الأغنية الثورية، مشاعل النور

719

لطالما كانت الأغنية الثورية العالمية وسيلة لمواجهة المستعمر ورفض الظلم وكانت الشعوب تستخدمها للتعبير عن آرائها تجاه قضاياهم في التجمعات الوطنية والملتقيات الثقافة والتحررية، فالموسيقى لغة تفهمها كل الشعوب متجاوزين لغاتهم وأعراقهم وانتماءاتهم.

وفي العالم العربي كانت واحدة من أهم مفاتيح القوة لدى الجماهير العربية على امتداد الخارطة العربية، ولعبت دوراً مهما في الحروب الأولى بين العرب ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وتنجسم وبشكل جليّ بين الدولة والشعب والجيش الذي يدافع عن الثغور ففي فترات الحروب تتحد كل مكونات الشعب في مواجهة العدو أيا كان، لا تزال الأغنية الثورية يصدح صوتها من كل بيت وحارة وشارع مع شرارة كل حرب لتجد أن هذه الأغاني راسخة في الأذهان ويتناقلها جيل بعد جيل.

الأغنية الثورية العربية التي غناها فنانون عرب بشكل جماعي أو فردي أو فِرق غنائية عربية ولا يزال يرددها الكبار والصغار كلما لاحت ثورة في الأفق وبعض هذه الأغاني تجد أنها مناسبة لكل زمان ومكان وكأن هذه الأغاني لا تشيب، وهي لا تتغنى بفلسطين فقط وإنما أيضاً تذكر بضرورة استعادة العرب لدورهم الحضاري والإنساني كواحدة من أهم حضارات العالم والتمسك بالوحدة العربية والإسلامية للتخلص من ويلات الحروب وهو السبيل الوحيد للنجاة من الاحتلال بكل أشكاله.

أما الأغنية الثورية الفلسطينية هي من أهم أشكال مقاومة المحتل وتقديم القضية كما يجب أن تُقدم للعالم فتصور الصراع بين الحق والباطل وتقدم دلائل ثابتة عن أحقية الفلسطينيين بأرضهم التاريخية، كما لها دور في نقل التراث الشعبي والفلكور وحمايته قدر المستطاع من لصوصية الاحتلال الذي لا يحتل الأرض فحسب إنما يسرق هوية الإنسان وتراثه وعلاقته بوطنه وكل ما يخص تاريخه القديم والجديد.

تحافظ الأغنية الثورية الفلسطينية على رونقها فمنها ما كان يتغى بالوطن وأمجاده وتراثه ومنها ما كان يلهب المشاعر الحماسية ويوقد مشاعل النور لمقاومة المحتل ومنها ما كان مخصص للشهداء الذين قضوا نحبهم في سبيل الوطن تبجيلاً لدمائهم الطاهرة، فهذا بمجمله يشير إلى أن الأغنية الثورية تتطور وتتشكل لتناسب كل أشكال المقاومة والوضع العربي المتغير في الأزمنة المختلفة، وركزت هذه الأغنية في بعض الأحيان على ألحان من التراث الشعبي الفلسطيني لِمَ له من تأثير في خلق مشاعر دافئة تجاه الوطن والحنين له والتأكيد على ضرورة العودة لأرض البرتقال والزيتون.

لا يمكن حصر الدور التاريخي للأغنية الثورية بمجرد أغان حماسية تحرك الجماهير في الوطن، فاليوم في زمن معركة طوفان الأقصى تتزايد وتيرة الأغاني الوطنية التي تدعم أهلنا في الأراضي الفلسطينية والوقوف إلى جانبهم في هذه الحرب العنجهية بالشكل الذي يقدر عليه كلٌ من مكانه، فكل يوم نجد أغنية جديدة مليئة بالكلمات الوطنية والتي تحفز المشاعر الحماسية ما يجعل ذاكرتنا مليئة بالكلمات والصور والموسيقى القادمة إلينا من أماكن مختلفة أن هناك أرض كانت تسمى فلسطين وسيبقى اسمها إلى الأبد “فلسطين حرة أبيّة”.

1xbet casino siteleri bahis siteleri