كيف تصبح ثرياً في 15 دقيقة؟!

قد يكون عنوان المقال هذه المرة مبالغاً فيه، لكن بالفعل لدينا القدرة لنصبح أثرياء في 15 دقيقة فقط إن استعملناها أحسن الاستعمال، ولكن كيف يمكننا ذلك؟ لا تتفاجأ عزيزي القارئ، ولكن في هذا المقال لن أعطيك السمكة فتأتي كل يوم تطلب مني غيرها لكنني سأعلمك كيف تصطادها حتى تصطاد ما يحلو لك من الأسماك التي تشتهي اصطيادها، لأنه من البديهي أن لكل شخص نوع مفضل من السمك يرغبه.
قد يكون الذي يجول ببالنا عند سماع كلمة “الثراء” أن الكلمة تتعلق فقط بالمال والنفوذ والمقتنيات المادية، فنقول لمن يمتلك المال الوافر بأنك ثري، ولكن المصطلح ذاته قد ينطبق على الشخص المثقف؛ لأن المعارف كنوز للعقل وينطبق أيضا على الشخص الإيجابي لأن الايجابية والتفاؤل كنز للروح. لذلك، قبل أن أعطيك الطريقة التي ستصطاد فيها السمك سأشرح شرحاً مبسطاً عن أنواع الثراء الذي لعلك قد تفاجأت أنه يشمل الثراء المادي فقط.
أولاً: الثراء الفكري أو المعرفي: كما قلت سابقاً: قد يُصنف المثقف من الأشخاص الأثرياء، وهنا المفاجأة! إن كنت تقضي فقط 15 دقيقة في يومك بقراءة أحد الكتب فأنت شخص ثري معرفياً؛ لأن الـ15 دقيقة اليوم ستصبح غداً 30 وبعد ذلك 45 دقيقة، فمثلاً إن قرأت يومياً 25 صفحة خلال 15 دقيقة في أي كتاب يتناول موضوعا تهتم به، ستكون خلال الشهر قرأت 750 صفحة أو ما يعادل 3 أو 4 كتب، مما يعني أنك قرأت 9000 صفحة خلال السنة والتي قد تعادل 30 أو 40 كتابا، لا تتفاجأ من الأرقام فهذه هي الحقيقة، ولكن الأهم من ذلك هو أن تقرأ وتطبق ما تقرؤه في حياتك الواقعية، ستشعر حينها بالفرق! قد تعلمك الكتب العديد من المهارات الحياتية، وإن كنت شخصاً لا تحب قراءة الكتب، فشبكة الأنترنت واليوتيوب مفعمان بالمصادر المعرفية، كلما اكتسبت مهارات جديدة، كلما تطورت أكثر من قبل، خلال 15 دقيقة باليوم بإمكانك تعلُّم برامج ميكروسوفت، وبإمكانك أيضا تعلُّم العديد من المهارات التي قد تحتاجها في يومٍ ما بحياتك العملية.
ثانياً: الثراء الروحي: هل تعلم عزيزي القارئ أنك قد تكون العدو الحقيقي لنفسك؟ نعم، يحدث هذا عندما تخطط لتحقيق هدف معين، لكنك بمنتصف الطريق تضعف وتتراجع أو بمعنى آخر ستخاف من الفشل وعدم التوفيق، ولكن، ما علاقة ذلك بالثراء الروحي؟ كلما تقرَّبت من الله تعالى وتمعنت وتدبرت القرآن الكريم سينتهي لديك الخوف! ببساطة لأنك ستشعر بأن الله معك دوماً ويوفقك وقد تنتظر الفشل بلهفة أكثر من انتظارك للنجاح؛ لأنك ستكون على يقين بأن الفشل هو بداية مراتب النجاح. 15 دقيقة من يومك بعد أدائك الفروض استثمرها في قراءة القرآن الكريم، تمعن وتدبر آياته، سأقول لك بكل ثقة أنه العلاج الناجع للاكتئاب والخوف واليأس، لأنك ببساطة عندما ستشعر بأن الله معك ستغير وجهة نظرك للحياة.
ثالثاً: الثراء المادي: أعتقد أن هذا من أكثر أنواع الثراء تنتظر أن أتحدث عنه، كيف تصبح ثري مادياً؟ لو سألنا أنفسنا كيف أصبح الأشخاص أثرياء؟ الأمر ببساطة أن لكل شخص مهارات وقدرات معينة اكتسبها من الخبرة أو التعلم، فطورها إلى فكرة، وبعد ذلك وضع خطة واقعية لتلك الفكرة بناءً على ما امتلكه من المهارات، ولكن ماذا بعد ذلك؟ هؤلاء الأشخاص الأثرياء اختاروا بين النجاح أو النجاح، ولم يكن الاستسلام خياراً ثالثاً، وذلك نابع من مدى الثقة التي امتلكوها بأنفسهم، خلال عام ستكون قد قرأت 30 أو 40 كتاباً وذلك من خلال الـ15 دقيقة. ستحول ما تعلمته إلى أفكار ثم تطورها لمشروع، ستواجه تحديات ومعوقات، لكنك ستكون ثريا روحياً وتمتلك ثقة بنفسك وإرادة وعزيمة.
ستستمر في مواصلة طريقك حتى تصل لوجهتك التي تطمح الوصول إليها، لذلك دعني أقول لك إن الثراء المادي هو نتاج ما تمتلكه من المعارف التي تطبقها في حياتك، وهو نتاج القوة الروحية التي تجعلك تمضي قدماً بلا خوف أو يأس، وأرغب بالتنويه إلى جانب بأن الثراء المادي لا يقتصر على امتلاكنا الفعلي للمال بل على أهدافنا التي نسعى لتحقيقها؛ فالسيارة، والهواتف الذكية، والذهب والمجوهرات التي يمتلكها الأفراد جميعها أموال، عندما يقرر شخص ما امتلاك سيارة، ما الذي يجب عليه فعله؟ أولاً: تعلُّم أساسيات القيادة حتى يصبح مؤهلاً لها، وثانياً: بيع مهاراته التي اكتسبها من التعلم من عدة مصادر للآخرين مقابل عائد مالي، وهكذا قام الشخص بتطبيق النوع الأول من الثراء وهو الثراء المعرفي والذي يشمل اكتساب المعرفة والعلوم والمهارات الحياتية بأنواعها، ثالثاً: يجب أن يكون على ثقة بنفسه ويقين بأنه أهل لهذا الهدف، وذلك سيكون نابعا من ثقته بالله تعالى كما أنه يجب أن يتحلى بالصبر لأن ذلك مرتبط بالوقت والأهداف تختلف في مدتها الزمنية حسب نوعها.
بهذا يكون قد حقَّق النوع الثاني وهو الثراء الروحي، وبهذا عند امتلاكه لهذا السيارة قد وصل للثراء المادي لأن امتلاكها كان إحدى أهدافه، وهذه السيارة التي تعتبر مالاً هي وسيلة لمساعدة الشخص في أمور حياته “هدف ثانوي” لأن المال وسيلة لا غاية، ولكن غاية الإنسان الحقيقية والأساسية في ذلك الموقف هي ما سيجني بعد امتلاك السيارة؛ قد يجني المال ويتزوج ويستقر وبهذا يكون فعلاً قد وصل لهدفه الأساسي.
1xbet casino siteleri bahis siteleri