عندما تصاحب طفلك!

يشتكي بعض الآباء من أن أطفالهم لا يتحدثون معهم ويقضون أغلب أوقاتهم لوحدهم ولا يشاركون العائلة لحظاتهم اليومية. لكن، لماذا يحدث هذا مع بعض الأطفال؟ لأن هذا نتيجة سلوك بعض الآباء الخاطئ؛ حيث إنهم لا يعطون مساحة لأطفالهم بالتحدث إليهم فيصبح الطفل انطوائياً، وتقع الكارثة عندما يرتكب الطفل خطأ ما، فيعاتبه والده ويعاقبه، وتلك هي الطريقة التي قد تؤثر نفسيا على الطفل. لكن عندما يقع الطفل في خطأ ما، كيف يمكن للأب أن يتعامل معه؟

ينبغي أولاً على الوالد سؤال طفله عن سبب فعل ذلك ويصغي إليه، بعد ذلك يرشد طفله بأن ذاك الفعل خاطئ وينبغي ألا يفعله بعد ذلك، فيقول له الوالد إن لم تفعله مرة أخرى سأكافئك بهدية ما أو إن فعلت ذاك السلوك بدلاً منه سأعطيك كذا كمكافئة لك، هذا بدلاً من استعمال أسلوب العقاب الذي قد يؤثر نفسيا على شخصية الطفل، مثلاً، لنأخذ قضية شائعة بين الأطفال وهي استخدام الهواتف لساعات؛ حيث يقضي الطفل ساعات طويلة في مشاهدة بعض الفيديوهات على اليوتيوب أو لعب بعض الألعاب الإلكترونية. إن الطريق الأمثل لحل هذه المشكلة عند الطفل تتمثل بتلك الخطوات العملية البسيطة:

أولاً: مشاركته اهتماماته بحيث تتقرب من طفلك أكثر وتتعرف على ميوله، لمعرفة هل يحب مشاهدة فيديوهات اليوتيوب أو لعب الألعاب الإلكترونية.
ثانياً: انصح طفلك بأن تلك الطريقة للترفيه عن وقته مضرة له؛ حيث تسبب له ألما في العينين وتضر بصحته العامة، ولكن لا تمنعه في البداية بأن يتوقف عنها بل انصحه بتقليل عدد الساعات التي يقضيها على الهاتف.
ثالثاً: اقترح نشاطاً ترفيهياً لطفلك بديلا عن جلوسه على الهاتف، كقضاء الوقت مع أقاربه من الأطفال أو الرسم أو أي نشاط ترفيهي تعتقد أنه يناسب طفلك.
رابعاً: إن واظب طفلك على تلك الطريقة الإيجابية لقضاء وقته، ولم يلجأ مرة أخرى للهاتف فقم بمكافئته وتشجيعه، لأن ذلك سيزيد من ثقته بنفسه.

مقالات مرتبطة

هذه هي الطريقة المثلى لتغيير سلوك أو عادة سلبية عند الطفل، فقبل أن تعاتب أو تعاقب طفلك، أخبره لمَ هذا السلوك صحيح وذاك خاطئ، عندما تحاور طفلك وتستعمل أسلوب الإقناع معه، فإنه ينمي عنده طريقة التفكير، كما أن سيقلع عن السلوك الخاطئ عن قناعة وليس لأنك أجبرته على ذلك، لذلك، لا تجبر طفلك على شيء بل أقنعه لأن ذلك يجعل منك أباً غير متسلط على طفله، لأن أسلوب العنف يجعل شخصية الطفل ضعيفة ويجعله انطوائياً، وبأسلوب بسيط منك ستنقذ طفلك من الأمراض النفسية الناتجة من العنف والعقاب الذي يستعمله بعض الآباء إزاء أطفالهم، وينبغي أن تكون مرشداً لطفلك لا أن تكون متسلطاً عليه.

عندما تحاول منع طفلك من فعل سلوك معين حاول الإجابة عن هذه الأسئلة: لماذا يجب عليه التوقف عن فعل هذا السلوك؟ ماذا يجب عليه أن يفعل بعد التوقف عن هذا السلوك؟ اتباع أجوبة هذه الأسئلة يجعل الطفل يغير سلوكه الخاطئ عن قناعة وليس خوفاً من الأب، وهناك فرق في أن يتركه عن قناعة أو عن خوف وهذا تتم ملاحظته في سلوك الطفل، حيث إن الطفل الذي يبتعد عن فعل سلوك خاطئ كخوف من والديه يكون انطوائيا في الغالب ويفضل الوحدة.

1xbet casino siteleri bahis siteleri