم لا تستند على المنطق الكوني، فكيف تكون اليهودية ديانة وتُشَكَّل لها قومية تخص اليهود فقط على حساب أرض عربية مسلمة ترحب بكل شخص مهما اختلف عنها. إن هذا الكون خلق بتنوع واختلاف، فلن يقبل أبداً بهوية واحدة. إن هذه السياسة اليهودية التي ترفض الاندماج، وتحث على مطابقة شعبها لصفات الكيان الصهيوني، وتتجرد من الإحساس بالإثنية المشتركة، تربط الإرهاب بمعاداة السامية أي معاداة اليهود، وهذا الإرهاب هو كل مقاومة تدافع عن أرضها ومقدساتها من الاحتلال، لذلك ستظل كل البلدان وخاصة العربية التي تتواجد بداخلها جماعات جهادية، بلدانا إرهابية يجب أن يسلب حقها في تقرير مصيرها.

إن الحرب التي لا تكون متكافئة ليست إلا عدوانا، فلما يفاوض العرب العدو؟ ما أسقط غرناطة ليس الموقف المقاوم بل موقف التفاوض والتسليم، وما يسقط الضفة الغربية لفلسطين بين يدي المستوطنين المغتصبين هو الدبلوماسية التي تنهجها السلطة الفلسطينية، بينما المقاومة في غزة تضرب ضرباتها الموجعة في أسس المخطط الصهيوني، لذلك فتسليم غزة للسلطة الفلسطينية هو بمثابة تسليمها لإسرائيل.

هذا التخاذل المستمر بين العرب سيسقط الشعوب العربية والإسلامية بأيادي من لا يمتلكون مبادئ الحروب، من لا ترهبهم محاكم دولية لأنهم يعلمون أنهم هم المحاكم، ولا تعجزهم القوانين فهم من يضعونها بمنطقهم، فاليوم نحن نشاهد كيف يعتقل الأطفال ذوي السبع والثمان سنوات، ويعرضون لأعنف أنواع التحقيقات ويحتجزون بين ظلمات السجون، وهذا لا يحدث إلا عندهم..

إن ما يجعل الأمور تبدو مخيبة، هو عدم قدرة العرب أن يَقِفوا بكل قوة بمعية المقاومة في غزة والفصائل الجهادية، مع أنهم يدركون أحسن من غيرهم أنهم يرتكبون جرماً أكبر مما يفعله الاحتلال. إن كان اليوم هذا الصدى الإعلامي للحقيقة يصل إلى أذهان الشعوب بكل اختلافاتها، فتجدهم ينتفضون في كل أنحاء العالم نصرة لغزة وفلسطين، ويقاطعون كل شيء يدعم الكيان الصهيوني، فلماذا تقف أنت تعزف لحن الاستنكار، كم يكفيك من شهيد حتى تغضب، متى ستفهم أن القضية ليست قضية أرضٍ بل إنهم يحاربون ديناً! ويأملون أن يقتلوا فطرة صحيحة ولدت في جسد ضعيف يحمل خنجر الشجاعة، متى ستدرك أنك جزء من هذا الدين، وأنك أنت التالي على قائمته التي أمضيتَ عليها بحبرٍ من دم الذين بعتهم بتطبيع، فباعك قاتلهم الوهم. أما عن عروبتك فلم تعد تُهمني، متى كانت تهمُّك حتى تهمني؟ لا تتحدث إلي بالضادٍ لا تشبه لغة الإنسانية، وحاول أن تغضب فقط.

هذا العدو المتسلط عديم القيم، ناكث الوعود لا يؤتمن، هو منتهي الصلاحية، طفيلي لن تقبل به الأرض حيا أو ميتا، كما لم تقبل بمثله على مر العصور، فعصر فرعون انتهى وكذلك عصره منتهي لا محالة، وأنت إلى أين أشرت بإصبعك منتصراً للحق! لا أظن أنك تبينت الحق، ولا أعتقد أنك حركت إصبعك حتى، فلو حركته لما ازداد طغيان الاحتلال على إخواتك، وما تجبروا أمام أعينك على مقدساتك وأرضك؛ إن كنت تظن أن هذا لا يعنيك، فأنت من يليق عليه لقب “الحيوان البشري”، فلا تنخذع وتظن أنك حبل نجاتهم، بل هُم ثقل الذنوب التي ستغرقك.

أين هي بسالتكم يا عرب، أينهم جنودكم الشجعان من يمتطون الخيول الأصيلة، ويحملون لهيب الثورة وسيوف النصر؟ هل كذب التاريخ علينا، وقال أن العربي يمشي في الحروب كما الأسد، أم أن دم الأسد أرخص بكثير من دم خنزير خوّاف.. دمك رخيص يا عربي، قل لي كيف ستبدل دمك؟ ألم تدرك بعد أن إرهابهم كونك مسلم.. فلو فجرت رأس أخيك أمامهم، لن تصبح في نظرهم إلا متطرفاً عدواً للسلام، فلما تدعوهم إلى حماية أخيك، وقد سلمتهم أمنه؟ كيف فشلت أن تكون غير ما أنت عليه، كيف سقط قناعك وهويتك وسبابتك وصوتك… كيف بدلت عنوانك وشعارك من أجل سلامتك التي تعلم أنها مؤقتة؟ ها هي غزة تقف على ساق جريحة والحرب ممتدة إليك، وأخشى أنك لا تملك سيقانا للوقوف عليا ولا هامة تحفظ ماء وجهك.

أيا حكام أمتنا إنها غزة التي توحدنا في العقيدة، وتربطنا بالعروبة، وتجمعنا تحت سقف الإنسانية. إنكم لا تعلمون أي شر تدفعه عنكم، إنها الحصى الصغيرة التي تغلق فوهة بندقية الاستعباد، إنها تحرركم فلماذا تعشقون التبعية، إلى أي مدى سيصمد مجدكم؟ وأي مجد هذا تعيشونه وأنتم تتنكرون في ثوب رمادي لا يوحي بشيء، فاقد للقيمة، ولو نددتم دهراً ما أزهقتم باطلاً ولا رفعتم راية للحق. كفاكم من جوقة الاحتجاج والمعاتبة، وحاصروا العدو كما يحاصر إخوانكم، إن ملَّتهم ملَّة واحدة؛ ملَّة الكفر، فلا يختلفون إن اشتد الإسلام فيكم، هم يفرقون بينكم بقواعدهم وأركانهم، ويرون أركان دينكم فيكم عاجزة وباهتة، فمعركتهم الأبدية ليست على قطعة أرض لم يغرسوا زيتونها، فلو كانوا غارسيه ما تجبروا عليه واقتلعوه. إن معركتهم مع إسلامكم الحي المعدي، فكلما ظنوا أنه متفرق تجمع، وكلما احتجزوه تبدد؛ إن هذا الدين ليس بيد البشر حتى تدفنوه، وإنما هو بيد الحي الذي لا يموت، فلا فلاح لكم.

كان من الواضح أن احتلال الصهاينة لفلسطين بوعد بلفور، سيعلن عن ولادة مقاومة من رحم معاناة المستضعفين، فالذي بذل من دمائه الكثير والكثير، يوماً ما سينتفض. إن الشعب الفلسطيني أسمع العالم كلمته بوجود المقاومة؛ لا سيادة إلا للفلسطنيين، وحل الدولتين هراء خادع. إذا كانت الصهيونية إيديولوجية للاحتلال، فحركة المقاومة الإسلامية إيديولوجية الشعب الفلسطيني ككل. إن هؤلاء المجاهدون هم أطفال غزة الذين تعلموا لعبة الشهيد بدل لعبة الغميضة، فهم في آخر مرة لعبوا هذه الأخيرة فتحوا أعينهم على جثامين الشهداء، ومن هم الشهداء غير أهلهم! يدفن المرء في القبر لوحده، ويدفن الفلسطيني بصُحبة، هل معاناته تخف؟ نعم تخف، لكن بأي حق يقتل من لا يملك ماء ولا كسرة رغيف بصاروخ ثمنه يغني بلد بأكمله! أليس هذا بكاف أن يخرج من تحت الأنقاض طفل تجرع دخان القنابل، ويعلم كيف يصنع واحدة، ليس يدافع عن نفسه ولكن يثأر لنفسه، فهو لم يعد يملك ما يخسره، لكنه فهم عندما دخل الأنفاق المراد منه في هذه الدنيا؛ أنه من عباد الله الذين سيحررون الأقصى وكل فلسطين الأبية، وأنه كان يردد دائما عبارة “فدا الأقصى” ويجهلها، ولكنه استشعرها بقلبه وهو يحمل كتاب الله سراجا منيرا له، فيتبعه ولا يقبل بغير النصر أو الشهادة.

لأجل الحرية يدفع الإنسان الثمن بدمه، وعلى أي شيء يحيا الإنسان إن لم يكن فداء لدين، وأرض يعتبران انتماءه وجذوره، ويحلم ذاك الطفل الذي خدش دبابتهم بحجارة أن يعيش بكرامة فقط. لماذا عليه أن يظهر بزي البطولة؟ ألا يحلم ذاك الطفل بطفولته أيضاً؟ ليس واجبا على الأطفال أن يكونوا أبطالا بل عليهم أن يكونوا أطفال فقط. لكن ما الذي انتظرتموه من صبي محاصر؟ لا يعرف عن الحياة شيئا سوى المقاومة، وهل سيهاجر وطنه ليحلم أحلامكم؟ من ذا الذي سيقتلع إحساس رحيله من أرض طاهرة بدماء الشهداء؟ كيف سيترك قبر عزته ويأوي إلى قبر لا يعرفه. إن الإنسان الذي ولد حرّا يعرف كيف يموت بكرامة، لا تبحث له عن سبب، ولا تقدم له حلولا للنجاة، فإنه لا يختبئ خوفاً من الموت، فهو يؤمن أن للموت أسباباً كثيرة، وإنها تتعجب من تسليمه أمامها. إنه تحت الركام كان هناك دائماً، في أنفاق اتخذها قبره ونجاته، غزّته الثانية التي ستخرج من تحت الأنقاض يوماً، سيخرجون كأنهم طوفان يمسح عن فلسطين كلها دنس الصهاينة الطغاة المعتدين.

إلى غزة هاشم، سامحينا إن كان العرب على مَرِّ كل الحروب التي عايشوها لم يستيقظوا من سباتهم بعد، ولم يضعوا قوانينا لأنفسهم، ولم ينافسوا الغرب في شيء، بل وهبوهم كل شيء على بساط أحمر، يتوددون إليهم كأنهم ربهم يخشون غضبه، ويبيعون دينهم وأرضهم وشعوبهم، وينسون أن الدين لله والأرض جند من جنوده، والشعب لا زال يلد من طينته نفسه. إلى غزة هاشم، سامحينا إن كان عليك في كل مرة أن تنزفي لتذكِّرينا بك، لتحرري شعوباً أبت أن تستقل وتتخلص من عقدة الأجنبي.
إن الدنيا بخير مادام هناك أحرار في كل الشعوب على هذه البسيطة، من يعلمون الناس معالم الشجاعة والرفض، من يسطرون قوانينهم خطا أحمراً بدمهم، ويجبرون الطغاة على التراجع، من يحملون مفاتيح التغيير والإصلاح، ويعيدون بناء ما هدم بظلم طوبا طوبا بعدل، فيحيا الواحد منهم فدائي، ويمضي فدائي، ويقضي فدائي إلى أن يعود.

1xbet casino siteleri bahis siteleri