وَلولا سَوادُ اللّيلِ لَما بَزغَ الفَجرُ

يقول أحد الحكماء “التكبّر على المتكبّر صدقة، لأنه إذا تواضعت له تمَادى في ضَلاله، وإن تكبرت عليه تنبّه!” ها نحن ذا نشاهد انهيار هذا الكيان الغاشم أمام أعيننا رويدًا رويدا، فلكل بداية نهاية ولكل فرعون موسى. طالما كان الكيان الصهيوني يتفاخر ببطشه وسطوته أمام العالم، ويصف نفسه بالكيان القوي العادل الذي يبتغي إقامة دولة مستقلة تجمع شتات اليهود حول العالم وهذه الحرب ما هي إلا “دفاعٌ عن النفس”، بيد أن نواياه الخبيثة تجاوزت المعقول، ونفاقه المقزز بات حديث العالم.

بعد أن ظن جبابرة هذا الكيان المتعطشين للإيديولوجية الصهيونية أن لا غالب لهم في هذا العالم، جاء من سيجهض قوة هذا الكيان الظالم العنيد، ويوقظهم من أوهامهم اللذيذة ويستخرج سم جنون العظمة الذي ترغرغ في عظامهم، هم الآن لا زالوا في حيرة من أمر حماس لم يستطيعوا لحد الآن استوعاب ما حدث.. الشيء الوحيد الذي نجحوا فيه بالفعل هو تغيير أرقام الضحايا فقط.. النجاح التكتيكي المذهل الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ترك ندوبا نفسية عميقة لدى الإسرائيليين، فمن الرغم من أن هذه الحرب كلفت الحكومة الإسرائيلية أموالا طائلة، إلا أن جهدها العسكري بدأ بالتآكل. وعلى نقيض هذا الاتجاه، لا زالت حركة حماس تواصل تقدمها في المقاومة بكل صلابة وعزم.

لننتقل الآن للتحدث عن الجانب الدولي ومواقف دول العالم حيال النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وجرائم الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حق المدنيين الأبرياء على وجه التحديد، فكل الدول الداعمة للقضية الفلسطينية يدينون وبشدة ما يقوم به الإسرائيليون اليوم ضد الشعب الفلسطيني بشكل علني. كخطوة تاريخية واستثنائية تتمثل في توجه جنوب إفريقيا لرفع دعوى أمام محكمة العدل لمقاضاة إسرائيل، جعلت هذه الأخيرة متخوفة من أي قرار قد تتخذه المحكمة ضدها. طلبت جنوب أفريقيا من المحكمة إصدار تدابير مؤقتة أو قصيرة المدى تأمر إسرائيل بوقف حملتها العسكرية في غزة، وقالت إنها تدابير “ضرورية في هذه الحالة للحماية من أي أضرار إضافية جسيمة لا يمكن إصلاحها بحقوق الشعب الفلسطيني”.

في حين أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن القضية “لا أساس لها”، وألقت باللوم على حركة حماس في معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، متهمة إياها باستخدامهم دروعا بشرية وسرقة المساعدات الإنسانية منهم، وهي اتهامات تنفيها حماس. كما أن إسرائيل تلخص كل مظاهر هذه الحرب في جملة اعتدنا سماعها “إننا نحاول فقط الدفاع عن أنفسنا”. حتى وإن كانت قرارات لاهاي غير منصفة بما يكفي للشعب الفلسطيني إلا أن جنوب إفريقيا قامت بواجبها القانوني وبذلت ما بوسعها فعله؛ حيث إنها شبهت محنة الفلسطينيين بمحنة الأغلبية السوداء في جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري القمعية، وهذا المعروف
الإنساني النبيل التي قامت به جنوب إفريقيا لن ينساه الشعب الفلسطيني الصامد أبدا، فهم في أمسّ الحاجة للدفاع عن حقهم في العيش بكرامة.

صفوة القول إن نصرة القضية الفلسطينية تشترط شيء واحد فقط هو أن تكون إنسانا ! نشكر جزيل الشكر جنوب إفريقيا على موقفها القوي، ونسأل الله العون والثبات لإخواننا بفلسطين، وعاشت فلسطين حرة أبية! إن نصر الله قادم بلا شك. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1xbet casino siteleri bahis siteleri