كيف تكون إنسان العنقاء؟

يشتهر طائر العنقاء الخرافي أو الفينيق في الأساطير الشعبية القديمة، وفي قصص ألف ليلة وليلة، بكونه الطائر المعمر زمنا طويلا، حتى إذا جاء أجله يحرق نفسه بالنار ليتحول رمادا، ثم ينبعث مجددا إلى الحياة في دورة موت وحياة لا تنقضي أبدا، لذلك ارتبطت أسطورة طائر العنقاء بالخلود والانبعاث من الرماد والإصرار على الحياة، وما هو مؤكد وصحيح هو كون طائر العنقاء كائن خرافي لم يكن له وجود يوما، إلا أن أسطورته كانت رمزا للانبعاث من الرماد والتشبث بالحياة دون استسلام، الشيء الذي جعل الناس على مر الأزمنة يضربون بهذا الطائر الأسطوري المثل فيما سبق.

إذا أسقطنا رماد طائر العنقاء الذي ينبعث منه عنك كإنسان فإنك تمر في العديد من فترات حياتك بلحظات ضعف وانكسار تؤدي إلى الاستسلام، وتعدد أسباب ذلك من فشل في إيجاد وظيفة أو مقارنة الأحوال مع حال الناس، أو تعذر تحقيق الأهداف أو الخذلان ممن كان من المفترض أن يكونوا أهلا للثقة، إلى غير ذلك مما يفقدك الشعور بحلاوة الحياة أحيانا.

فشلك في شيء ما لا يعني نهاية العالم بالنسبة لك، بل هو أفضل بداية لإيجاد الإيقاع الصحيح نحو نجاحك، فبدون فشل لن تتعلم الطريقة المثلى لفعل الشيء والإحساس بنشوة الفوز عند الوصول للمبتغى، قد يحدث أن ينجح صديق طفولتك أو أحد أفراد عائلتك ممن هم في مثل سنك في الوصول لمبتغاه، فيحصل على وظيفة أحلامه أو يحقق أهدافه بينما أنت لا زلت في مكانك، وهنا تسقط في فخ المقارنات، ولكن الحقيقة هي أنك تسير وفق توقيتك الخاص وسكتك المرسومة لك، فليس هناك سن أو سيناريو معين من أجل النجاح، عليك فقط التوقف عن المقارنات والعمل بالأسباب التي تؤدي حتما في النهاية إلى النتائج.

إن كنت عنيدا ولا تزال مصرا على قصة المقارنة بينك وبين الناس، اطلع، على الأقل، الاطلاع على قصص أشخاص عانوا أشد المعاناة ولم ينجحوا حتى تقدموا بالعمر، وبإصرارهم كتبوا أسماءهم في التاريخ، وبعنادهم جعلوا من أنفسهم النسخة البشرية لطائر العنقاء، لكن الفرق هو كونها نسخة حقيقية وليست أسطورة، مثل هارلند ساندز مؤسس علامة وسلسلة مطاعم كنتاكي الشهيرة، الذي عانى من اليتم والفقر ولم يصل لهدفه وتحقيق ثروته وشهرته إلا عن عمر 65، بعد محاولات فاشلة اتسمت بعدم اليأس، أو الممثل الأمريكي مورغان فريمان الذي لم ينل تقديره وشهرته إلا عند بلوغ سنته الـ 52، بعد دوره البطولي في فيلم ” driving miss daisy” لتتوالى رحلة نجاحاته إلى يومنا هذا، وعرف الأمريكي ستانلي مبتكر شخصيات باتمان وسبايدرمان، النجاح بعد تخطيه الـ 37 من العمر بعد نشره أولى قصصه المصورة “fantastic four”، وكان المغربي رحال السولامي بائعا متجولا قبل أن يصبح ممون الحفلات الأشهر والأنجح في بلاده.

الأمثلة عديدة من هؤلاء الناجحين، لا شك أنك ستجد عشرات منها في محيطك ومجتمعك، فلماذا لا تكون واحدا منهم؟ حدد أهدافا لنفسك واعمل على الاجتهاد لتحقيقها، وعند تحقيقها، سَطِّر أهدافا أخرى وهكذا، واعمل ما تحب وتميز فيه، وفي طريقك نحو تحقيق مرادك، ستصادف فئة مجتمعية تقتات على إحباط الآخرين ودفعهم للشك في أنفسهم، وتستهزئ من طموحاتهم لتحويل الأخيرة إلى رماد، وفي طريقك sتسمع جملا من قبيل “لن تستطيع فعلها، فشل العديد من قبلك في ذلك”، وسيصيبك الإحباط في حال لم تكن لديك مناعة ضد هؤلاء الأشخاص، يمكن أن تجعل من كلامهم شحنة لتدفع نفسك إلى الأمام بكل قوة لتحقيق ما تصبو إليه.

كي تنبعث من رمادك مثل طائر العنقاء، كن ذلك الشخص الإيجابي المفكر بإيجابية، الذي يحيط نفسه بطيور عنقاء، وهم الأشخاص الإيجابيون في بيئة إيجابية تساعد على النجاحات المتتالية بعد كل فشل.

1xbet casino siteleri bahis siteleri